متحف أردني يحفظ لافتات المحلات القديمة من الاندثار

قطع فنية نادرة مكتوبة بخط اليد محفوظة في متحف بالعاصمة عمان.
الجمعة 2020/09/11
كل ما في المكان يفوح برائحة الزمن الجميل

أقام هاو أردني متحفا جمع فيه كل ما وصل إلى يديه من لافتات قديمة مكتوبة بخط اليد، ليحفظ هذه القطع الفنية الثمينة من الاندثار، وحتى تكون لزائريه شاهدا على تاريخ عمان في فترة ما تنافس فيها أمهر الخطاطين على إنجاز هذه اللوحات.

عمان - يثير سير الخطاط الأردني حسن علي أبونعمة في شوارع العاصمة عمان في نفسه شعورا بالحزن والحنين إلى الماضي. ويقول الفنان، الذي كان معتادا على تأمل اللافتات المكتوبة بخط اليد والمعلقة فوق واجهات محلات المدينة، إنه في حين أن اللافتات الحديثة عملية أكثر إلا أنها ليست جميلة مثل اللافتات الكلاسيكية.

وافتُتح في الآونة الأخيرة متحف في عمّان يجمع العشرات من لافتات المحلات القديمة من أنحاء المدينة ويحفظها.

وقال غازي خطاب، مؤسس وصاحب متحف آرمات عمان، إنه بدأ هذا العمل كهواية لكن مع خوفه على ضياع هذه القطع الفنية النادرة قرر توسيع مجموعته وعرضها في متحف، بالإضافة إلى أنه يريد أن تكون شاهدا يستدل به الجيل الحالي عمن سبقه وأن يشاهد أسلوب عيش سلفه حاضرا في هذه اللافتات.

وأضاف خطاب “في لحظة من اللحظات شعرت أن هناك خطرا على اللوحات الكلاسيكية التي تفنّن في إنجازها أفضل الخطاطين، لاسيما مع التطور والتقدم المستمرين، لذلك فكرنا في طريقة تحفظ اللوحات من الاندثار”.

مجموعة المتحف تضم لافتة تعود إلى عام 1949 خاصة بمركز تخزين كان تابعا لملك الأردن في ذلك الوقت

وتابع “العاملون بمهنة صنع اللافتات للأسف الشديد شق منهم خير ترك هذه الحرفة، والشق المتبقي صار مواكبا لتطورات العصر، حيث أصبح يصنع لوحات رقمية أو لوحات كلاسيكية مقلدة، لأن مجموعة الخطاطين الذين كانوا يعملون بالمهنة من الصعب جدا تعويضهم وهذا ليس فقط على مستوى الأردن فحسب بل في كامل أنحاء العالم”.

وتضم مجموعة المتحف لافتة تعود إلى عام 1949 خاصة بمركز تخزين كان تابعا لملك الأردن في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أنه يحتوي على لافتات يدوية لصيدليات وصالونات تجميل ومقاه قديمة.

وأوضح الخطاط أبونعمة الذي تبرّع ببعض اللافتات التي يملكها للمتحف أن تجوّله في هذا المكان ينعش ذكرياته، قائلا “قمت بجولة في كامل أرجاء المتحف، ووجدت في كل ركن منه رفعا لمعنوياتنا كخطاطين قدامى.. من الجميل حفظ ذكريات الزمن الجميل.. من الجميل حقا وجود مكان كهذا يحفظ جزءا من تاريخ عمان”.

وأكد خطاب أن دخول المتحف مجاني لأن هدفه هو الحفاظ على تاريخ المدينة، مضيفا “هي رسالة يحملها المتحف وهي رسالة شكر للخط العربي ولكل الخطاطين القدامى، وأيضا رسالة شكر لكل التجار والمهندسين والأطباء والمحامين الذين في لحظة من اللحظات رفعوا راية الدولة عاليا من خلال مشاريعهم التي ظلت شاهدة على تاريخ البلد ووجب حفظها في متحف”.

24