متاحف سلطنة عمان.. التاريخ خلف الأبواب

تحف أثرية وحرف تقليدية تربط عمان بسائر دول العالم.
الخميس 2021/12/30
شواهد على عراقة الحضارة

مسقط - تزخر سلطنة عمان بالعديد من المتاحف المتوزعة في كل المحافظات، وتتنوع أحجام ومقتنيات هذه المتاحف وتواريخ إنشائها، وخلافا للمتحف الوطني الذي يعد الأبرز والأحدث توجد المتاحف الصغيرة والمتخصصة كالمتحف العُماني الفرنسي الذي يقع في مدينة مسقط، ويضم مجموعة من التحف الأثرية والحرف التقليدية وموادا تتعلق بالروابط التاريخية بين السلطنة وفرنسا.

وكان المتحف في السابق معروفا ببيت فرنسا، وتأتي تسمية هذا المبنى بهذا الاسم منذ أن كان مقرا للقنصلية الفرنسية ما بين عام 1896 إلى 1920، وبقي مقرا للقنصلية حتى عام 1920، حيث جاء إنشاء هذا المتحف لإحياء العلاقات العمانية – الفرنسية التي يزيد عمرها عن أكثر من قرن.

وتضم قاعاته ثراء متنوعا نابعا من المقتنيات المعروضة، تمكّن الزائر من التجوال بين رحاب المتحف بشكل انتقائي، فمبنى المتحف بأبوابه وأروقته وقاعاته يتيح الكثير من الخيارات حيث يمكّن الزائر من الدخول إلى المتحف عن طريق باب جانبي صغير، حتى يصل إلى مكتب الاستقبال، ويحتوي المتحف على قاعات متصلة ببعضها البعض.

بيوت التراث الخاصة هي تجارب فردية يحاول أصحابها من خلالها عرض العديد من الآثار وكنوز التراث الشعبي

ومن بين المتاحف أيضا متحف الطفل وهو مؤسسة ثقافية تعنى بتبسيط العلوم والتكنولوجيا، حيث يحوي معروضات علمية في مجالات مختلفة كالكيمياء والفيزياء والأحياء والهندسة والفلك والكون وغيرها من المجالات، ويستطيع الزائر من خلال تلك المعروضات معرفة الكثير من المعلومات والنظريات العلمية في جو من التسلية حيث يستطيع لمس وتشغيل تلك الأجهزة.

وهناك أيضا متحف التاريخ الطبيعي الذي تم افتتاحه في الثلاثين من ديسمبر 1985، ويُعنى المتحف بالتباين في معالم البيئة العمانية من خلال عروض التضاريس، والجيولوجيا، والنباتات، والحشرات، والحيوانات البرية والبحرية، ويضم المتحف حيوانات محنطة موجودة بندرة في البراري من أنواع وفصائل تعيش في أرض عُمان، وهياكل عظمية لكائنات بحرية وطيور وزواحف عاشت في البيئة العمانية وماتت بصورة طبيعية، وكذلك يستقطب المتحف عددا من الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات وطلاب المدارس الحكومية والخاصة وطلاب الجامعات والكليات.

أما المتاحف وبيوت التراث الخاصة فهي تجارب فردية يحاول أصحابها من خلالها عرض العديد من المقتنيات والآثار وكنوز التراث الشعبي والوطني، كما أنها منظومة تسعى لحفظ هذا الموروث ليتسنى للأجيال القادمة معرفة مظاهر الحضارة والهوية التراثية الوطنية للدولة وعددها في السلطنة قرابة 20 متحفا تم منح الترخيص النهائي لـ9 متاحف، تقع في مختلف المحافظات.

ومن أهم المتاحف وبيوت التراث الخاصة متحف بيت الزبير ويقع في مسقط، ويعرض مقتنيات عُمانية ومجموعة من الأسلحة التقليدية والمجوهرات والملابس والأدوات المنزلية القديمة، وبعض النماذج التي تمثل البيئة العمانية الريفية والحضرية.

وفتح المتحف بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره منذ عام 1998، ويضم بيت الزبير خمسة مبان مستقلة، وهي: بيت الباغ، وبيت الدلاليل، وبيت العود، وبيت النهضة، وجاليري سارة، بالإضافة إلى الحديقة التي تحتوي على عدد من الملامح التقليدية العُمانية وكذلك مقهى ومحل لبيع الهدايا.

إرث تاريخي عريق
إرث تاريخي عريق

ومتحف بيت آدم يقع في مدينة السلطان قابوس، ويعرض مجموعة من العملات النقدية إلى جانب مجموعة مميزة من القطع والتحف والحلي والأسلحة القديمة والوثائق والمخطوطات الأصلية، وقد افتتح أبوابه رسميا عام 2013، ومنذ ذلك الحين يستقطب جمعا من الزوار والسياح، ويتكون  من عدة قاعات أهمها القاعة الرئيسية، وقد صممت بطريقة جاذبة ومشوقة، وهناك قاعة أخرى تضم مجموعة من الخناجر، وأخرى تحوي مكتبة بها الكثير من الكتب والوثائق وهناك ركن تعرَض فيه مجموعة من الصور واللوحات، إضافة إلى عملات ومسكوكات وطوابع، أما متحف بدية فيقع بالقرب من حصن المنترب بولاية بدية - محافظة الشرقية، وقد صمم مبنى المتحف محاكاة للطابع المعماري العماني القديم حيث شُيّد بالحجارة. 

ويقع متحف الحصن القديم يقع ولاية الكامل والوافي في محافظة جنوب الشرقية تعرض فيه مجموعة من المقتنيات الأثرية والتراثية من أسلحة وعملات ولوحات وحِرف وخزفيات وطوابع قديمة وغيرها، ومما يميز متحف الحصن القديم مرور فلج الكامل بين جنباته ويُعد ذلك إضافة جمال آخر وعنصر جذب له.

أما متحف أبناء مجان فيقع بولاية صحار، ويعرض مجموعة متنوعة من المقتنيات التراثية كالأسلحة والعملات وأدوات الملاحة والأدوات الزراعية والمشغولات الحِرفية والتراثية المتداولة والموروثة على مر الأجيال، ويتكون من قاعة عرض واسعة ذات سقف مزخرف من السعف، ومن أبرز المقتنيات قارب صيد قديم من نوع الهوري يسمى “الحيمر” نسبة لنجم الحيمر (الأحيمر) ورياح الحيمر التي تهب من الشمال.

وويقع متحف بيت الغشام في ولاية وادي المعاول، ويعرض مجموعة من المقتنيات ذات طابع تراثي لتشمل أواني نحاسية وفخارية ومشغولات سعفية وعملات نقدية، إضافة لمجموعة من الحلي والمناديس والأسلحة، وغيرها من المقتنيات.

أما متحف مدحاء فيقع بولاية مدحاء، فيعرض المتحف مجموعة من المقتنيات الأثرية والتراثية من نقوش صخرية وأحافير وأسلحة ومسكوكات وأحجار كريمة وخواتم، ومخطوطات ووثائق، وغير ذلك فيعد المتحف غنيا بتنوع مقتنياته الثمينة كالقطع الأثرية التي تعود إلى فترات قبل الميلاد كالرسومات والكتابات الصخرية والمخطوطات في علوم.

18