مباراة مأساوية في ذكرى تأسيس الرجاء البيضاوي

الرباط - امتزج الدم بعرق اللاعبين جراء أحداث الشغب الدموية التي سادت خلال مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي، بمركب محمد الخامس.
ووصفت المصادر الرياضة والأمنية أحداث المباراة بـ”البربرية” التي انتهت بوفاة ثلاثة مشجعين وإصابة 59 آخرين، واعتقال مجموعة من المشاغبين المشتبه في إشعالهم نار الفتنة الدموية خلال اللقاء الكروي الذي جمع الفريقين في الذكرى 67 لتأسيس نادي الرجاء البيضاوي.
وبحسب بلاغ لولاية الأمن بمدينة الدار البيضاء، اطلعت “العرب” على نسخة منه، فإن مصالحها الإدارية فتحت تحقيقا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف وملابسات أعمال الشغب والعنف التي طغت على اللقاء الرياضي، والتي خلفت وراءها أحداثا دامية لا تمت إلى سلوك الرياضة وأخلاقها بصلة.
ومن جهتها عجّت مواقع التواصل الاجتماعي، وما تزال حتى اليوم، بالتعاليق احتجاجا وإدانة للفعل الهمجي الذي، بحسب مصادرنا، تسبب فيه أشخاص محسوبون على جمهور الفريقين المحلي والزائر، الذين دخلوا في ملاسنات تلاها تراشق بالشهب الاصطناعية، وذلك مباشرة بعد فوز الرجاء في المباراة بهدفين لواحد.
ومن بين رواد تلك المواقع التواصلية من أطلق هاشتاغا شعاره “أوقفوا البطولة”، واصفين إياها ببطولة الفوضى، مستدلين على ذلك بلقاء الرجاء وشباب الحسيمة، واصفين إياه بوصمة العار المجانية، مطالبين السلطات المغربية واتحاد كرة القدم بوقف البطولة الوطنية، مناشدين المسؤولين عن القطاع الرياضي في بلادهم بالتدخل لوقف “فعاليات البطولة نظرا لأحداث الشغب المتكررة كل أسبوع وسط الملاعب الرياضية”.
وفي اتصال هاتفي مع “العرب”، عبر محمد بودريقة، رئيس نادي الرجاء البيضاوي، عن أسفه للأحداث الدموية التي عرفها مركب محمد الخامس في ذكرى تأسيس “النادي الأخضر”، مشيرا إلى أن ما حدث خلف صدمة لدى مكونات الفريق، بما فيها المكتب المسير للنادي الذي ظل منذ انتهاء المباراة “اللعينة” يواكب تطورات مخلفاتها، صحيا وأمنيا.
وأضاف بودريقة، الذي بدا حزينا، “لا أفهم لم حدث كل هذا، وفي هذه الظرفية بالذات التي يسير فيها الرجاء البيضاوي بثبات نحو مقدمة الترتيب..”، معلقا أن مثل هذه الأعمال الهمجية لم يكن جمهور الرجاء ليقوم بها حتى وإن كان الفريق خاسرا.