محتجو السويداء يتساءلون: أين بشار الأسد

سوريون يخشون موجة صراع جديدة قد تطالهم.
الخميس 2023/11/02
الأحداث تتجاوز الأسد

دمشق - أثار عدم ظهور الرئيس بشار الأسد تساؤلات عدة لاسيما في ظل ظرفية مربكة تمر بها المنطقة، في علاقة بالتصعيد الجاري بين إسرائيل وحركة حماس، وإمكانية أن يتسع نطاقه ليشمل سوريا.

ورفع محتجون في مدينة السويداء الأربعاء لافتات من قبيل “بشار الأسد وينو (أين هو)”، وقال أحد المحتجين إن هذا الغياب مثير للشكوك.

وانقسم نشطاء في موقفهم من عدم ظهور الأسد بين من يرى أنه يتجنب الإصداح بأيّ موقف حيال تطورات الأوضاع في غزة لاسيما بعد خذلان حركة حماس له، حينما اتخذت موقفا مناصرا للمعارضة السورية، بالرغم من كونه فتح أبواب دمشق أمامها، وبين من اعتبر أن الحديث عن غيابه لا يخلو من مبالغة، حيث أوردت الرئاسة السورية عن عقده عدة لقاءات الشهر الماضي من بينها مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

إذا ما قررت طهران فتح جبهة الجولان فإن النظام السوري لن يستطيع الوقوف في وجهها أو الاعتراض

وبشأن الأحداث في غزة، كانت الرئاسة السورية اكتفت بإصدار بيان يدين الاعتداء الإسرائيلي الذي جرى على مستشفى المعمداني في القطاع، وأعلنت عن حداد لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام.

في المقابل لم يصدر للرئاسة السورية أيّ موقف حيال الضربات الإسرائيلية التي تعرض لها مطارا حلب ودمشق، وما نتج عنها من خروجهما عن الخدمة.

والموقف الوحيد الصادر حيال الضربات الإسرائيلية ذلك الذي صدح  به من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري فيصل المقداد.

وبحسب بيان للخارجية الروسية، فقد أكد لافروف أنه “من غير المقبول أن يتوسع التصعيد العسكري إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة”.

وقالت الوزارة إن لافروف “شدد على الطابع غير المقبول للضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية والتي أصبحت متكررة أكثر في إطار الأحداث المتعلقة بقطاع غزة”.

وجاء في البيان أيضا أن “الوزيرين شددا على الخطر الذي تمثله محاولات قوى خارجية تحويل منطقة الشرق الأوسط، في ظل الوضع المتفجر الحالي، الى ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية”.

ومنذ السابع من أكتوبر، تاريخ هجوم حماس الدامي على إسرائيل، شن الطيران الإسرائيلي عدة غارات في سوريا استهدفت خصوصا مطاري حلب ودمشق، وتعكس الهجمات مخاوف إسرائيلية من استغلال إيران المطارين لنقل أسلحة ومعدات عسكرية.

ويخشى السوريون ولاسيما في الجنوب من أن يجدوا أنفسهم ضحية  موجة صراع جديدة، في ظل إمكانية فتح الفصائل الموالية لإيران لجبهة الجولان.

ويقول نشطاء إن الأسد لا يمتلك سلطة القرار على الأراضي السورية حيث أن إيران وروسيا هما المتحكمتان في الوضع هناك وإذا ما قررت طهران فتح جبهة الجولان عبر الميليشيات الموالية لها فإن النظام السوري لن يستطيع الوقوف في وجهها أو الاعتراض.

رغم سيطرة النظام السوري بفضل الدعم الروسي والإيراني على معظم أنحاء سوريا إلا أن سلطة بشار الأسد لا تزال تعاني حالة من الهشاشة

ويلفت النشطاء إلى أن هذا الأمر قد يكون خلف خيار الأسد بتجنب الظهور والتوجه بخطابات حادة، كما كان الحال في السابق، حيث أنه يأمل في أن تمر العاصفة التي تشهدها المنطقة دون أضرار تصيبه.

ورغم سيطرة النظام السوري بفضل الدعم الروسي والإيراني على معظم أنحاء سوريا إلا أن سلطته لا تزال تعاني حالة من الهشاشة، في ظل وضع اقتصادي واجتماعي صعب وتحديات أمنية لا تنتهي. ويقول مراقبون إن الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية منذ نحو ثمانية وسبعين يوما تشكل دلالة واضحة على أن الأمور في سوريا مهتزة، ولا تزال تحمل بذور تفجرها.

وخرج العشرات من أهالي مدينة السويداء الأربعاء في مظاهرة جديدة بساحة الكرامة وسط المدينة، رفع خلالها البعض لافتات من قبيل “على درب الحريّة نمضي والفساد سننفي”، و”المدارس مناهل للعلم وليست مداجن للبعث”.

كما حمل آخرون لافتات ساخرة رسم عليها صورة الرئيس السوري وحملت بيان تنصل من “بشار الأسد وعائلته” على لسان “أسد افتراضي”.

وأكدت الولايات المتحدة الأربعاء أنها تراقب عن كثب الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين في السويداء ودرعا جنوب سوريا وهي تدعم بشكل كامل حرية السوريين في التعبير والتجمع السلمي، بما في ذلك عندما تتم ممارستها سعياً لتحقيق الكرامة والحرية والأمن والعدالة.

2