متحف للألعاب الإلكترونية في موسم الغايمرز السعودي

"موسم الغايمرز، أرض الأبطال" يتيح الفرصة أمام الزوار للاستمتاع بتجربة فريدة ومعلومات قيمة طيلة شهر أغسطس.
الخميس 2023/07/27
إحياء ذاكرة الأجيال

الرياض ـ عرفت المجتمعات والحضارات البشرية الألعاب منذ الأزل، واستخدمتها كوسيلة للترفيه والتعليم، وتطورت هذه الألعاب بتطور المجتمعات لتتحوّل من ألعاب بدائية على الألواح والأوراق، إلى ثورة تكنولوجية متقدمة، تنوّعت معها هذه الألعاب وتعددت وسائل استخدامها وباتت واحدة من أبرز وأهم الصناعات في عصرنا الحالي. وتعود بداية تاريخ الألعاب الإلكترونية إلى عام 1958، عندما قام العالم الأميركي ويليام هيغينبوثام بتطوير لعبة “تيك تاك تو” الشهيرة، ومنذ ذلك الحين، شهدت صناعة الألعاب الإلكترونية تطورا كبيرا.

وكانت لعبة “سبيس وار” التي أطلقتها “أنالوغ كومبيوترز” في عام 1962 هي البداية الحقيقية لصعود عالم الألعاب، حيث ولدت هذه اللعبة البسيطة، المرتكزة في فكرتها وجولاتها التنافسية على بيئة تخيلية لعالم الفضاء، فكانت إشارة البدء لانطلاق صناعة أكبر للألعاب الإلكترونية وتحديدا في عام 1977، بإنتاج جهاز “الأتاري” الذي حقق انتشارا واسعا على المستوى الدولي.

وواصلت الألعاب الإلكترونية تقدمها ببطء خلال السبعينات ثم الثمانينات، فظهرت ألعاب أخرى أكثر تطورا، منها سوبر ماريو  ودونكي كونغ وسونيك وبونغ وليجسي أوف كاين واليكس كيد وستريت فايتر ودرايفر وفاينل فانتازي وكول أوف ديوتي وغيرها الكثير.

◙ منطقة مطوري الألعاب استعادت أجواء الماضي الجميل وأعادت زوارها في موسم الغايمرز لهذا العام
◙ منطقة مطوري الألعاب استعادت أجواء الماضي الجميل وأعادت زوارها في موسم الغايمرز لهذا العام

وعبر متحف تاريخ ألعاب الفيديو، استعادت منطقة مطوري الألعاب أجواء الماضي الجميل، وأعادت زوارها في موسم الغايمرز لهذا العام، في رحلة مشوقة وممتعة عبر الزمن، إذ سُلطت أضواؤها على التطور الهائل الذي مرَّت به الألعاب خلال الخمسين عاما الماضية، منذ بدايتها إلى التقدم الهائل التي تشهده اليوم، حيث بدأت في السبعينات بأجهزة مثل أتاري وكومودور 64 مع الرسومات والقصص البسيطة، وتطورت بعد ذلك لتصبح ألعابا احترافية بصناعة ضخمة في التسعينات والألفية الجديدة.

واحتوى المتحف على أهم أجهزة الألعاب الإلكترونية في التاريخ، بدءا من الجيل الأول وحتى أحدث أجهزة الجيل الثامن، ويتيح المتحف للجميع تجربة العديد من الألعاب الكلاسيكية على أجهزتها الأصلية، ما يعيد الكثير من الذكريات والانطباعات التي رافقت تجربة اللعب على تلك الأجهزة للجيل الذي عاصرها، فضلا عن تمكين الجيل الحالي من العودة إلى حقب زمنية قريبة وبعيدة المدى، في تجربة تفاعلية تثقيفية وترفيهية، ليكتشف عبرها تطور الرسومات والصوت وخيارات التحكم من الأزرار البسيطة إلى الأجهزة الحديثة التي تعتمد على الحركة واللمس.

ويتيح المتحف كذلك تجربة العديد من الألعاب التي عُرفت في كل مرحلة، بدءا من الألعاب الكلاسيكية مثل سبيس إنفيدرز وآسترويدز اللتين صدرتا مع أجهزة الجيل الأول، إلى ألعاب أكثر حداثة. وعبر عرض متسلسل في سياقه الزمني، يطّلع الزائر على مجموعة من أجهزة الألعاب، منها جهاز “ماجنافوكس أوديسي” الذي أطلق عام 1972، ويحتوى على 12 لعبة فقط، وأيضا جهاز الجيل الثاني “شانيل أف” المنتج عام 1976 الذي يعد العلامة الفارقة في صناعة الألعاب كونه أول جهاز مركزي استعمل شريط كاتردج بدلا من التخزين.

وتضّمن المتحف العديد من الأجهزة الأخرى، مثل “نينتندو – كمبيوتر العائلة”، الذي يعود تاريخ بدايته عام 1983، و”كمبيوتر صخر – أم.أس.إكس”، و”سيغا جينيسيس” المنتجين سنة 1985، مرورا بجهاز “نيو – قيو”، الذي تداول عام 1990 وعُرف بمواصفاته العالية من حيث خوض تجربة “آركيد” حقيقية، لاسيما وأنه من أوائل الأجهزة التي قدمت رسوما ثلاثية الأبعاد.

وفي رحلة شيقة يصل الزائر إلى مخرجات الجيل السادس في 1998 من خلال جهاز دريم كاست كأول جهاز منزلي يقدم اللعب الجماعي عبر الشبكة. ومع بداية الألفية الثانية، شهدت الألعاب الإلكترونية تطورا كبيرا حيث انتقلت إلى استخدام رسومات ثلاثية الأبعاد وبرمجيات متقدمة وتعدد في نوعية الألعاب تصدرتها أجهزة بلاي ستيشن وإكس بوكس، وويل، وسويتش، وواكبت في أجيالها المتلاحقة عمليات تحسين للمعالجات والرسومات بشكل كبير، وصولا إلى حقبة نعيشها تعتمد على ثورة تقنية هائلة تتجه معها صناعة الألعاب إلى الواقع الافتراضي والمعزز.

ويتزامن موسم الغايمرز هذا العام مع إطلاق الأجهزة الجديدة من شركتي سوني ومايكروسوفت، وبهذه الطريقة، يجسد متحف تاريخ الألعاب الإلكترونية بطريقة عملية كيف تطورت الألعاب على مر السنين، وكيف أصبحت أكثر قدرة على توفير تجربة واقعية ومميزة للغايمرز.

ويستمر موسم الغايمرز، أرض الأبطال، حتى نهاية شهر أغسطس، ما يتيح الفرصة أمام الآلاف من الزوار للاستمتاع بتجربة فريدة ومعلومات قيمة عبر تاريخ الألعاب الإلكترونية، إذ تهدف منطقة مطوري الألعاب إلى نقل المعرفة ونمو قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية، وذلك عن طريق التعمق في عالم تطوير الألعاب من خلال التجارب المختلفة.

 

16