مبصرون يقاومون الاكتئاب بعرض مسرحي في البصرة

فرقة من الممثلين المكفوفين تقدم عرضا مسرحيا في البصرة عبّرت فيه عن ضيقها من الوضع السياسي في العراق حيث أبهرت الجمهور بقدرتها على مواجهة مصاعب الإعاقة.
الأربعاء 2019/04/03
نور الوعي يقهر الظلام

وقفت فرقة من الممثلين المكفوفين أمام جماهير مدينة البصرة جنوبا معبرين في عرضهم المسرحي “أوفر بروفة” ببصيرة متقدة عن أحوال البلاد السياسية ووطأتها عليهم مظهرين قدرة على مواجهة مصاعب الإعاقة.

البصرة (العراق) – قدمت فرقة من الممثلين المكفوفين عرضا مسرحيا رائعا في البصرة (أقصى جنوب العراق) عبّرت فيه عن ضيقها من الوضع السياسي الحالي في العراق وأظهرت قدرتها على مواجهة مصاعب الإعاقة وأبهرت الجمهور.

ويشرف المخرج المسرحي علي الشيباني، على هذه الفرقة من الممثلين والتي تضم 13 عضوا، وأفاد بأن “جزءا من هذه الفكرة يركز على البصيرة فهم قادرون على أن يعيشوا حياة سوية.. يمكن أن لا يعيشوا الاندحار ولا الاكتئاب، وذلك حين يعتلون خشبة المسرح أو حتى حينما تبدأ عملية البروفة والتمارين، فلذا أجدهم حريصين على أن يعملوا في هذا الحقل، هو نشاط إنساني بالأساس”.

Thumbnail

وفقد بعض أعضاء الفرقة البصر بسبب تفجيرات قنابل، من تلك التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة، بينما فقد آخرون بصرهم في حوادث مختلفة أو عند الولادة.

ومن بين هؤلاء ممثل يدعى علي حسين، وهو شرطي سابق فقد بصره بسبب انفجار عبوة ناسفة ليكتشف بعد ذلك شغفه بالتمثيل.

وأوضح حسين “أصبحت بعد هذه الحادثة أعاني من إعاقة تمنعني من أي أعمال جسدية، فتوجهت إلى الأعمال الفكرية، كان المسرح هو البيئة الخصبة لهذه الأفكار، تستطيع من خلالها أن تطرح فلسفتك في الحياة، وأن تقدم آراءك، وتكشف عن آهات المجتمع والأمة وأحزانها وأفراحها والأشياء التي تعاني منها”.

وقال عمار محمد، ممثل في الفرقة ومسرحية “أوفر بروفة”، “بهذا العرض قدمنا عبر المسرح العديد من الرسائل، أولا رسائل للمجتمع، ورسائل للحكومة”.

وتأسست الفرقة في 2016، وجرى تدريب أعضائها حتى تقديم عرضهم الأول في كربلاء في 2018. وأحدث عرض لهم قُدم في قاعة عتبة بن غزوان في البصرة في مارس الماضي.

24