ما هي سلالات الإنفلونزا وكيف تتحوّر؟

تدابير الصحة العامة التي اتخذت للحدّ من انتقال فايروس كورونا قلّلت من نشاط فايروسات الإنفلونزا.
الثلاثاء 2022/11/08
التطعيم ضد الإنفلونزا ضروري

كليفلاند (الولايات المتحدة) - تتسبّب الإنفلونزا في مجموعة من سلالات فايروس الإنفلونزا التي قد تكون خطيرة، وتتغير بمرور الوقت، ما يجعل الحصول على لقاح سنوي ضد هذا المرض أمرا مهما بجانب الحرص على الوقاية منه في تدابير يومية مثل غسل اليدين، وفقا لخبير من منظومة الرعاية الصحية العالمية كليفلاند كلينك.

وقال طبيب الأمراض المعدية في كليفلاند كلينك الدكتور شريف بنيامين مسعد إن جميع سلالات فايروس الإنفلونزا تشترك في الأعراض التي تسببها، مشيرا إلى أن الحمى والصداع والسعال هي الأعراض الأساسية الثلاثة لجميع هذه الفايروسات.

اتباع أفضل ممارسات الوقاية بالإضافة إلى الحصول على التطعيم قد يكفلان للأفراد البقاء بصحة جيدة في موسم الإنفلونزا

وكانت منظمة الصحة العالمية أشارت حديثا إلى ارتفاع في نشاط الإنفلونزا في العديد من البلدان، قائلة إن تدابير الصحة العامة التي اتخذت للحدّ من انتقال فايروس كورونا قلّلت أيضا من نشاط فايروسات الإنفلونزا. وأوضحت المنظمة أنه أصبح بإمكان هذه الفايروسات الانتقال بسهولة أكبر بعد إزالة تلك التدابير. بدورها أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى زيادة في نشاط الإنفلونزا الموسمية.

وأوضح الدكتور الخبير في الأمراض المعدية أن هناك ثلاثة أنواع من عائلات فايروسات الإنفلونزا تصيب الناس تُعرف باسم فايروسات الإنفلونزا “أ” و”ب” و”ج”، أكثرها خطورة وتفشيا العائلتان “أ” و”ب”، فيما تسبب فايروسات العائلة “ج” مرضا خفيفا لدى البشر، وهي أقرب إلى نزلات البرد ولا تستطيع اختبارات الإنفلونزا الشائعة الكشف عنها.

وتُعدّ فايروسات الإنفلونزا “أ” الأكثر شيوعا وتفشيا، وهي سبب أوبئة الإنفلونزا الموسمية، فضلا عن جوائح الإنفلونزا العالمية. ويمكن لفايروسات الإنفلونزا “أ” أن تؤثر في البشر والحيوانات على السواء، ومن ذلك جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت أوروبا في العام 1918، ووباء إنفلونزا الخنازير الذي ضرب مناطق حول العالم في العام 2009.

وفي المقابل، فإن عائلة فايروسات الإنفلونزا “ب” لا تُؤثر سوى في البشر، ولا تنتشر إلى حدّ الأوبئة. ومن المرجح أن تتسبب فايروسات “ب” في إصابة الأشخاص بالمرض في وقت لاحق من موسم الإنفلونزا مقارنة بفايروسات النوع “أ”.

وهناك نوعان من طفرات فايروس الإنفلونزا، بحسب ما أوضح الدكتور مسعد؛ الأول هو “الانجراف المستضدي”، المتمثل بالطرق الصغيرة، التي يتحوّر فايروس الإنفلونزا بها كل عامّ، ويُعدّ هذا النوع من الطفرات سبب انتشار وباء الإنفلونزا السنوي. أما الثاني فهو “التحوّل المستضدي”، ويتمثل بـ”موجة مدّ” من طفرة فايروس الإنفلونزا تشهد إصابة البشر بسلالات جديدة من الإنفلونزا قادمة من الحيوانات لاسيما الخنازير والطيور.

وأضاف خبير الأمراض المعدية في كليفلاند كلينك أن هذا ما حدث في العام 2009 مع فايروس إنفلونزا الخنازير الذي أوضح أنه “كان فايروسا جديدا تماما على البشر، لذلك لم يكن أي شخص قد بنى أي مناعة ضده على الإطلاق”.

هناك ثلاثة أنواع من عائلات فايروسات الإنفلونزا تصيب الناس تُعرف باسم فايروسات الإنفلونزا "أ" و"ب" و"ج"، أكثرها خطورة وتفشيا العائلتان "أ" و"ب"

وتراقب منظمة الصحة العالمية سنويا التوجهات السائدة في تحوّر الفايروس لتحديد سلالات الإنفلونزا الأكثر شيوعا، ليتخذ كل بلد بعدها قراره بشأن الفايروسات التي يجب تضمينها في لقاحات الإنفلونزا المرخصة التي يتيحها لسكانه. وتُصنع لقاحات الإنفلونزا بعد هذه القرارات لحماية الأفراد مما يتوقع الخبراء أن يكون أكثر فايروسات الإنفلونزا “أ” و” ب” انتشارا في موسم الإنفلونزا.

ورأى الدكتور مسعد أن اتباع أفضل ممارسات الوقاية بالإضافة إلى الحصول على التطعيم قد يكفلان للأفراد البقاء بصحة جيدة في موسم الإنفلونزا، من بينها:

ـ العناية بنظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون. وإذا لم يكن الصابون متاحا فبالإمكان استخدام معقم اليدين الكحولي.

ـ تجنُّب الاقتراب من أشخاص تبدو عليهم آثار الإعياء، خاصة إذا كانوا يعانون من الحُمّى.

ـ تجنُّب الاقتراب من المرضى.

ـ تجنب لمس العينين والأنف والفم.

ـ تناوُل طعام مغذٍّ، وممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من الراحة.

ـ يمكن التفكير في تناول الفيتامينات المتعدّدة المكمّلة، وربما الفيتامين “د” المكمل دعما للجهاز المناعي.

17