متسلقو جبل كليمنجارو يتصفحون منصات التواصل وسط السحب

نيروبي - على ارتفاع نحو خمسة آلاف متر، يصل هواة التنزه بين المرتفعات سيرا على الأقدام إلى الكتل الجليدية النهائية فوق جبل كليمنجارو الذي يعد أعلى نقطة في أفريقيا، كما أنه يمثل ذروة تعافي تنزانيا من تداعيات جائحة كورونا، حيث يستطيع السياح في هذا المكان الاستمتاع بالدخول على شبكة الإنترنت فائقة السرعة.
وأصبح في إمكان الزوار الذين يقتربون من قمة أوهورو التي يبلغ ارتفاعها 5895 مترا، والتي تتوج كتلة جبل كليمنجارو، أن يصوروا ويبثوا إنجازاتهم في التسلق على منصات التواصل الاجتماعي لحظة بلحظة.
ويقول بيتر أولانجا رئيس شركة تنزانيا للاتصالات التي أوصلت شبكة الإنترنت إلى المنطقة التي تعرف باسم "سقف أفريقيا"، أصبح "في إمكان أي شخص الآن أن يتصل بأسرته من فوق القمة، وأن يخبرها بأنه نجح في تسلقها".
وجاءت هذه الخطوة في إطار مبادرة للحكومة التنزانية لاستعادة السائحين بعد تراجع أعدادهم بنسبة 60 في المئة، أثناء تفشي جائحة كورونا، وتهدف المبادرة إلى زيادة أعداد السائحين من نحو 1.5 مليون زائر عام 2019 إلى خمسة ملايين بحلول عام 2026، إلى جانب مضاعفة الإيرادات السنوية من السياحة لتصل إلى ستة مليارات دولار.
ويوضح أولانجا أنه من المقرر أن تغطي شبكة الإنترنت جميع المناطق السياحية حتى النائية منها، برغم أن السبب في نشر الإنترنت في كليمنجارو يرجع إلى أسباب تتعلق بتأمين الزوار وسلامتهم أكثر من كونها وسيلة للاستخدام المستمر لمنصات التواصل الاجتماعي.
وأصبحت الحاجة إلى تشديد إجراءات السلامة ملحة أثناء افتتاح محطة جديدة لبث الإنترنت في ديسمبر الماضي، عندما قامت مجموعة من بينها وزير الإعلام التنزاني ننابي ناوي بتحدي مصاعب تسلق القمة من أجل تصفح مواقع الإنترنت وسط السحب. غير أن هذه الفعالية طغت عليها واقعة وفاة مأساوية لصحافي في حادث تعرض له في طريق النزول من القمة، مما يمثل تذكيرا واقعيا بالسلطة المطلقة للطبيعة على الناس في مثل هذه الأماكن.
ومع ذلك لا يزال محبو التنزه بين المرتفعات، في تنزانيا وفي مختلف أنحاء العالم، يواصلون الإعجاب بمغامرات تسلق جبل الألب، ويتشاركون في بثها عبر منصات التواصل، وفي ألمانيا يتزاحم الزوار ليوم واحد لالتقاط الصور عند نقطة مراقبة مسبح جبل الألب فوق بحيرة كونجيسي الكائنة في متنزه بيرتسغادن الوطني بولاية بافاريا، برغم مخاطر وقوع حوادث.
وفي جبل كليمنجارو أيضا، تعاني الطبيعة من كثرة أفواج السائحين، ومن التخييم غير القانوني، ونيران المخيمات، واستخدام الطائرات المسيرة، والقمامة والتلوث السمعي من جراء الضوضاء.
ويعد الحفاظ على البيئة قضية جوهرية أيضا على جبل كليمنجارو الذي تم إدراجه في قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي، حيث تعرض النظام البيئي للجبل لضغوط شديدة منذ فترة طويلة، ويتوقع خبراء المناخ أن تذوب الكتل الجليدية بالقمة تماما.
وخلال الأشهر الأخيرة دمرت سلسلة من الحرائق الشديدة 3400 هكتار من المتنزه الوطني المحيط بالجبل، والذي يعاني من الصيد غير المشروع، وقطع الأشجار واستخدام الفحم كوقود.