متلازمة بيكا.. الأسباب والأعراض

برلين – متلازمة بيكا هي اضطراب يندرج ضمن اضطرابات الأكل يُصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، وفق ما قالته الجمعية الألمانية للطب والعلاج النفسي وعلم النفس الجسدي وعلم الأعصاب.
وأوضحت الجمعية أن متلازمة بيكا تعني أكل أشياء غير مخصصة للأكل مثل الورق والقماش والرمل والطين والصابون والشعر والألوان، مشيرة إلى أن أسبابها لدى الأطفال تكمن في التأخر العقلي أو اضطراب العلاقة بين الأم وطفلها، في حين ترجع أسبابها لدى البالغين إلى أمراض نفسية خطيرة مثل الخرف والفصام.
كما قد تشير متلازمة بيكا إلى نقص بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الحديد والزنك.
الأطباء يؤكدون أن ليس هناك سببا واحد لبيكا، ففي بعض الحالات قد يترافق نقص الحديد أو الزنك أو عنصر غذائي آخر مع بيكا
وأضافت الجمعية أن متلازمة بيكا قد تترتب عليها عواقب وخيمة تتمثل في التسمم وإصابات الجهاز الهضمي وانسداد الأمعاء وسوء التغذية، مشيرة إلى أنه يمكن علاج هذه المتلازمة من خلال العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي والأدوية النفسية.
وتحدث متلازمة بيكا أيضًا عند الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية، وغالبًا ما تكون أكثر حدة وتستمر طويلاً لدى الأشخاص الذين يعانون من إعاقات شديدة في النمو. ومن الممكن أن تكون عواقبها مهددة للحياة.
ويؤكد الأطباء أن ليس هناك سببا واحد لبيكا، ففي بعض الحالات قد يترافق نقص الحديد أو الزنك أو عنصر غذائي آخر مع بيكا. فعلى سبيل المثال، فقر الدم الناتج عادةً عن نقص الحديد هو السبب الكامن وراء الإصابة لدى النساء الحوامل.
وقد تكون الرغبة الشديدة في تناول الطعام لدى المريض علامة على أن جسمه يحاول تعويض مستويات المغذيات المنخفضة. وقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية معينة مثل الفصام واضطراب الوسواس القهري، بـ”بيكا” كآلية للتكيف.
وبخصوص التشخيص لا يوجد اختبار لتشخيص متلازمة بيكا، وسيشخص الطبيب هذه الحالة بناءً على التاريخ العائلي والعديد من العوامل الأخرى.
وقد يقوم الطبيب بفحص دم المريض لمعرفة ما إذا كان لديه مستويات منخفضة من الزنك أو الحديد، حيث قد يرتبط نقص المغذيات في بعض الأحيان بمتلازمة بيكا. ومن المحتمل أن يبدأ الطبيب بمعالجة أي مضاعفات اكتسبها الشخص من تناول العناصر غير الغذائية.
إذا كان الشخص المصاب بـ"بيكا" يعاني من إعاقة ذهنية، فقد تساعد الأدوية الخاصة بعلاج المشكلات السلوكية في التقليل أو القضاء على رغبته في تناول العناصر غير الغذائية
فإذا كان يعاني من تسمم حاد بالرصاص بسبب تناول رقائق الدهان، فقد يصف له الطبيب العلاج بالاستخلاب، وهو عبارة عن استخدام عوامل استخلاب من أجل إزالة المعادن الثقيلة من الجسم، وفي هذا الإجراء، سيحصل على دواء يلتصق بالرصاص. وسيسمح له ذلك بإفراز الرصاص في البول.
ويمكن تناول هذا الدواء عن طريق الفم، أو قد يصف طبيبه أدوية عن طريق الوريد للتسمم بالرصاص، مثل حمض إيثيلين أمينيتتراسيتيك.
وإذا وجد الطبيب أن تناول هذه المواد ناتج عن اختلالات في العناصر الغذائية، فقد يصف مكملات الفيتامينات أو المعادن. على سبيل المثال، سيوصي بتناول مكملات الحديد بانتظام إذا تم تشخيص الإصابة بأنيميا نقص الحديد.
وقد يطلب الطبيب أيضًا تقييمًا نفسيًا لتحديد ما إذا كان مصابًا بالوسواس القهري أو حالة صحية عقلية أخرى. واعتمادًا على التشخيص، قد يصف الطبيب الأدوية أو العلاج أو كليهما.
وحتى وقت قريب، لم تركز الأبحاث على الأدوية لمساعدة الأشخاص المصابين ببيكا. واقترحت دراسة نشرت عام 2000 في مجلة تحليل السلوك التطبيقي أن المكمل متعدد الفيتامينات قد يكون علاجًا فعالًا في بعض الحالات.
وإذا كان الشخص المصاب بـ”بيكا” يعاني من إعاقة ذهنية أو حالة صحية عقلية، فقد تساعد الأدوية الخاصة بعلاج المشكلات السلوكية في التقليل أو القضاء على رغبته في تناول العناصر غير الغذائية.