محادثات روسية - أوكرانية في الإمارات بشأن تبادل الأسرى وصادرات الأمونيا

الرياض – على الرغم من استبعاد المسؤولين الأوكرانيين والروس على السواء خلال الأيام الماضية، إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل للنزاع العسكري، الذي طوى شهره التاسع، التقى وفدان من البلدين قبل أيام بهدف بحث تبادل للأسرى.
وقالت مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هوياتها نظرا لحساسية الأمر، إن ممثلين من روسيا وأوكرانيا اجتمعوا في الإمارات الأسبوع الماضي، لمناقشة إمكانية تبادل أسرى الحرب، واستئناف صادرات الأمونيا الروسية إلى آسيا وأفريقيا عبر خط أنابيب أوكراني.
وذكرت المصادر أن المحادثات جرت بوساطة إماراتية ولم تشمل الأمم المتحدة، على الرغم من الدور الرئيسي للمنظمة الدولية في التفاوض على المبادرة الحالية لتصدير المنتجات الزراعية من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
وأشارت إلى أن المحادثات هدفت إلى إزالة العقبات المتبقية في مبادرة الحبوب التي جرى تمديد العمل بها الأسبوع الماضي، وتخفيف حدة نقص الغذاء العالمي عن طريق إفساح المجال للصادرات الأوكرانية والروسية على السواء، بحسب ما أفادت "رويترز" الخميس.
وأوضحت المصادر أن ممثلي روسيا وأوكرانيا توجهوا للعاصمة الإماراتية أبوظبي في السابع عشر من نوفمبر الحالي، حيث بحثوا السماح لروسيا باستئناف صادرات الأمونيا مقابل تبادل للأسرى من شأنه أن يطلق سراح عدد كبير من الأسرى الأوكرانيين والروس.
وحتى الآن لا يعرف حجم التقدم الذي تم إحرازه خلال المحادثات.
وأتى ذلك، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء إجراء صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع كييف، لافتة إلى أن "35 عسكريا روسيا عادوا من أوكرانيا نتيجة جولة جديدة من تبادل الأسرى بين البلدين".
وقال السفير الأوكراني إلى تركيا فاسيل بودنار إن "إطلاق سراح أسرانا هو جزء من المفاوضات المتعلقة بإفساح المجال لصادرات الأمونيا الروسية"، مضيفا "بالطبع نبحث عن وسائل لتحقيق ذلك كلما سنحت فرصة". وذكر بودنار أنه ليس على علم بعقد اجتماع في الإمارات.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أيضا أن المسؤولين الروس يعملون على الإفراج عن الأسمدة الروسية العالقة في موانئ أوروبية، واستئناف صادرات الأمونيا من خط أنابيب يمر عبر أوكرانيا.
كما أضاف أن 262 ألف طن من أسمدة شركة أورالكيم تجمدت في موانئ إستونيا ولاتفيا وبلجيكا وهولندا، فيما لدى شركتي أكرون ويوروكيم 52 ألف طن، ونحو 100 ألف طن من الأسمدة على الترتيب عالقة في أوروبا.
وقالت لانا نسيبه، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إن أبوظبي ما زالت ملتزمة بقوة بالمساعدة في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وتشجيع الحوار ودعم الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وأضافت في بيان بثته وكالة أنباء الإمارات "وام"، "تتمثل مسؤوليتنا الجماعية في أوقات الصراع في عدم ادخار أي جهد في تحديد ومتابعة المسارات التي تؤدي إلى حل سلمي وسريع للأزمات".
ولم ترد أي من وزارتي الدفاع والخارجية في كل من روسيا وأوكرانيا على طلبات للتعليق، كما رفض متحدث باسم الأمم المتحدة التعليق عند سؤاله عما إذا كانت المنظمة الدولية قد شاركت في المحادثات.
وسيتم تصدير الأمونيا الروسية عبر خط أنابيب قائم يمتد إلى البحر الأسود.
وكان الهدف من الخط ضخ ما يصل إلى 2.5 مليون طن من غاز الأمونيا سنويا من منطقة فولجا الروسية إلى ميناء بيفديني الأوكراني على البحر الأسود، المعروف باسم يوجني بالروسية، بالقرب من أوديسا، لشحنها بعد ذلك إلى المشترين الدوليين. وتم إغلاق الخط بعد انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير.
ولم يكن تصدير الأمونيا ضمن تمديد اتفاق ممر الحبوب المدعوم من الأمم المتحدة، والذي يتيح الشحن التجاري من أوكرانيا.
وعبّرت ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمنظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، التي تقود المفاوضات المتعلقة بالأسمدة، الأسبوع الماضي عن تفاؤلها بشأن إمكانية اتفاق روسيا وأوكرانيا على شروط لتصدير الأمونيا الروسية عبر خط الأنابيب، دون أن تعطي المزيد من التفاصيل.
وسبق أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة شروط من أجل السماح لروسيا باستئناف صادراتها من الأمونيا عبر خط الأنابيب، تتضمن تبادلا للأسرى وإعادة فتح ميناء ميكولايف على البحر الأسود.
ولا تنشر روسيا أو أوكرانيا أرقاما رسمية لعدد الأسرى لديهما منذ انطلاق الغزو في فبراير. وأعلن زيلينسكي في التاسع والعشرين من أكتوبر أن روسيا أطلقت إجمالا منذ مارس سراح 1031 أسيرا.
ولم تكشف روسيا وأوكرانيا عن تفاصيل تذكر حول الاجتماعات المباشرة بين ممثليهما، منذ توقف محادثات وقف إطلاق النار في الأسابيع القليلة الأولى بعد الغزو.
وتسير جهود أبوظبي على خطى السعودية، التي حققت نصرا دبلوماسيا بعد وساطة قادت إلى الإفراج عن مقاتلين أجانب أُسروا في أوكرانيا في سبتمبر.
والإمارات والسعودية عضوان في مجموعة أوبك+ النفطية التي تضم كذلك روسيا، وقد حافظتا على علاقات جيدة مع موسكو، رغم الضغوط الغربية عليهما للمساهمة في عزل روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، والذي تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة".
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، التقى الرئيس الروسي في مدينة بطرسبورغ خلال زيارته لروسيا في أكتوبر الماضي، وذلك في مباحثات ثنائية، وتطرق اللقاء إلى إمكانية استمرار الحوار بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى دور الإمارات المهم في عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، كما ناقش مع بوتين إمكانية توسط أبوظبي في اتفاق بشأن الأمونيا.
وأكد الرئيس بوتين في ذلك الوقت، أن روسيا مهتمة باستمرارية جهود الوساطة الإماراتية.
وأوكرانيا منتج كبير للحبوب والبذور الزيتية، في حين أن روسيا هي أكبر مصدّر للقمح في العالم. كما أنها مورّد رئيسي للأسمدة إلى الأسواق العالمية.
وشكت موسكو مرارا منذ يوليو من قيود على شحناتها من الحبوب والأسمدة، رغم عدم تعرضها لعقوبات مباشرة، وذلك بسبب عقوبات أخرى تجعل من الصعب على المصدرين الحصول على المدفوعات أو استئجار السفن أو إبرام عقود تأمين.