محققة أممية: يجب محاسبة أردوغان

زوريخ - قالت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة كارلا ديل بونتي في مقابلة نشرت السبت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجب أن يخضع للتحقيق ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في ما يتعلق بالعملية العسكرية التي نفذتها بلاده في سوريا.
وأضافت ديل بونتي، التي كانت عضوا في لجنة تحقيق الأمم المتحدة في سوريا، أن تدخل تركيا يشكل انتهاكا للقانون الدولي وأنه أشعل شرارة الصراع في سوريا من جديد.
وتقول أنقرة إن العملية العسكرية، التي نفذتها بعد أن انسحبت القوات الأميركية من منطقة الحدود مع سوريا، تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية السورية فحسب. وتعتبر تركيا الوحدات منظمة إرهابية على صلة بمتمردين أكراد في جنوب شرق أراضيها.
وقالت ديل بونتي “تمكن أردوغان من غزو سوريا لتدمير الأكراد أمر لا يصدق”.
تأتي دعوة المسؤولة الأممية إلى محاسبة الرئيس التركي ضمن موجات إدانة واسعة تعرض لها، حيث دان البرلمان الأوروبي في تصريحات شديدة اللهجة التدخل التركي في شمال شرق سوريا، ودعا أنقرة إلى سحب كامل قواتها من هذه المنطقة.
وفي القرار الذي تمّ التصويت عليه برفع الأيدي اعتبر البرلمان أن التدخل العسكري “يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويقوض الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها”.
ورفض النواب الأوروبيون فكرة “إقامة منطقة آمنة” وأكدوا تضامنهم مع الشعب الكردي. وأعربوا أيضا عن مخاوف من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت ديل بونتي قد شغلت في السابق منصب المدعي العام في سويسرا وشاركت في تمثيل الادعاء في قضايا جرائم حرب في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.
وتابعت قائلة في المقابلة التي أجرتها صحيفة شفايتز أم فوخن إنده “يجب إجراء تحقيق معه ويجب توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب. لا يجب السماح له بالإفلات من المحاسبة”.
وأوقفت أنقرة عمليتها العسكرية الأسبوع الماضي بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة. ثم تفاوض أردوغان على اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأت بموجبه قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية في إبعاد وحدات حماية الشعب عن الحدود السورية التركية لمسافة نحو 30 كيلومترا.
واعتبارا من الثلاثاء ستبدأ قوات روسية وتركية في تنفيذ دوريات على شريط باتساع عشرة كيلومترات في شمال شرق سوريا كانت تنتشر فيه قوات أميركية لسنوات مع حلفائها الأكراد السابقين.
وانتقد حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، بما شمل الولايات المتحدة، توغلها العسكري في شمال شرق سوريا خشية أن يقوض الحرب ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن ديل بونتي قالت إن الدول الأوروبية ترددت في مواجهة تركيا بشأن تحركاتها في سوريا بعد أن هدد أردوغان “بفتح البوابات” للاجئين للتوجه إلى أوروبا.