ما علاقة النوم بالكبد الدهني

برلين – ثمة علاقة بين إيقاع النوم والاستيقاظ، ومخاطر الإصابة بمرض الكبد الدهني، وفق ما أشارت إليه مجلة “هيلبراكسيسنت” الألمانية.
وأكدت دراسة تم إجراؤها في جامعة بازل السويسرية على هذه العلاقة، فضلا عن أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي لديهم احتمال متزايد للإصابة بمرض السكري وأمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص المصابين بالكبد الدهني عادة ما يعانون من النوم المتقطع وغير المتصل أثناء الليل، بسبب الاستيقاظ المتكرر، كما أنهم ينامون خلال النهار بشكل مكثف وأطول مقارنة بالأشخاص غير المصابين.
وأكد الخبراء على أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني قد أبلغوا عن اضطرابات النوم الناجمة عن الإجهاد العقلي في نومهم، كما أن عدم النوم الجيد وتقطعه وعدم الاستغراق فيه عوامل تساهم من حيث المبدأ أيضا في تطور المرض، والدخول في حلقة مفرغة.
ولم يحدد الباحثون بشكل ملموس سبب حدوث ذلك، ولكن ثبت أن مرض الكبد الدهني ودورة النوم والاستيقاظ مترابطان بشكل وثيق، فعندما تضعف وظائف الكبد يمكن أن يؤثر ذلك على قدرة الجسم على الحفاظ على صحة جيدة، فيما يؤدي الإيقاع اليومي إلى اضطراب النوم.
يمكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى تعطيل توازن بعض الهرمونات في الجسم، ماما يؤثر على الكبد ويتسبب في التهابه وتلفه
ومرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مشكلة في الكبد تصيب بعض الأشخاص رغم أنهم لا يُكثرون من شرب الكحول أو لا يشربونه على الإطلاق. وفي حالة مرض الكبد الدهني غير الكحولي تتراكم الدهون بكثرة في الكبد. ويصيبُ غالبًا من لديهم زيادة في الوزن أو سمنة.
وأصبح مرض الكبد الدهني غير الكحولي أكثر شيوعًا، خاصة في الشرق الأوسط والدول الغربية، حيث تتزايد أعداد المصابين بالسمنة. وهو أكثر أشكال أمراض الكبد شيوعًا في العالم. تتراوح شدة مرض الكبد الدهني غير الكحولي بين التنكس الدهني الكبدي، المسمى الكبد الدهني، وشكل أكثر حدة من المرض يسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
ويُسبب التهاب الكبد الدهني غير الكحولي تضخمَ الكبد وتلفه نتيجة لترسبات الدهون في الكبد. وقد يتفاقم التهاب الكبد الدهني غير الكحولي ويؤدي إلى تندّب خطير في الكبد، يُسمى التشمع، أو يؤدي حتى إلى سرطان الكبد. وهذا مشابه للضرر الناتج عن الإكثار من تناول الكحوليات.
ويلعب النوم الجيد دورا مهما في الحفاظ على وظائف الكبد المثلى. فالكبد هو عضو حيوي مسؤول عن عمليات التمثيل الغذائي المختلفة، بما في ذلك إزالة السموم وتخليق البروتين وإنتاج الصفراء. ويمكن أن تكون للحرمان من النوم آثار مضرة بصحة الكبد، ويمكن أن يعطل وظائفه الأساسية.
أثناء النوم يمر الجسم بعمليات تصالحية مختلفة، بما في ذلك الإصلاح الخلوي والتجديد. هذا مهم بشكل خاص للكبد لأنه يساعد في إصلاح خلايا الكبد التالفة والحفاظ على صحة الكبد بشكل عام. وقلة النوم الجيد يمكن أن تعيق العمليات التصالحية، ما يؤدي إلى ضعف وظائف الكبد.
أحد الروابط الرئيسية بين النوم وصحة الكبد هو تنظيم استقلاب الغلوكوز. تم ربط الحرمان من النوم بمقاومة الأنسولين، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي وهي حالة تتميز بتراكم الدهون في الكبد، ويمكن أن تتطور إلى حالات كبد أكثر حدة إذا تركت دون علاج.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى تعطيل توازن بعض الهرمونات في الجسم، مثل الكورتيزول واللبتين. ويمكن أن تسهم المستويات المرتفعة من الكورتيزول، والمعروفة باسم هرمون التوتر، في التهاب الكبد وتلفه. وبالإمكان أيضا أن تؤثر مستويات اللبتين المعطلة على تنظيم الشهية وتؤدي إلى زيادة الوزن، ما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الكبد.