ما مدى جدوى المهدئات النباتية

برلين - لم يتم حتى الآن إثبات فعالية المهدئات المحتوية على مواد فعالة نباتية مثل الناردين أو زيت اللافندر أو مستخلص زهرة الآلام علميا بشكل كاف، وفق ما قالته هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية. وتوصلت الهيئة الألمانية إلى هذه النتيجة بعدما قامت بإجراء اختبار شمل 25 منتجا من هذه المستحضرات وقامت بتحليل الدراسات العلمية حول فعاليتها.
وبالنسبة لزيت اللافندر، أوضحت الهيئة أنه على الرغم من أن هناك مؤشرات إيجابية أولية على أنه يمكن أن يحد من الاضطرابات الداخلية، إلا أن هذه البيانات ليست كافية لإثبات الفعالية العلاجية. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يسبب زيت اللافندر التجشؤ والغثيان، بالإضافة إلى استجابات تحسسية شديدة. وأشارت الهيئة إلى أن الدراسات أثبتت أن المهدئات المحتوية على الناردين يمكنها أن تقلل من الأرق.
وبشكل عام، أوصت الهيئة الألمانية بمواجهة القلق والتوتر والاضطراب الداخلي من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل وأخذ فترات راحة بانتظام بدلا من اللجوء إلى المهدئات النباتية. وأشار خبراء "مايو كيلنيك" إلى أنه تمت دراسة العديد من العلاجات العشبية كعلاج للقلق، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لفهم المخاطر والفوائد.
وتبدو عشبة الكافا علاجا واعدا للقلق، ولكن أفادت التقارير بأنها، حتى مع الاستعمال على المدى القصير، تسببت في الإصابة بتلف شديد في الكبد، مما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إصدار تحذيرات حول استخدام المكملات الغذائية المحتوية على عشبة الكافا. وبينما يتم التشكيك في تلك التقارير الأولية عن سمية الكبد، ينصح الخبراء بتوخي المزيد من الحذر والقيام بإشراك الطبيب في القرار إذا كان المريض يفكر في استخدام منتجات تحتوي على عشبة الكافا.
وتشير بعض التجارب السريرية إلى أن زهرة الآلام قد تساعد في تخفيف القلق. وفي العديد من المنتجات التجارية، يتم تركيب زهرة الآلام مع غيرها من الأعشاب، مما يجعل من الصعب التمييز بين الصفات الفريدة لكل عشبة. وبشكل عام، تكون زهرة الآلام آمنة عندما يتم تناولها حسب الإرشادات، ولكن وجدت بعض الدراسات أنها قد تسبب النعاس والدوار والارتباك.
وفي بعض الدراسات، تم رصد انخفاض مستوى القلق والتوتر لدى الأشخاص الذين يتناولون الناردين المخزني. وفي دراسات أخرى، لم تظهر أي فوائد للأشخاص. ويعتبر الناردين المخزني بوجه عام آمنا عند تناوله بالجرعات الموصى بها، ولكن بسبب قلة التجارب بشأن سلامة استخدامه على المدى الطويل، فلا يجب تناوله لأكثر من بضعة أسابيع في المرة الواحد، إلا إذا وافق الطبيب. وقد يتسبب في حدوث بعض الآثار الجانبية، مثل الصداع والدوار والنعاس.
وأظهرت بيانات محدودة أن استخدام البابونج لفترة قصيرة يعتبر آمنا بوجه عام، وقد يكون فعالا في تخفيف أعراض القلق. ولكن قد يزيد البابونج من خطر النزيف عند استخدامه مع أدوية منع تجلط الدم. كما قد يتسبب استخدام البابونج في حدوث تفاعل حساسية لدى بعض الأشخاص المصابين بحساسية لعائلة النباتات التي تتضمن البابونج. وتتضمن هذه العائلة عشبة الخنازير والزهور المخملية والبابونج والأقحوان.
تقترح بعض الأدلة إمكانية تقليل التوتر من خلال تناول اللافندر عن طريق الفم أو من خلال العلاج بالروائح العطرية باستخدام اللافندر، ومع ذلك، فهذه الأدلة أولية ومحدودة. وقد يتسبب تناول اللافندر عن طريق الفم في الإمساك والصداع. كما قد يزيد من الشهية ويزيد من التأثير المهدئ للأدوية والمكملات الأخرى ويتسبب في انخفاض ضغط الدم.
وأوضحت الأبحاث الأولية أن بلسم الليمون يمكنه تخفيف بعض أعراض القلق، مثل العصبية وسرعة الانفعال. بوجه عام، يمكن تحمل بلسم الليمون على نحو جيد ويعتبر آمنا عند الاستخدام قصير المدى، ولكن قد يتسبب في الغثيان وألم البطن.
كما أن المكملات العشبية لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأميركية بنفس الطريقة التي تراقب بها الأدوية. وعلى الرغم من اللوائح المعززة لمراقبة الجودة والمطبقة منذ عام 2010، قد تظل جودة بعض المكملات مشكلة. ويؤكد الخبراء أن كون المواد طبيعية لا يعني دائما أنها آمنة.
◙ الهيئة الألمانية أوصت بمواجهة القلق والتوتر والاضطراب الداخلي من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء بدلا من اللجوء إلى المهدئات النباتية
ويرون أن إذا كان المريض يفكر في تناول المكملات العشبية كعلاج للقلق، فليستشر الطبيب أولا، خاصة إذا كان يتناول أدوية أخرى. وقد يتسبب التفاعل بين بعض المكملات العشبية وأدوية معينة في آثار جانبية خطيرة.
كما قد تسبب له بعض المكملات العشبية التي يتم تناولها لعلاج القلق إحساسا بالنعاس، لذا فليس من الآمن تناولها عند القيادة أو عند القيام بمهام تنطوي على مخاطر. ويمكن أن يساعده الطبيب على فهم المخاطر والفوائد المحتملة إذا اختار تجربة مكمل عشبي. إذا كان الشعور بالقلق يتداخل مع أنشطته اليومية، فليتحدث مع الطبيب. وعادة تحتاج أشكال القلق الأكثر خطورة إلى العلاج الطبي أو الاستشارة النفسية (العلاج النفسي) لتحسين الأعراض.
وتؤثر بعض الأدوية والمكملات الغذائية والمكملات العشبية والمواد الأخرى على ضغط الدم، فبعضها يرفع ضغط الدم، وبعضها يجعل الأدوية التي يتناولها المريض لخفض ضغط الدم أقل فاعلية. وتشير الإحصائيات إلى أن هناك ما يقرب من 7.6 في المئة من سكان العالم يعانون من مشاعر التوتر والقلق والعصبية خلال حياتهم اليومية، منهم حوالي 40 مليونا من البالغين في الولايات المتحدة وحدها.
وبسبب الارتباط المباشر بين الإجهاد والقلق والتوتر والمشكلات الصحية طويلة المدى مثل السمنة والاكتئاب وأمراض القلب والسكري وحتى الوفاة المبكرة، ولاسيما أن الإجهاد والتوتر قد يدفع الناس إلى اتخاذ خيارات علاجية سيئة، من ضمنها المكملات العشبية، مما قد يؤدي إلى تفاقم القلق وإلحاق المزيد من الضرر بالصحة، تزداد حاجتنا إلى معرفة العلاجات التي قد تساعد في تقليل الأعراض وتعزيز الشعور بالهدوء.