محاولة اغتيال ترامب تعطي دفعة قوية لحظوظه الانتخابية

ميلووكي (ويسكونسن) - عززت محاولة الاغتيال التي تعرض لها المرشح الجمهوري دونالد ترامب لسباق الرئاسة الأميركية، من وضعه انتخابيا وسياسيا وداخل معسكره الجمهوري وحتى خارجه وسط موجة تضامن كبيرة أميركيا ودوليا.
وأعطت الحادثة التي أدانها جو بايدن منافس ترامب في انتخابات نوفمبر القادم وأدانها زعماء العالم، دفعة قوية لحملته الانتخابية ولحظوظه الانتخابية في ذروة حملة استقطاب شديدة.
ويعزز الرئيس الأميركي السابق وضعه في الحزب الجمهوري خلال مؤتمر الحزب لعام 2024 هذا الأسبوع بعد أن نجا من محاولة اغتيال واجتاز العديد من النزاعات القانونية ليصل إلى ترشيح الحزب له في الانتخابات الرئاسية.
وخلال المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام ويبدأ اليوم الاثنين سيعلن الرئيس السابق عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس، بعد الإشارة إلى أن السناتور جيمس ديفيد فانس عن ولاية أوهايو والسناتور ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا ودوج بورجوم حاكم ولاية نورث داكوتا هم المرشحون الأوفر حظا، وسيلقي كل منهم كلمة في المؤتمر.
وسيكون المؤتمر في ميلووكي بولاية ويسكونسن فعالية احتفالية لترشيح ترامب رسميا، إلا أنه يأتي وسط فترة توتر يسجلها تاريخ الولايات المتحدة قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر بين الرئيس جو بايدن (81 عاما) والرئيس السابق ترامب (78 عاما).
وهناك عدة تساؤلات من بينها هل سيحاول زعماء الحزب تهدئة الغضب بين الجمهوريين؟ أم سيستغلون الفرصة لاتهام الديمقراطيين بأنهم شوهوا صورة ترامب لإظهاره على أنه تهديد للديمقراطية مما جعله مستهدفا بالعنف السياسي؟.
وقال ترامب لصحيفة واشنطن إكزامينر "هذه فرصة لتوحيد البلاد بأكملها بل العالم كله. سيكون الخطاب مختلفا كثيرا عما كان عليه قبل يومين".
كما قال بايدن في كلمة نقلها التلفزيون من البيت الأبيض أمس الأحد "لا يوجد مكان في أميركا لهذا النوع من العنف أو أي عنف آخر. محاولة الاغتيال تتعارض مع كل ما نمثله"، مضيفا "لقد صار الخطاب السياسي في هذا البلد ساخنا للغاية. وحان الوقت لتهدئته".
ويخوض ترامب وبايدن منافسة متقاربة وفقا لمعظم استطلاعات الرأي بما في ذلك استطلاعات رويترز/إبسوس.
وأحدث إطلاق النار الذي وقع يوم السبت الماضي تغيرا في موضوعات النقاش حول الحملة الرئاسية بعد أن كان التركيز ينصب على ما إذا كان ينبغي لبايدن أن ينسحب بعد الأداء السيئ في مناظرة أمام ترامب في 27 يونيو الماضي.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، لبرنامج "توداي" على شبكة إن.بي.سي أمس الأحد إن على جميع الأميركيين أن يخففوا من حدة خطابهم. واتهم حملة بايدن بشن هجمات مبالغ فيها على ترامب، مضيفا "على الجميع تهدئة لهجتهم".
وندد بايدن بمحاولة الاغتيال. وأمر بإجراء تحقيق بشأن إطلاق النار الذي وقع يوم السبت خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، حيث أصابت طلقة نارية أذن ترامب اليمنى، وقُتل أحد مؤيديه وأصيب اثنان آخران قبل أن يتمكن ضباط جهاز الخدمة السرية من قتل مطلق النار (20 عاما الذي لم يتم تحديد دوافعه بعد).
ورفضت حملة بايدن التعليق على اتهامات من بعض الجمهوريين بأن تعليقات سابقة للرئيس هي التي هيأت الأجواء التي أفضت إلى إطلاق النار.
وكثيرا ما لجأ ترامب إلى اللهجة الحادة في خطاباته الانتخابية، مستخدما كلمة "حمام دم"، ومشيرا إلى أعداء متصورين بأنهم "حشرات" و"فاشيون"، كما اتهم بايدن دون تقديم دليل بالتآمر للقضاء على الولايات المتحدة من خلال تشجيع الهجرة غير المشروعة.
وبالنسبة للمرشح الجمهوري يمثل مؤتمر الحزب اختبارا، فبعد ترسيخ وضعه في الحزب، يستطيع ترامب اغتنام فرصة المؤتمر لإطلاق رسالة الدعوة إلى الاتحاد أو رسم صورة قاتمة لأمة تحت حصار نخبة يسارية فاسدة مثلما فعل في بعض الأحيان قبل ذلك.
وأُدين ترامب في أواخر مايو الماضي بمحاولة التستر على دفع مبالغ مالية لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية، لكن المحاكمات الثلاث الأخرى التي يواجهها -ومنها اثنتان تتعلقان بمحاولته إلغاء هزيمته في انتخابات الرئاسة السابقة- توقفت لأسباب مختلفة من بينها قرار المحكمة العليا في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يتمتع بحصانة جزئية من الملاحقة القضائية.
ويؤكد هو دون تقديم أدلة، أن جميع المحاكمات الأربع يقف خلفها بايدن لمحاولة منعه من العودة إلى السلطة.
وكما كان الحال في المؤتمرات السابقة، يتم تخصيص وقت لمجموعة من أبرز الشخصيات في الحزب الجمهوري، بما في ذلك الشخصيات الإعلامية وأعضاء الكونغرس.
وتتباين مواقف هؤلاء من معتدلين نسبيا إلى مدافعين عن الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير 2021 من قبل أنصار ترامب وبينهم حتى متشددون يمينيون يعبرون عن تأييدهم لنظريات المؤامرة ويثيرون الانقسام حتى داخل الحزب.
وسيكون لمدينة ميلووكي دور رئيسي في انتخابات الرئاسة نظرا لأنها أكبر مدينة في ولاية ويسكونسن، وهي واحدة من أكثر الولايات تنافسية سياسيا في البلاد.