محاولة طالبان انتزاع اعتراف دولي بسلطتها صعبة المنال

الملا محمد حسن أخوند: أدعو الدول المسلمة إلى أخذ زمام المبادرة والاعتراف بنا رسميا.
الخميس 2022/01/20
أخوند لدول العالم: تم الوفاء بكل التعهدات

كابول - طالبت الحكومة الأفغانية التي تقودها حركة طالبان المتشددة الأربعاء بالاعتراف بحكمها رسميا، في خطوة تبقى صعبة المنال خاصة في ظل التوتر المتزايد مع جيرانها على غرار باكستان وإيران والقمع الذي تمارسه الحركة على الحريات.

ودعا القائم بأعمال رئيس الوزراء في أفغانستان الملا محمد حسن أخوند الأربعاء دول العالم إلى الاعتراف رسميا بإدارة طالبان للبلاد، قائلا في مؤتمر صحافي عُقد في كابول إنه “تم الوفاء بجميع الشروط”.

وقال أخوند خلال المؤتمر “أدعو الدول المسلمة إلى أخذ زمام المبادرة والاعتراف بنا رسميا. ومن ثم آمل أن نتمكن من التطور سريعا”.

ويعد هذا المؤتمر أول ظهور علني موسع للقائم بأعمال رئيس الوزراء في أفغانستان منذ أن تولى المنصب في سبتمبر الماضي، وتمت الدعوة إلى عقده للتطرق إلى الأزمة الاقتصادية الهائلة التي تعيشها البلاد.

دول العالم تواجه مهمة صعبة في محاولة إيصال المساعدات لدعم الاقتصاد المنهار مع مراعاة عدم دعم طالبان

ودعا أخوند أيضا الحكومات الدولية إلى الاعتراف رسميا بإدارة طالبان للبلاد، مشيرا إلى أنه “تم استيفاء جميع الشروط والوصول بمعدلات الفساد إلى أدنى مستوى”.

ولم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان، فيما تراقب الدول الغربية الوضع عن كثب لمعرفة الطريقة التي سيحكم المتشددون الإسلاميون البلاد من خلالها، بعدما عُرفوا بانتهاكهم لحقوق الإنسان في ولايتهم الأولى من العام 1996 حتى 2001.

لكن دول العالم تواجه مهمة حساسة تتمثّل في محاولة إيصال المساعدات لدعم الاقتصاد المنهار مع مراعاة عدم دعم نظام طالبان، علما أن العديد من أعضاء حكومة طالبان المؤقتة موجودون على قائمة العقوبات الدولية.

وقال أخوند في معرض حديثه عن الاعتراف بحكومته “لا نريد المساعدة من أي طرف كان، لا نريد ذلك من أجل المسؤولين، بل من أجل العامة”، مضيفا أن طالبان نفّذت كل التزاماتها الأساسية عبر إعادة السلم والأمن.

وكثف المجتمع الدولي المساعدات الإنسانية التي تستهدف تلبية الاحتياجات الملحة، لكن في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة نقدية ومن تدهور الوضع الاقتصادي خلال فصل الشتاء القاسي، يسقط الملايين من الأفغان في براثن الفقر.

وتحدثت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز كذلك في المؤتمر، قائلة إن “الأزمة الاقتصادية الأفغانية تمثل مشكلة خطيرة يتعين على جميع الدول العمل على معالجتها”.

وأضافت “الأمم المتحدة تعمل على إنعاش اقتصاد أفغانستان ومعالجة المشكلات الاقتصادية بشكل أساسي”.

وقال أمير خان متقي القائم بأعمال وزير الخارجية إن “حكومة طالبان تسعى لإقامة روابط اقتصادية مع المجتمع الدولي”.

وأضاف “المساعدات الإنسانية حل قصير الأمد للمشكلات الاقتصادية، لكن المطلوب لحل المشكلات في الأجل الطويل هو تنفيذ مشروعات للبنية التحتية”.

ومنذ نحو أسبوع أقرت حركة طالبان أول ميزانية منذ استيلائها على السلطة لا تشتمل على أيّ مساعدة دولية، وتغطي أول ثلاثة أشهر من 2022، بحسب ما أفادت وزارة المالية.

وقال الناطق باسم الوزارة أحمد والي حقمال “للمرة الأولى منذ عقدين قمنا بإعداد ميزانية لا تستند إلى المساعدة الدولية، وهو إنجاز كبير في نظرنا”.

وتغطي الميزانية التي تمّت الموافقة عليها الثلاثاء بقيمة 53.9 مليار أفغاني (قرابة 516 مليون دولار) الربع الأوّل من العام 2022 فقط، وهي مخصّصة لنفقات الحكومة بالكامل تقريبا.

ومنذ عودتها إلى الحكم في منتصف أغسطس، منعت حركة طالبان التظاهرات المناهضة لها وفرضت الحصول على إذن مسبق لتنظيم تجمّعات، وغالبا ما يفرق مقاتلوها المتظاهرين، خصوصا النساء اللواتي ينظمن بين الحين والآخر احتجاجات ضد الحركة وإن بأعداد محدودة.

أخوند دعا الحكومات الدولية إلى الاعتراف رسميا بإدارة طالبان للبلاد، مشيرا إلى أنه "تم استيفاء جميع الشروط والوصول بمعدلات الفساد إلى أدنى مستوى"

وفرضت الحركة خلال الأشهر الماضية إجراءات أعادت إلى الأذهان القيود المشددة التي كانت تفرضها خلال الفترة الأولى من حكم طالبان في التسعينات.

ومنعت الحركة الموظفات في مؤسسات الدولة من العودة إلى أعمالهنّ، كما طلبت من المحطات التلفزيونية عدم بث مسلسلات تظهر ممثلات نساء، وفرضت على الإعلاميات ارتداء الحجاب على الشاشة.

وحظرت طالبان على النساء الخروج في رحلات طويلة دون محرم، كما لا تزال المدارس الثانوية مغلقة أمام الفتيات في محافظات عدة. وتصر الحركة على أنها ستحترم الحريات وحقوق المرأة، لكن في إطار الشريعة الإسلامية.

وعلى الصعيد الخارجي، وجدت الحركة صعوبة كبيرة في انتزاع اعتراف حتى من باكستان التي كانت تواجه اتهامات بدعم الحركة ما قد يجعل إمكانية إقدام أي دولة أو قوة إقليمية على ذلك أمرا صعب المنال.

والأربعاء أرجأ مستشار الأمن القومي الباكستاني زيارة كانت مقررة لكابول بعد أن رفضت حركة طالبان عرضا لإسلام أباد بإرسال فريق من الخبراء لمساعدة الحكومة الأفغانية.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إنه كان من المقرر أن يصل المستشار مؤيد يوسف إلى كابول على رأس وفد من الخبراء الاقتصاديين والأمنيين الثلاثاء، لكن تم إرجاء الزيارة.

ولم تذكر الوزارة أي سبب للتأجيل في اللحظة الأخيرة، لكنها قالت إنه سوف يتم تحديد موعد آخر للزيارة.

وصرح مسؤولون بأن رفض طالبان أفغانستان قبول العرض الباكستاني بإرسال فريق خبراء لمساعدة الحكومة المؤقتة كان السبب الرئيسي.

وأفادت التقارير بأن وزير خارجية طالبان الملا أمير خان متقي قال قبيل زيارة يوسف “لسنا بحاجة إلى مساعدة من باكستان أو أي دولة أخرى”.

7