متلازمة كورونا طويل الأمد أكثر شيوعا بين الرجال في أميركا

واشنطن- أظهرت دراسة للمركز الأميريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن متلازمة كورونا “طويل الأمد” كان لها دور في وفاة 3544 شخصا في الولايات المتحدة، وأشارت إلى مدى شدة تأثير متحور “سارس – كوف 2” الذي من الممكن أن يستمر بعد انقضاء حقبة الجائحة.

وبلغت الوفيات الناجمة عن هذه المتلازمة ذروتها في فبراير الماضي وكانت أكثر شيوعا بين الرجال عنها بين النساء، وفقا لتحليل شهادات الوفاة اعتبارا من 7 أكتوبر الماضي الذي أجراه قسم الإحصائيات الحيوية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بحسب ما أوردت وكالة بلومبرغ للأنباء.

وأشارت الدراسة إلى أن نحو ثماني من بين كل عشر وفيات ناجمة عن متلازمة كورونا “طويل الأمد” كانت من الأشخاص البيض، ويأتي الأشخاص السود في المرتبة الثانية الأكثر تضررا بنحو 10 في المئة من إجمالي الوفيات.

وجدير بالذكر أن عدوى كوفيد نفسها تسببت في وفاة أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة، بحسب مركز السيطرة على الأمراض الأميركي. ولا توجد لمتلازمة كورونا “طويل الأمد” علاجات معتمدة وقد أثرت على ما يصل إلى 23 مليون شخص في الولايات المتحدة بمستويات متفاوتة من الشدة.

ومنذ مطلع عام 2020 وحتى الآن، أصيب أكثر من30 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمتلازمة التنفسية الحادة المرتبطة بفايروس كورونا المستجد، وأودت الجائحة بحياة قرابة 400 ألف.

وللجائحة توابع، إذ قد يعاني ثلث الناجين من الإصابة من سلسلة من الأعراض المزمنة التي قد تمتد شهورًا بعد الإصابة، وقد تكون لها مضاعفات حادة تتطلب رعاية صحية خاصة، وتظهر الأعراض لدى مَن عانوا من إصابات حادة أو حتى طفيفة بعد التقاط العدوى، بل وبين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض في أثناء الإصابة بالفايروس. ويعرف المختصون تلك الأعراض المزمنة اللاحقة لعدوى كوفيد بمتلازمة أو مضاعفات ما بعد كوفيد أو كوفيد المزمن، بينما يشيع بين المرضى ممن عانوا منها استخدام مصطلح كوفيد طويل الأمد أو “كوفيد الممتد”.

وكانت دراسة نشرت في دورية “إي كلينيكال ميديسين” قد رصدت ما يفوق مئتين من الأعراض تؤثر على 10 أجهزة مختلفة في الجسم لدى مرضى كوفيد الممتد، وفق بياناتها التي جُمعت عبر استبانة شارك فيها أكثر من 4 آلاف مريض من 56 دولة حول العالم.

وتعيق تلك الأعراض مرضى كوفيد الممتد عن ممارسة حياتهم العملية والشخصية بشكل طبيعي، فوفق بيانات الدراسة احتاج قرابة نصف المرضى إلى تخفيف جدول أعمالهم، بينما لم يقوَ قرابة خُمس عينة المرضى على أداء أعمالهم خلال مدة إجراء الدراسة.

وتعرف الدكتورة ميس عبسي أخصائية الأوبئة في الجامعة الملكية في لندن متلازمة كورونا طويلة الأمد بأنها مجموعة من الأعراض التي تستمر مع الشخص المصاب بفايروس كورونا لمدة تفوق 4 أسابيع، وقد تم إحصاء أكثر من 200 من الأعراض، وتصيب أكثر من 9 أعضاء في الجسم وتستمر لمدة سنة بالنسبة إلى بعض الأشخاص.

وأشارت الدكتورة إلى أن دراسة اطلعت عليها تفيد بأن 50 في المئة من المصابين بالفايروس من الشباب تحت عمر الثلاثين يعانون من هذه المتلازمة.