ما هو داء السيلياك؟
برلين – قال المركز الاتحادي للتغذية إن داء السيلياك “Celiac Disease” هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الأمعاء الدقيقة، وهو غالبا ما يبدأ من سن 6 شهور إلى سنتين.
وأوضح المركز الألماني أن الإصابة بداء السيلياك المعروف أيضا باسم “الداء البطني” تحدث نتيجة لفرط استجابة جهاز المناعة تجاه بروتين “الجلوتين” الموجود في الحبوب كالقمح والشعير والجاودار.
وتتمثل أعراض داء السيلياك في متاعب الجهاز الهضمي مثل الإسهال وآلام البطن والانتفاخ والإرهاق والغثيان والقيء، بالإضافة إلى التهاب الجلد المصحوب باحمرار وتورم وحكة.
وأضاف المركز أن داء السيلياك قد تترتب عليه عواقب وخيمة مثل نقص الوزن وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد وهشاشة العظام الناجمة عن نقص الكالسيوم وفيتامين “د”. وفي أسوأ الحالات قد يصاب الطفل بسرطان الأمعاء.
وبالنسبة إلى العلاج، أوضح المركز أن العلاج الفعال الوحيد هو اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين مدى الحياة.
ويعد السيلياك أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة (وليس حساسية)، فعندما يتناول المصاب بالسيلياك غذاء يحتوي على مادة الجلوتين، فإن الجهاز المناعي يستجيب لهذه المادة عن طريق مهاجمة الأمعاء الدقيقة؛ مما يؤدي إلى تلف النتوءات التي تبطنها مع مرور الوقت.
وهذه النتوءات مسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية من الطعام. وعندما تتضرر هذه النتوءات، فإن المواد الغذائية لن يتم امتصاصها بشكل كاف بالجسم.
ويعرف السيلياك أيضا باعتلال الأمعاء الحساسة للجلوتين، وبراعم الاضطرابات الهضمية.
وسبب المرض غير معروف حتى الآن، كما لم يعرف سبب تراوح درجة الأعراض وحدّتها بين المصابين به.
ويمكن أن يصيب المرض كل الأشخاص، لكن تزداد فرص الإصابة في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسيلياك والإصابة بمتلازمة داون أو متلازمة تيرنر، والإصابة بمرض مناعي آخر مثل داء السكري من النوع الأول، والعوامل البيئية مثل إصابة الطفل بالعدوى، كإصابته بفايروس روتا، أو إطعام الرضيع غذاء يحتوي على الجلوتين قبل بلوغه الشهر الثالث من عمره.
ولا يوجد علاج يشفي تماما من السيلياك، لكن اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين يساعد في التحكم بالأعراض والوقاية من المضاعفات. وينصح باتباع الخطة العلاجية لجميع الذين ظهرت لديهم نتيجة فحص إيجابية بالإصابة بالسيلياك، حتى وإن لم تظهر لديهم الأعراض، أو كانت بسيطة؛ لأنهم قد يصابون بالمضاعفات أيضا.
ولا توجد طريقة لمنع الإصابة، لكن ينصح باتباع عدة إرشادات لمنع المضاعفات ومنها: اتباع الحمية الغذائية، والانتظام بمراجعة الطبيب المختص بالجهاز الهضمي، وزيارة اختصاصي التغذية، للمساعدة في اتباع نظام غذائي مناسب.
وقد يكون من الصعب في البداية اختيار الطعام، لكن ذلك سيسهل مع مرور الوقت. كما أن قراءة مكونات الأطعمة قبل تناولها أو إعطائها للطفل، والتأكد من عدم احتوائها على الجلوتين مهمة أيضا.
ويجب تعليم الطفل طريقة قراءة البطاقة الغذائية ومسميات الجلوتين.
