محمد إيقوبعان: للثقافة واللغة الأمازيغيتين مكانة جوهرية في المغرب

مدير مركز الرحل للفنون "موسم" يؤكد أن الثقافة المغربية، بتنوعها، حاضرة بشكل خاص ضمن برنامج أنشطة المركز.
الأربعاء 2024/01/24
الثقافة واللغة الأمازيغيتان لهما إشعاع كبير

بروكسل - يقول محمد إيقوبعان، مدير مركز الرحل للفنون “موسم” ببروكسل، إن احتفال المغاربة، يوم الرابع عشر من يناير، برأس السنة الأمازيغية الجديدة، يعد احتفاء بالمغرب التعددي ومتنوع الثقافات.

ويوضح الفاعل الثقافي والجمعوي البلجيكي – المغربي، في حديث خاص معه أن هذا الاحتفال الذي يأتي عقب قرار الملك محمد السادس إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، هو حدث يكتسي أهمية كبرى، ورمز لمغرب موحد في تنوعه.

وبحسبه، فإن هذا الحدث يأتي لتكريس الاعتراف بتنوع الثقافات التي تشكل المغرب، مشيرا إلى أن الثقافة واللغة الأمازيغيتين تحتلان مكانة جوهرية ضمن هذه الفسيفساء التي تمثلها الثقافة المغربية.

ويبرز إيقوبعان، من جهة أخرى، أن هذا الاحتفال الذي يشاطره جميع المغاربة أينما وجدوا، يعتبر أيضا مؤشرا على مظاهر التقدم المحرزة من طرف المغرب على درب الديمقراطية والتعددية.

واعتبر أيضا أن هناك مظاهر تقدم لا يمكن إنكارها تم إحرازها من أجل النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية في المغرب، خاصة منذ إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2001، ثم تكريس الأمازيغية كلغة رسمية في دستور 2011.

هناك مظاهر تقدم لا يمكن إنكارها تم إحرازها من أجل النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتين في المغرب

ويضيف إيقوبعان أن هذه التطورات تشمل كافة المجالات وتمكن الثقافة واللغة الأمازيغية من اكتساب إشعاع أكبر، خاصة في وسائل الإعلام.

ويؤكد مع ذلك، أنه ما يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، لاسيما فيما يتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية، منوها بالتدابير المتخذة من أجل تحسين وضعية تدريس هذه اللغة، وبشكل عام، تجسيد الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.

ويقول إن الأمر يتعلق بـ”العمل على أن يكون هذا الاعتراف بالأمازيغية مكونا للهوية المغربية فعالا وليس رمزيا فقط”.

وحلّ محمد إيقوبعان ببلجيكا سنة 1989 من أجل الدراسة. ومنذ ذلك التاريخ، وهو مهتم بالحقل الثقافي في بلجيكا، سعيا منه إلى فرض الثقافة المغربية والعربية كرافد أساسي للحضارة الكونية في العاصمة الأوروبية، من خلال إطلاق برمجة من مستوى عال في مختلف الفضاءات موجهة للتعبيرات الفنية، تأكيدا على أهمية الفن والثقافة في خلق التواصل والتكامل بين الشعوب.

وقد أنشأ رفقة مغاربة آخرين في بلجيكا سنة 2000 مؤسسة “موسم” التي كانت في البداية تعنى بالثقافة المغربية، ليتسع مجال اهتمامها من بعد إلى الثقافة العربية.

يقول محمد إيقوبعان “لاحظنا في تلك الفترة أن الثقافة المغربية غائبة تماما على الساحة البلجيكية، في وقت تعتبر فيه الجالية المغربية من بين أهم الجاليات المقيمة في هذا البلد”. موضحا أنه بدأ حينها التفكير في خلق فضاء ثقافي مغربي في بلجيكا لتكون الثقافة المغربية مكونا أساسيا للحضارة الكونية.

موسـم أصبح جزءا من المشهد الثقافي لبلجيكا وأوروبا. وتجلب أنشـطته المتنوعة جمهورا عريضا بفضل انفتاحه واختيارات مؤسسيه بالذهاب نحو الجمهور

وفي معرض حديثه عن أنشطة مركز الرحل للفنون “موسم”، يوضح إيقوبعان أن هذا المركز العالمي للفنون، الذي رأى النور منذ أكثر من عشرين عاما، يركز على تطوير، إنتاج وعرض الفنون البصرية والمسرحية، مع العمل على نشر الإنتاج الثقافي من مختلف مناطق العالم في إطار التعددية الثقافية.

ويبرز أن الثقافة المغربية، بتنوعها، حاضرة بشكل خاص ضمن برنامج أنشطة “موسم”، الذي يدعم الفنانين في الإنتاج والتوزيع، سواء في مجال الفنون التشكيلية أو الفنون المسرحية أو السينما.

وعرف إيقوبعان مدافعا شرسا على الثقافة والهوية المغربية والعربية. إذ يقول “منذ إحداث موسم، قمنا باختيار إستراتيجي بعدم إحداث دار مغربية، أو دار متعددة الثقافات، أو فضاء لثقافات الجنوب، الخ. لقد اخترنا دخول الفضاء الثقافي العمومي البلجيكي والأوروبي كمكوّن أساسي للثقافة الكونية”.

وأصبح موسـم جزءا من المشهد الثقافي لبلجيكا وأوروبا. وتجلب أنشـطته المتنوعة جمهورا عريضا بفضل انفتاحه واختيارات مؤسسيه بالذهاب نحو الجمهور وليس الانغلاق في فضاءات مخصصة لفـئة معينة.

ويقول إيقوبعان إن المركز يستقبل في إطار الإقامات الفنية، فنانين من جميع جهات المغرب وكذا الفنانين المقيمين في الخارج، بما في ذلك فنانون ومبدعون أمازيغ، والذين يعكسون غنى وتنوع الثقافة المغربية.

من جهة أخرى، يعلن إيقوبعان أنه في إطار الاحتفال بمرور 60 عاما على الهجرة المغربية إلى بلجيكا، يقوم المركز بالتحضير لمعرض كبير سيقام هذه السنة في كل من الرباط وطنجة، “بهدف الاحتفاء بإبداعات الفنانين، السينمائيين والكتاب البلجيكيين – المغاربة، وكذا بمساهمة الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، ليس فقط في المجالين الاقتصادي والسياسي، ولكن أيضا في المجالين الثقافي والفني”.

12