متلازمة التعب المزمن تعيق القيام بالمهام اليومية

برلين ـ تسبب متلازمة التعب المزمن إحساسا بالتعب والإرهاق بشكل مستمر لدرجة تمنع المريض من القيام بالمهام اليومية العادية. وغالبا ما ترجع هذه المتلازمة إلى الإصابة بمرض سابق خطير كالسرطان.
ولا يوجد اختبار معين بإمكانه تأكيد تشخيص الإصابة بمتلازمة التعب المزمن. ومن الممكن أن تتشابه الأعراض مع أعراض أخرى لعدة مشاكل صحية، مثل اضطرابات النوم ومشكلات الصحة العقلية.
وأوضحت طبيبة الأعصاب الألمانية زابينه هيرتسيغ أن متلازمة التعب المزمن عبارة عن ردة فعل للجسم على مجموعة من العوامل العاطفية والجسدية، مشيرة إلى أن التعب المرضي هو التعب الذي يستعصي على استراتيجيات التعافي المعتادة مثل نمط الحياة الصحي والنوم المريح وفترات الراحة المناسبة.
وأضافت هيرتسيغ أن المريض يعاني من شعور دائم بالإرهاق حتى أن المهام اليومية تؤدي إلى الإرهاق السريع. ويتعذر على المريض تلبية المتطلبات على مدى فترة زمنية طويلة، ويمكن أن يكون ذلك أيضا ترفيها أو أعمالا منزلية أو أنشطة رياضية خفيفة.
وخلال هذه العمليات تتناقص القوة بسرعة. وبشكل عام، ينخفض الأداء في الحياة اليومية بشكل كبير، كما تؤدي الأنشطة العقلية والبدنية الروتينية إلى “إجهاد غير مبرر”. ومن الأعراض أيضا آلام في العضلات، وأحيانا الاكتئاب.
وأوضحت طبيبة الأعصاب الألمانية زابينه كولر أن السبب في ذلك يرجع عادة إلى الإصابة بأمراض خطيرة سابقة مثل التصلب المتعدد والسرطان؛ حيث يتعين على المرضى التعافي من العلاج الطويل والمنهك.
متلازمة التعب المزمن عبارة عن ردة فعل للجسم على مجموعة من العوامل العاطفية والجسدية بسبب الإصابة بأمراض سابقة
ويعتمد تشخيص المتلازمة على عدد من الطرق مثل الجلسات واختبارات الانتباه لتشخيص وتوثيق الإرهاق الذهني؛ حيث يجد مرضى الإرهاق صعوبة أكبر في تنفيذ مطالب رتيبة بطريقة مركزة، فهم ينجرفون بشكل أسرع من الأشخاص الأصحاء الذين يخضعون للاختبار.
وأشارت كولر إلى أنه لا يمكن علاج متلازمة التعب المزمن بسهولة؛ ففي البداية لا بد من الإقرار بوجود المرض، وتوقع ما سيحدث للجسم بسبب ذلك، وتفهم المحيطين بالمريض لتقديم الدعم.
وتنصح كولر المصابين بأن ينظموا حياتهم لتتواءم مع متلازمة التعب؛ فعلى سبيل المثال ينصح ببذل مجهود معتدل دون إرهاق الجسم. ويوصى أيضا بممارسة تمارين خفيفة واستخدام أساليب الاسترخاء، مع المثابرة وطلب الدعم عند الحاجة وتغيير أسلوب الحياة وعادات النوم.
وتختلف العودة للحالة الطبيعية من حالة إلى أخرى، فهناك مرضى يجدون طريقهم للعودة إلى قدراتهم بعد فترة طويلة من الزمن، وهناك من يعود، ولكن ليس بنفس المستوى السابق.
ويجب على المرضى معرفة نوع فترات الراحة التي تساعدهم وكيف يمكنهم إعادة شحن طاقتهم، وهو ما يزيد ثقتهم في أنفسهم ويخرجهم من سيطرة الإرهاق عليهم.