محمد بلكبير يدعو إلى ربط الخطاب الثقافي المغربي بالتحليل العلمي

يعرف الباحث محمد بلكبير، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، في المغرب، أن الشعور الجيد والرضا عن الذات يتضمنان مجموعة من القيم والأحكام، والمشاعر التي يكوّنها الفرد عن نفسه، وأن مفهوم تقدير الذات يحيل إلى استبصارات الفرد ورؤيته لذاته.
الجمعة 2015/06/26
تقدير الذات عند الفرد بكيفية واضحة يساعده على تبني ممارسات سليمة

أكد الباحث محمد بلكبير في الندوة الموسومة بـ”إشكالية القيم بين الحديث والأصيل في مغرب الألفية الثالثة: مقدمات واستنتاجات”، المنظمة بمدينة قلعة السراغنة، جنوب مدينة مراكش المغربية، أن تقدير الذات عند الفرد بكيفية واضحة يساعده على تبني سلوكيات وممارسات سليمة، ويجعله على بينة من أن القصد من هذه السلوكيات والممارسات السليمة بالنسبة إليه هو المحافظة على الذات.

وأشار بلكبير إلى وجود علاقة ترابطية بين تقدير الذات والنجاح في الحياة، وأن قطع العلاقات مع المخالف، والتهميش والتمييز، والتجريم والإقصاء، سلوكيات خاطئة، وأن الخوف المرضي (الرهاب) والتقزز والغضب، علاقات وجدانية سلبية، مطالبا برفع التحدي في موضوع العوائق السوسيوـ ثقافية، والتابوهات، والجهل والأمية، وإقصاء بعض الفاعلين الاجتماعيين ذوي الوقع الكبير في المجتمع.

وتطرق رئيس مركز القيم إلى ميكانيزمات تحليل الخطاب الثقافي واستنطاقه، وتطوير مقاربات التحليل العلمي، وتوسيع مجال مقاربات التواصل عن قرب، وتوسيع تقنيات التفاعل الاجتماعي التي أبانت عن النجاعة في تغيير السلوكيات الخطرة (التثقيف بالنظير، المسرح التفاعلي، المهارات الحياتية…)، مؤيدا مقاربة التثقيف النظير، معتبرا إياها مقاربة علمية/ تواصلية، منهجيتها التثقيف عن قرب، وأساسها فاعل جديد هو المثقف النظير، وهدفها تمكين الشباب من اكتساب القيم الإيجابية.

ويفيد مفهوم “النظير” (le pair) لغويا، المتكافئ في الخصائص والمواصفات مع أفراد مجموعة معينة، وهو “الند” أيضا. واستدل الباحث على ما سلف بقوله “يقال فلان نظير فلان أو ندّه”، أي شبيهه. ومن هذا المنطلق، تكون مقاربة التثقيف بالنظير فعالة وذات قيمة مضافة إلى تربية وتثقيف الشباب واليافعين.

كما أشار إلى المهارات الحياتية التي هي مجموعة من المهارات المكتسبة (معارف ملائمة، خبرات وتجارب)، أو التمكنات المتعلقة بسلوك إيجابي يمكن الأفراد من المواجهة الفعالة لمطالب وتحديات الحياة اليومية.

وهي تساعد الأفراد على اتخاذ القرارات، وحل المشاكل، والتفكير بطريقة نقدية/ تقويمية إبداعية، والتواصل الإيجابي، وبناء علاقات سليمة، وتدبير الحياة بطريقة سوية ومنتجة.

وخلص الباحث محمد بلكبير إلى تصنيف المهارات الحياتية إلى صنفين: مهارات حياتية خاصة: ترتبط بكل مجال من مجالات حياة المراهقين والشباب كل على حدة. مهارات مشتركة (عرضانية): عامة لكل مجالات حياة المراهقين والشباب، مستدلا على ذلك بنماذج من المهارات الحياتية المشتركة كالتعبير عن المشاعر، والتواصل الفعال، وتوكيد الحقوق وصناعة الحدود الصحية، والتعامل مع الأزمات ومواجهة النقد، وتنمية القدرة على فحص الأفكار وتصحيح طرائق التفكير الخاطئة باعتبارها خطوة أساسية للتحكم في السلوك، والقدرة على التصدّي للإحباط والقلق، والقدرة على التفاوض والإقناع، واحترام الجنس الآخر، والتغلب على العنف والاعتداء، والتغلب على ضغوط الأنداد، والقدرة على تحليل الرسائل المرتبطة بالدعاية والإشهار، واعتماد التحليل المنطقي.

15