"متحف الجيب" ذاكرة بصرية ومحكية لتاريخ بيروت

بيروت - في محاولة لحفظ تاريخ بيروت وإحياء تراثها المتجذر لقرون مضت، صدر كتاب يحمل اسم “بيروت 360.. متحف الجيب”، وهو عبارة عن كتيب مجاني يوثق بالصور والنصوص حكايات عن العاصمة اللبنانية، يمكن أن يكون رفيقك الدائم أينما ذهبت.
صدر الكتاب عن دار”قنبز” للنشر، التي أسستها الكاتبة نادين توما بمشاركة عدة كتاب ومؤرخين.
ويضم الكتاب شهادات لسكان المدينة، مع استخدام لغة عربية مبسطة بهدف مخاطبة كافة فئات المجتمع والوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.
ويتضمن الكتاب العشرات من النصوص والمئات من الصور حول أبرز معالم المدينة، من آثار وأبنية، وقصص شعبية قديمة، كما يركز على مدى ارتباط سكان بيروت بالبحر تاريخيا.
وبجانب التوثيق التاريخي، يهدف هذا العمل إلى تعريف السكان بالإرث الثقافي والاجتماعي لمدينتهم، سعيا لإعادة تعزيز علاقتهم بها، لاسيما بين فئة الشباب، حيث ازدادت معدلات الهجرة إلى الخارج.
وأُطلق الكتاب نهاية يونيو الماضي في “بيت بيروت”، أحد أشهر الأبنية التراثية في العاصمة اللبنانية، حيث شيد في عشرينات القرن الماضي، ويتميز بتصميم فريد يتداخل فيه الطراز العثماني مع الفن الزخرفي الفرنسي.
ويحظى “بيت بيروت” برمزية كبيرة كجزء من الإرث الثقافي والاجتماعي للعاصمة بيروت، باعتباره شاهدا على الحرب الأهلية اللبنانية، لوجوده في منطقة كانت تشكل خط تماس بين الميليشيات المتقاتلة، يشطر العاصمة بين “بيروت الغربية” و”بيروت الشرقية”.
وقال أستاذ التاريخ شارل حايك، وهو أحد مؤلفي الكتاب، إن “بيروت 360” كتاب يروي جوانب من التاريخ والإرث الثقافي والمعماري لبيروت بطريقة حديثة، لتسهيل وصول المعلومة إلى عدد أكبر من الناس.
واعتبر أن الهدف الرئيسي من العمل هو الذي دفع القائمين عليه إلى توزيعه مجانا.
وأضاف “الكتاب يهدف إلى تكوين فكرة لدى المواطنين عن التاريخ الطويل والإرث الثقافي الفريد لبيروت، منذ بداية تكوينها حتى اليوم”.
وأكد أن الكتاب يدافع عن إرث العاصمة وجوانبها الثقافية من الخطر الذي يلاحقها، لاسيما بعدما دمرت العديد من معالمها خلال الحرب، أو غيّرت ملامحها في مرحلة إعادة الإعمار.
وأوضح أن الكتاب يتناول التعريف بالعديد من الحقب التاريخية، منذ بدايات المدينة جيولوجيا وصولا إلى المرحلة الحديثة، من خلال استطلاع آراء خبراء جيولوجيين ومؤرخين وعلماء آثار، أي أنه “يربط الماضي بالحاضر”.
وأكدت المهندسة المدنية سارة ياسين التي شاركت في تأليف “بيروت 360” أن أهميته تكمن في أن “التراث ليس مجرد أبنية، إنما تفاصيل وقصص مرتبطة بالمجتمع وعاداته وتقاليده وذاكرته الاجتماعية”.