مجموعة من النصائح للحفاظ على سلامة العقل

الباحثون ينصحون بتجنب القلق والتوتر والعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وغير ذلك من المشكلات الاجتماعية.
الأربعاء 2025/02/12
الدماغ يحمل شخصية الفرد وجميع ذكرياته

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – يشعر الكثيرون بالقلق بشأن سلامتهم العقلية في المستقبل، ويتساءلون عما إذا كانت هناك خطوات معينة يمكن القيام بها للحفاظ على وظائف المخ الإدراكية والعقلية عندما يتقدم بهم العمر. وسلط فريق بحثي من الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب الضوء على مجموعة من العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على صحة العقل على المدى الطويل. وتقول الباحثة كارلين جاكسون، رئيسة الأكاديمية، إن “أطباء الأعصاب هم خبراء في صحة العقل، ولديهم خبرة في التدرّب على مساعدة الشخص من أجل الحفاظ على العقل في حالة جيدة طيلة حياته.”

وفي مقال أوردته الدورية العلمية “نرولوجي” المتخصصة في طب الأعصاب، قدم الفريق البحثي من جامعة ميتشجن الأميركية عددا من النصائح التي لا بد من الالتزام بها للحفاظ على صحة العقل. ويقول الأطباء إنه ينبغي الحصول على قسط وافر من النوم وتجنب الأرق والحصول على بعض الوقت للقيلولة خلال النهار. وينصح الباحثون بتجنب القلق والتوتر والعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وغير ذلك من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على سلامة العقل. ولا بد أيضا من تناول وجبات غذائية صحية ومتكاملة غنية بالفيتامنيات والمكملات الغذائية.

ينبغي الحرص على الابتعاد عن مصادر التلوث، سواء أكان تلوث الهواء أم تلوث مياه الشرب

ويؤكد الباحثون أهمية ممارسة التدريبات الرياضية كمعيار أساسي للحفاظ على الصحة بشكل عام. وينبغي الحرص على العلاقات الاجتماعية الداعمة للحالة النفسية والحفاظ على علاقات وثيقة مع الأصدقاء وأفراد الأسرة. ويرى الباحثون ضرورة تجنب الصدمات والحوادث قدر المستطاع للحفاظ على سلامة العقل، وبالتالي يُنصح بارتداء أحزمة الأمان في السيارة وخوذة الرأس عند ركوب الدارجة النارية أو الهوائية وتجنب السقوط والاهتمام بمعرفة المخاطر المهنية وتلافيها قدر المستطاع.

ولا بد من الاهتمام بضغط الدم وتجنب ارتفاعه ومتابعته باستمرار من خلال الأطباء المتخصصين. ويُنصح أيضا بمتابعة مستوى السكر في الدم والكولسترول والحفاظ على الوزن السليم والتحقق من عدم وجود أي مرض وراثي قد يؤثر على سلامة العقل في المستقبل. ويحذر الأطباء من خطورة العدوى بالأمراض المختلفة وتأثيرها على الصحة العقلية، وينصحون بالسعي لعلاج أي مرض أو عدوى يتعرض لهما الجسم، مع الحرص على تناول اللقاحات المتاحة لتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض المعدية. ويحذر الأطباء أيضا من خطورة التدخين والإفراط في تناول الكحوليات وتناول الأدوية من دون نصيحة الطبيب.

ويقول الفريق البحثي في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية إنه ينبغي الحرص على الابتعاد عن مصادر التلوث، سواء أكان تلوث الهواء أم تلوث مياه الشرب. ويوضح الفريق أن الشعور بالقلق بسبب المشكلات الحياتية على اختلاف أنواعها يؤثر على سلامة العقل على المدى الطويل.

ويتحكم الدماغ في التفكير والحركة والمشاعر. وبالرغم من أن حجم الدماغ ليس كبيرًا جدًا ووزنه ثلاثة أرطال، فهو مصدر قوة هائلة؛ ذلك أنه يحمل شخصية الفرد وجميع ذكرياته، وينسق أفكاره ومشاعره وحركاته.

اتباع العادات الذهنية الصحية السبيل إلى الحفاظ على صحة العقل. ويشمل ذلك اتباع تدابير السلامة وإبقاء الدماغ نشطًا وفعالاً

ويضم الملايين من الخلايا العصبية المسؤولة عن كل ذلك. وترسل خلايا الدماغ، التي يُطلَق عليها اسم خلايا عصبية، معلومات إلى باقي أعضاء الجسم. وإذا لم تعمل بشكل سليم، فلن تتحرك عضلات الشخص بسلاسة. وقد يفقد الشعور بأجزاء من جسمه. وقد يتباطأ تفكيره.

ولا يستبدل الدماغ الخلايا العصبية المتضررة أو المُدَمرة. لذلك من المهم الاعتناء بها. ويمكن أن تسبب إصابات الرأس وتعاطي المخدرات وتدهور الحالة الصحية، مثل الإصابة بداء الزهايمر أو مرض باركنسون، ضررًا لخلايا الدماغ أو فقدانها.

ويعد اتباع العادات الذهنية الصحية السبيل إلى الحفاظ على صحة العقل. ويشمل ذلك اتباع تدابير السلامة وإبقاء الدماغ نشطًا وفعالاً.

ويكون الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا في الأغلب أكثر قدرة على الحفاظ على نشاط عقولهم. ومن الممكن أن تساعد ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام أيضًا في تعزيز التوازن والمرونة وزيادة القوة والطاقة وتحسين الحالة المزاجية. وتشير الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضة يمكن أن تحد من احتمالات الإصابة بداء الزهايمر.

وتوصي وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة معظم البالغين الأصحاء بممارسة النشاط الهوائي المعتدل، كالمشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل، أو النشاط الهوائي القوي، مثل الجري لمدة 75 دقيقة أسبوعيًا. ومن الأفضل توزيع هذا النشاط على مدار الأسبوع. وفي حالة عدم توفر الوقت لممارسة التمرين الرياضي كاملاً، فيمكن تجربة ممارسة رياضة المشي لمدة 10 دقائق في اليوم.

16