محاكمة استراتيجي الصحراء بتهمة قمع خصومه في تشاد

الخميس 2015/07/23
حبري انتقد المحاكمة واعتبرها مهزلة

دكار - مثل الرئيس التشادي السابق حسين حبري الاثنين الماضي في السنغال لمحاكمة “تاريخية”، إذ أنها المرة الأولى التي يحاسب فيها رئيس دولة أفريقي سابق على أعماله “الوحشية” أمام محكمة دولة أفريقية أخرى.

وسرعان ما توقفت المحاكمة بعد دقائق من بدايتها في العاصمة دكار عندما اضطر المسؤولون إلى إخراج المتهم الملقب بـ"استراتيجي الصحراء" من قاعة المحكمة بعد أن انتقد حبري المحاكمة واعتبرها مهزلة ليقتاده حراس الأمن إلى خارج القاعة.

وصاح الرئيس التشادي السابق خلال اقتياده وهو يرتدي اللباس التقليدي لبلاده ويضع عمامة فوق رأسه، حاجبا وجهه عن الجمهور ووسائل الإعلام التي حضرت بكثافة “فلتسقط الإمبريالية، لتسقط الإمبريالية الجديدة”، وسط حالة من الاحتقان لدى عائلات الذين ذهبوا ضحايا قمعه.

ويتردد أن حبري الذي كان خبيرا استراتيجيا بارعا في حرب الصحراء، استولى على السلطة بقوة السلاح في 1982 ومنع كل أشكال المعارضة خلال سنوات حكمه الثماني من خلال الاعتقال والتعذيب والقتل، لذلك فإن المحكمة قامت من أجل معاقبتة على أفعاله.

وحبري البالغ 72 عاما والموقوف منذ عامين في السنغال، حيث لجأ إليها بعد أن أطاح به الرئيس التشادي الحالي إدريس ديبي أتنو، يلاحق بتهم ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب”.

وتقدر لجنة التحقيق في “جرائم الحرب” التي ارتكبها بأكثر من 40 ألفا عدد الذين ماتوا في المعتقلات أو أعدموا في عهده، بينهم أربعة آلاف تم التعرف عليهم بأسمائهم.

وفي حال إدانة حبري خلال محاكمته التي تستمر إلى غاية أكتوبر المقبل، فإنه سيواجه عقوبة السجن مع النفاذ تصل حتى 30 عاما والأشغال الشاقة المؤبدة، ويمكنه إمضاء عقوبته في السنغال أو أي بلد آخر عضو في الاتحاد الأفريقي، لكن ليس هناك أي إجراء لتخفيف العقوبة لا عن طريق العفو أو إسقاط العقوبة، بحسب الإدعاء.

وهذه المحاكمة غير المسبوقة ستتيح أيضا للقارة بأن تعطي مثالا يقتدى به في وقت تتزايد المآخذ في أفريقيا على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا.

12