متحف اللؤلؤ في البحرين يعرض مجموعة نادرة من المجوهرات

متحف اللؤلؤ يحتوي على بعض من أقدم اللآلئ المثقوبة في البحرين كما يحتوي على مختارات من مجموعة مطر للمجوهرات، ولآلئ آل محمود.
الخميس 2024/09/26
غنى التراث الثقافي والحضاري

يعرض متحف اللؤلؤ في مدينة المحرّق التاريخية مجموعة نادرة من ثماني قطع من مجوهرات اللؤلؤ الطبيعي وقطع أخرى صاغتها أيادي أمهر مصمّمي المجوهرات العالميين، ما يعكس غنى التراث الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب.

المنامة - في قلب مدينة المحرّق التاريخية، حيث تلتقي التقاليد بالحداثة، يعرض متحف اللؤلؤ مجموعة نادرة مكونة من ثماني قطع من مجوهرات اللؤلؤ الطبيعي تعود إلى عائلة الزيّاني. وتعكس هذه المجموعة الفريدة غنى اللقاء الحضاري والثقافي بين الشرق الغرب، حيث تضم قطعا بارزة مثل عقد لؤلؤ لإحدى أشهر أميرات الهند، ودبوسا على شكل نخلة من اللؤلؤ والألماس، إضافة إلى قطع أخرى صاغتها أيادي أمهر مصمّمي المجوهرات العالميين.

ومن أبرز القطع المعروضة عقد لؤلؤ طبيعي مصنوع من سبع وثلاثين لؤلؤة متدرجة الأحجام كان ملكاً للأميرة جياتري ديفي زوجة المهراجا ساواي مان سينغ الثاني في ولاية جانبور بالهند. وقد تم عرض هذا العقد في السابق ضمن معارض عالمية في باريس والبندقية وبكين. كما يعرض المتحف دبوساً على شكل نخلة مصنوعة من اللؤلؤ الطبيعي والألماس من تصميم دار كارتييه، ويعود إلى عام 1950.

وتضم المجموعة أيضا قطعا رائعة من تصميم بهاجات، أحد أبرز مصممي المجوهرات في العصر الحديث، مثل زوج من الأقراط مصنوع من اللؤلؤ الطبيعي والألماس، بالإضافة إلى خاتم يحتوي على حجر الإسبينيل وألماس مقطوع بشكل وردي ولؤلؤ طبيعي. وتحوي المجموعة أقراطاً من اللؤلؤ الطبيعي من تصميم سابا، وقلادتين من اللؤلؤ الطبيعي وزوجًا من الأقراط من اللؤلؤ والألماس من تصميم بوغاسيان.

يذكر أن موقع “مسار اللّؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة”، أُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2012، ويضم سلسلة من المباني والمواقع والساحات العامة التي تجسد إرث البحرين العريق باعتبارها عاصمة صيد اللؤلؤ في الخليج العربي.

مم

وحقق “متحف اللؤلؤ بمجلس سيادي” لقبا عالميا في شهر أبريل من هذا العام، كأفضل متحف جديد اختارته مجلة “مونوكل” العالمية ضمن أفضل 50 تصميما وعملا إبداعياً عالمياً في مجالات البناء والعمارة والترميم والإنتاج للعام 2024.

وحصد متحف اللؤلؤ هذا الإنجاز المعماري المهم لكونه ضمن موقع “مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة”، في المحرّق وفي إطار النسخة الرابعة من جوائز المجلة التي تحتفي بأفضل الأعمال الإبداعية على المستوى العالمي.

وصرحت هيئة البحرين للثقافة والآثار بأن تتويج متحف اللؤلؤ بجائزة مجلة “مونوكل” المرموقة هو تكريم للجمال العمراني والقيم الثقافية التي يمثّلها المتحف وموقع مسار اللؤلؤ، كما يعكس التزام الهيئة المستمر بمواصلة جهود الحفاظ على تاريخ وتراث وثقافة البحرين وتعزيز مكانتها كمركز رائد في مجال الحفظ والترميم الأثري والتنمية المستدامة.

وتناولت المجلة متحف اللؤلؤ ومجلس سيادي، عبر مقال تطرق إلى ملامح وتفاصيل مشروع الترميم والتصميم المعماري، بتفنيد وشرح التوجه التصميمي للمتحف، والذي جعل منه أيقونة متوازنة بين التراث والحداثة، وهو ما يعد طريقة مثالية من أجل تعريف الزوار على أحد أشهر جوانب التراث الثقافي للبحرين.

ويحتوي متحف اللؤلؤ، الذي صممه المهندس الهولندي آن هولتروب، على بعض من أقدم اللآلئ المثقوبة في البحرين، مع معرض للآلئ من حقبتَي دلمون وتايلوس من مجموعة متحف البحرين الوطني، كما يحتوي على مختارات من مجموعة مطر للمجوهرات، ولآلئ آل محمود، إضافةً إلى قطع أرشيفية لمجوهرات اللؤلؤ من مجموعة كارتيير العالمية الشهيرة.

أما مجلس سيادي فيعدّ نموذجًا مميزًا وجميلًا للعمارة البحرينية بزخارفه الجميلة المنقوشة على الجص ويتكون من أربعة طوابق، وتم تشييده عام 1859، حيث يعتبر أحد أقدم المباني الحجرية في مدينة المحرّق، ويُعد مثالاً فريداً لمجالس تجار اللؤلؤ التي كان يتم فيها استقبال التجار من أقاصي البلاد آنذاك مثل الهند وأوروبا.

فف

ويرتبط موقع التراث العالمي “مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” بالإرث الفريد لعصر صيد اللؤلؤ في البحرين، من خلال العمارة والتراث الحضري لمدينة المحرق القديمة، فضلاً عن ثلاثة من مصائد اللؤلؤ “الهيرات” الموجودة في المياه الإقليمية الشمالية للبحرين.

ويشكل مشروع مسار طريق اللؤلؤ أكبر متحف مفتوح في منطقة الخليج العربي، ويتجاوز بفكرته ومضمونه فكرة المتحف التراثي الواحد، إلى سلسلة من المباني التراثية والتاريخية المرشحة لأن يصل عددها إلى 15 وتشمل 3 مصائد لؤلؤ شاسعة تقع في المياه الإقليمية الشمالية التابعة لمملكة البحرين، وخطا ساحليا واحدا بأقصى جنوب جزيرة المحرق، و9 مجمعات عمرانية تاريخية تتضمن 17 معماراً إنسانياً فريداً، وتتوزع جميعها ضمن النسيج الحضري العريق لمدينة المحرق، إضافة إلى سلسلة من المباني والمواقع والساحات العامة والخدمات للزوار والسياح.

18