محام سوري يخالف تقاليد مجتمعه باحتراف الرقص

الشاب محسن العبدالله يتحدى الانتقادات والإهانات ويمارس هوايته المفضلة.
الاثنين 2021/06/28
على المسرح يرى نفسه

دمشق - يتحدى الشاب السوري محسن العبدالله الصور النمطية في مجتمعه عن الراقصين الرجال فيتمايل على أنغام الموسيقى وهو يؤدي رقصاته المعاصرة على المسرح في دمشق.

وبدأ خريج كلية الحقوق البالغ من العمر 25 عاما والملقب بـ”محي” الرقص كهواية في سن صغيرة، لكنه لم يكن يتوقع أن يأتي اليوم الذي سيتخلى فيه عن مهنته الأصلية ويصبح راقصا محترفا للرقص المعاصر، وهي مهنة لا تعتبر مقبولة في مجتمعه التقليدي.

وقال عن بداية انخراطه في هذا الفن إنه “كان يحرص على ممارسة هواية الرقص إلى جانب متابعته لدراسته في الحقوق، لكن كان كل من حوله يدفعونه إلى خشبة المسرح مثنين على أدائه الذي يرى كثيرون أنه يساهم في إبراز شخصيته وحضوره مقارنة بمجال الحقوق”.

وأضاف أنه “لم يكن يستوعب كل ما يقال له نظرا لصغر سنه، لكنه الآن يدرك جيدا أن وجوده الفعلي لا يكون إلا على المسرح وهو يؤدي رقصاته العصرية التي يتقنها”.

وواجه الشاب العشريني عدة صعوبات وقفت أمام اختياره للرقص، تجسدت خصوصا في الهجوم الذي تعرض له والإهانات التي لحقته.

ويصف العبدالله ما تعرض له بالنقد الشرس، مشيرا إلى أن “هذا الأمر بلغ حد مقاطعة الكثيرين له ومن بينهم أصدقاء طفولته”.

----

وعلى الرغم من الوصمة التي تصاحب الرجال الذين يحترفون الرقص في مجتمعهم، زاد عدد الذكور الذين سجلوا للمشاركة في دروس الرقص وقت الحرب.

ويقول عدنان محمد وهو راقص ومدرب، “إن ذلك يرجع إلى ضغوط الحرب وما يمثله الرقص من متنفس من تلك الضغوط وتفريغ للطاقات السلبية التي صارت تسيطر على أجوائهم اليومية”.

وبينما يزداد عدد الشباب الذين ينضمون لدروس الرقص بما يساعد على تغيير الصور النمطية في المجتمعات الصغيرة في ما يتعلق بهذا الفن، فلا يزال أمام العبدالله وزملائه معركة طويلة حتى يصبح مقبولا اجتماعيا.

ولفت محمد إلى أن “المجتمع لم يتقبل بعد مسألة الرقص ولم يغير بعد نظرته حول ذلك، لكن ما تحسن بالفعل فهو الناس أنفسهم، فأغلب المنتمين إلى نادي الرقص لم يأتوا بالبداية بدافع حب ما يفعلون بل فقط للتعرف على أصدقاء جدد ومع الوقت اكتشفوا أن الرقص ثقافة عالمية وبدأ عددهم يزيد يوما عن يوم”.

24