متى يستلزم الأرق استشارة الطبيب؟
فرايبورغ (ألمانيا) – قال البروفيسور ديتر ريمان إن المعاناة من الأرق من وقت إلى آخر تعد أمرا طبيعيا، وذلك بسبب التفكير في الأمور الحياتية المختلفة سواء في الحياة الشخصية أو الوظيفية.
وأضاف رئيس قسم علم النفس السريري والعلاج النفسي في مستشفى جامعة فرايبورغ الألمانية أنه يمكن مواجهة الأرق من خلال اتباع بعض التدابير البسيطة مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء كاليوجا والتأمل قبل الذهاب إلى الفراش مع مراعاة الابتعاد عن الشاشات مثل التلفاز والهاتف الذكي والحاسوب اللوحي قبيل النوم؛ نظرا لأن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يسلب النوم من العين.
وأضاف ريمان أنه إذا لم تفلح هذه التدابير في مواجهة الأرق، فينبغي حينئذ استشارة طبيب نفسي، خاصة في حالة المعاناة منه بمعدل لا يقل عن 3 مرات أسبوعيا على مدار 3 شهور. وأوضح ريمان أن القلق قد يشير حينئذ إلى مشكلة نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الخوف والقلق.
ويعرف الخبراء الأرق على أنه اضطراب شائع في النوم يمكن أن يؤدي إلى صعوبة النوم أو صعوبة الاستمرار فيه أو يجعل الشخص يستيقظ مبكرًا مع عدم القدرة على العودة إلى النوم مرة أخرى. وقد يتواصل الشعور بالإرهاق عند الاستيقاظ. ويمكن أن يقلل الأرق مستوى طاقة الفرد ومزاجه وأيضًا من صحته وأدائه في العمل وجودة الحياة.
وتختلف كمية النوم الكافية من شخص إلى آخر، ولكن يحتاج أغلب البالغين من سبع إلى ثماني ساعات في الليلة.
وفي بعض الأوقات يعاني الكثير من البالغين أرقًا حادًا قصير المدى، وهو ما يستمر لأيام أو أسابيع. وعادة ما يحدث ذلك نتيجة توتر أو حدث صادم. ولكن يعاني البعض أرقًا مزمنًا طويل المدى يستمر لشهر أو أكثر. ويمكن أن يكون الأرق هو المشكلة الأساسية أو قد يكون مرتبطًا بأدوية أو حالات طبية أخرى.
ولكن ليس الشخص في حاجة إلى التعايش مع ليالٍ بلا نوم. فعادة ما يمكن لتغييرات بسيطة في عاداته اليومية أن تكون مفيدة. ويمكن للقلق بشأن العمل أو الدراسة أو الصحة أو المال أو العائلة أن يبقي ذهن الشخص مشغولاً أثناء الليل، ويجعل من الصعوبة أن ينام. وقد تؤدي أيضًا أحداث الحياة المسببة للضغط النفسي أو الصادمة، مثل وفاة أحد الأحبّاء أو مرضه أو الطلاق أو فقدان الوظيفة، إلى الأرق.
