متحف كرواتي مكرس لرثاء الحب

فتح متحف صغير في العاصمة الكرواتية أبوابه منذ عام 2006 لاحتضان كل آثار العلاقات الفاشلة وعرضها على الناس يوم عيد الحب تحت عنوان “القلوب المحطمة”، لكنه هذه السنة خيّر إضافة تجارب جديدة ترثي أي حبّ فقد بسبب مآسي الحروب.
زغرب- هل سئمتم الورود الحمراء وكثرة الشوكولاتة؟ إذن دعكم من حمّى عيد الحب وعليكم بجرعة من الواقعية في متحف زغرب للعلاقات المنهارة الذي اتسعت معروضاته هذا العام لتضم علاقات مزقتها الحروب وانفصال بريطانيا المزمع عن الاتحاد الأوروبي. فلعيد العشّاق نكهة مختلفة في متحف “القلوب المحطّمة” حيث يجلب الروّاد ذكريات من قصص حبّ غابرة. وحظي هذا المتحف الصغير في البلدة القديمة وسط العاصمة الكرواتية باهتمام غريب منذ تأسيسه من قبل سياح يبحثون عن تجربة أكثر تميزا.
وتتنوّع القطع المعروضة في المتحف، من آلة تحميص إلى دراجة هوائية مرورا بملابس داخلية أو رسالة غرامية كتبت وقت كان الحبّ يستبدّ بالشريكين، علما وأن المعروضات ما هي إلا تبرعات من أناس عاديين يريدون أن يحكوا المشاكل التي واجهوها في علاقاتهم الغرامية أو قصص الحب التي عاشها أقاربهم أو أصدقاؤهم.
وهي ذكريات بسيطة في أغلب الأحيان تعرض في قاعة تحمل اسم “في السرّاء والضرّاء”، ككتاب للتنحيف تقول عنه صاحبته “إنه هدية من خطيبي السابق.. وهل يجدر بي الاستفاضة بالحديث؟”.غير أن الأجواء أكثر ثقلا في القاعة المسماة “الحبّ في الخنادق”.
ويعرض في هذه الصالة فستان زفاف من تركيا لم يتسن للعروس أن ترتديه، فخطيبها قد لقي حتفه قبل مراسم الزواج، وإلى جانب الفستان طرف اصطناعي يعود إلى مقاتل سابق في حرب الاستقلال الكرواتية (1991-1995). ويخبر صاحبه أن “هذا الطرف الاصطناعي دام أكثر من علاقتنا”.
وأبصر هذا المتحف النور في العام 2006 بعد انفصال المخرجة أولينكا فيستيكا عن الفنان درازن غروبيزيتش، وهما أرادا إنشاء موقع تحفظ فيه المقتنيات المشتركة بدلا من إتلافها.
وقال غروبيزيتش (49 عاما) “عندما فتحنا المتحف، لم يكن لديّ أدنى فكرة عن القطع التي ستردنا، لكن تبيّن في نهاية المطاف أن علاقات الناس شيّقة جدّا ولكلّ قصته الخاصة”.
وأوضح أن المتحف يتلقّى مئتي قطعة سنويا، وبعد مرور أكثر من 10 سنوات على إنشاء هذا الصرح، بات القائمون عليه ينظّمون معارض في الخارج، يجلبون منها قطعا وقصصا من أنحاء العالم أجمع.
وأضاف “لدينا 8 غرف لكل منها موضوع وترتبط بشكل ما بعلاقات انهارت مثل علاقات بالأسرة والرياضة، وقصص الحب في بيئة العمل”، مشيرا إلى أن “هناك موضوعا جديدا تماما هو علاقات الحب التي تأثرت بالحرب”.
وقصد المتحف، يوم عيد الحب، أزواج للاحتفاء بهذه المناسبة بطريقة خارجة عن المألوف. وقالت كريتي باندي، وهي سائحة هندية تزور المتحف مع زوجها باتهاك، إنه “لأمر رائع بالفعل أن يطلع المرء على كلّ هذه القصص في عيد الحبّ”.
وصرح جون تورنر، وهو سائح بريطاني في الثالثة والثلاثين من العمر يزور المتحف وحيدا، “إنه جميل بالفعل. وبعض القصص جعلتني أضحك، لكنني بكيت عندما علمت بقصص أخرى. ويا لها من فكرة سديدة أن يستعرض الموقع كلّ هذه الذكريات الفعلية” من علاقات سابقة.
وعادة ما يرسل المتحف فائض معروضات الحب الضائع إلى بلدان أخرى في الخارج والتي وصلت حتى الآن إلى 50 مدينة في العالم. ومن المرتقب أن يقيم المشرفون على هذا متحف في مارس المقبل عرضا بمدينة يورك في شمال إنكلترا ومحوره الرئيسي نوع آخر من العلاقات المفسوخة ألا وهو البريكست (قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).
وبغية حشد الموارد اللازمة لهذا المعرض، أطلق القائمون عليه نداء موجها لسكان المدينة مطعّما بالفكاهة بهدف التبرّع، قائلين في ندائهم “هل وضعتم حدّا مؤخرا لعلاقة ما. هل تريدون التخلي عن كلّ العواطف الجيّاشة التي تأسركم وتذكّركم بهذه التجربة المريرة؟ لا تقوموا بالأمر! فقد تندمون عليه في يوم ما”.