متحف قطر وردة معمارية في قلب الصحراء

الدوحة – بأقراص منحنية ومتشابكة توفر ظلالًا طبيعية وتشير إلى تصميم عربي غير مسبوق، يجذب متحف قطر الوطني أنظار زواره منذ افتتاحه قبل نحو 6 سنوات، جامعا بين التراث والتاريخ والثقافة.
ذلك الشكل الجديد لمتحف عربي، الأقرب إلى “وردة الصحراء” المعروفة في اللهجة المحلية باسم “قحوف الرمل” التي تتشكل من الحجارة الجيرية وتظهر من تحت سطح الأرض وتدل على وجود المياه الجوفية.
ونظرًا لندرتها وأهميتها أصبحت وردة الصحراء إحدى أبرز الأيقونات المعبرة عن التراث القطري، وبلغ الاعتزاز بها حد أن اتُخذت أساسا لتصميم المتحف.
يُطل متحف قطر الوطني على جسر العاصمة الدوحة، وهو من تصميم المعماري الفرنسي البارز جان نوفيل.
وراعى المصمم في بنائه لهيكل المتحف عكس الإرث الثقافي والحضاري للجغرافيا القطرية من خلال ظاهرة وردة الصحراء بأشكالها البلورية التي تشبه التفاصيل المعمارية الصغيرة، والتي تخرج من الأرض وتتشكل بفعل اجتماع الرياح مع المياه المالحة والرمال.
وأراد مصمّمه أن تتخذ هذه التحفة المعمارية البديعة شكل الأقراص المتشابكة والمستلهَمة من وردة الصحراء، والتي تستحضر نمط حياة الشعب القطري بين البحر والصحراء.
وتعد أقراص المتحف المنحنية والمتشابكة، التي توفر ظلالًا طبيعية، من بين عناصر التصميم التي نال المتحف عقب افتتاحه من أجلها شهادة “الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة ليد الفئة الذهبية”.
ويقع مبنى المتحف على مساحة 140 ألف متر مربع على الطرف الجنوبي من جسر الدوحة، وهو أول معلم يراه المسافرون القادمون من مطار حمد الدولي.
ويتكون المتحف من 11 قاعة صممت لتكون أشبه برحلة معبرة عن أزمنة مختلفة، إثراء لتجربة عبور الزوار من زمن إلى آخر، من الماضي إلى الحاضر وإلى المستقبل المتخيل، وفقا لتسلسل زمني ابتداء بالفترة التي سبقت تحول شبه الجزيرة القطرية إلى منطقة مأهولة بالسكان وحتى الوقت الحالي.
وتتميز كل صالة بطابعها الفريد وبيئتها المتكاملة، وتروي كل واحدة منها فصلًا من فصول قصة قطر عبر مزيج من وسائل تتنوع بين الموسيقى والشعر والمرويات التاريخية والروائح المثيرة للذكريات والأعمال الفنية المصمّمة خصيصًا للعرض في المتحف.
وتحتوي صالات العرض على مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية والتراثية، من بينها سجادة بارودة الشهيرة، والمصنوعة من اللؤلؤ، وقد صمّمت عام 1865، وهي مُطرّزة بأكثر من 1.5 مليون لؤلؤة خليجية عالية الجودة ومزينة بالزمرد والماس والياقوت، إلى جانب المخطوطات والوثائق والصور والجواهر والأزياء.