ما مدى أهمية التمارين الرياضية في الهواء الطلق؟

أوتاوا - أوضحت دراسة تم إجراؤها في جامعة فيكتوريا الكندية بأن النشاط البدني وأداء التمارين الرياضية في الهواء الطلق لهما تأثير إيجابي بعيد المدى على الصحة والانتباه والذاكرة.
وقام الباحثون بفحص مجموعة من المشاركين يبلغ متوسط أعمارهم 21 عاما، لمعرفة كيف يؤثر المشي لمسافات قصيرة في الهواء الطلق وفي قاعات اللياقة البدنية المغطاة على الأداء المعرفي، وقد تم الاعتماد على تخطيط كهربية الدماغ واختبارات نفسية خاصة لتقييم الانتباه والقدرات المعرفية.
وقد وجد الباحثون أن مكان أداء التمارين الرياضية يؤثر بشكل كبير على فاعلية النشاط البدني والنتائج المرجوة للإدراك المعرفي؛ حيث أظهر المشاركون الذين ساروا لمدة 15 دقيقة في الهواء الطلق تحسنا في الأداء وفي الاستجابات العصبية المرتبطة بالحدث، ومن ثم ظهر تحسن في الانتباه والذاكرة مقارنة بأقرانهم الذين أنجزوا التمارين الرياضية في أماكن مغلقة وفي قاعات اللياقة البدنية.
كما كشفت دراسة حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق تخفف من حدة الإجهاد أكثر من التمارين داخل القاعات.
وبينت الدراسة ذاتها أن ركوب الدراجات الجبلية والجري في المناظر الطبيعية لهما أكبر تأثير إيجابي على الصحة العقلية. ونشر خبراء في جامعة روهامبتون مع فريق في ألمانيا نتائجهم في مجلة الصحة العقلية والوقاية منها.
المشاركون الذين ساروا لمدة 15 دقيقة في الهواء الطلق أظهروا تطورا في الأداء و تحسنا في الاستجابات العصبية
ويعتقد علماء النفس أن التأثير المهدئ للطبيعة يجعل ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق ذات فاعلية في التخفيف من حدة التوتر.
وطلب الفريق الذي تقوده الدكتورة ساندرا كالبريسكى من 140 مشاركًا تقديم تقرير عن مزاجهم ومستويات التوتر والشعور بالقلق قبل أداء التمارين وبعده.
وكان على المشاركين أن يمارسوا بانتظام أي رياضة داخلية (السباحة والرياضات المائية، كرة السلة، المبارزة، الكرة الطائرة…) أو رياضة في الهواء الطلق (الجري، كرة القدم، ركوب الدراجات الجبلية…).
وقد أقيم ملعب كرة قدم على أرض خضراء في العشب مع وجود مبانٍ من جهة وإطلالة على نهر وغابة على الجانب الآخر.
وقال الباحثون إن مجموعات الجري كانت تتمتع بإطلالة على غابة جبلية تكاد تنعدم فيها المناظر الحضرية.
وبشكل عام حسنت جميع التمارين مزاج مختلف المجموعات وقللت توترها وبددت قلقها، وهو ما يدعم مجموعة كبيرة من الأدلة التي تبين أن التمارين الرياضية يمكن أن تعزز صحة المدارك العقلية لدى ممارسيها.
ووجدت الدراسة أن ممارسة هذه التمارين في البيئات التي يُنظر إليها على أنها أكثر هدوءا، وخاصة المساحات الخارجية والخضراء، كان لها تأثير إيجابي أكبر على الإجهاد مقارنة بالتمارين الرياضية في القاعات المغلقة.
وقد كتب المؤلفون: “بالرغم من ذلك قد يشير هذا إلى أن التمارين الرياضية وسط المناظر الخضراء والركض في الهواء الطلق على وجه الخصوص لهما آثار إيجابية أقوى على الحالة المزاجية الحادة ومستويات الإجهاد، مقارنة بالرياضات التي تتم في الأماكن غير الخضراء”.
ولاحظ الباحثون أن مجرد بيئة هادئة من المساحات الخضراء أثناء ممارسة التمارين الرياضية من شأنها أن تخفّض حدة الإجهاد.
لذلك اقترح هؤلاء الباحثون أن يحافظ المشرفون على أماكن التمارين الرياضية -مثل القاعات الرياضية- على الهدوء ويقللوا الضوضاء.