ماليزيا.. جولة سياحية بين مختلف الحضارات

العاصمة الماليزية تشتهر بالكثير من المعابد والمآذن، إلى جانب الأيقونة المعمارية الحديثة والمتمثلة في برجي بتروناس التوأم.
الأحد 2018/12/30
جورج تاون من عبق التاريخ إلى بهجة الحاضر

كوالالمبور - تظهر بماليزيا آثار الثقافات المختلفة كالعربية والصينية والهندية، فهي تعد بمثابة بوتقة تنصهر فيها مختلف الحضارات والأديان، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون والهندوس والبوذيون في سلام ووئام.

يقوم فاتي، (36 عاما) ومن أصول صينية، باصطحاب السياح بواسطة دراجة الريكشا التي تجوب شوارع ماليزيا؛ حيث يجلس فيها الركاب على مقاعد وثيرة، لمشاهدة المعالم السياحية بمدينة جورج تاون منذ 3 سنوات، ويتحرك بهدوء بين السيارات وفي إشارات المرور وعبر دروب المدينة الماليزية الشهيرة.

وتزهو مدينة جورج تاون بتاريخها العريق، وتعتبر من المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وقد استقر بها البريطانيون بدءا من 1786، وأطلقوا على عاصمة جزيرة بينانق اسم الملك جورج الثالث.

ويمر فاتي مع حلول المساء بدراجته على دار البلدية وقاعة المدينة وأسوار القلعة وبرج الساعة، وتنتشر في الهواء رائحة البحر المختلطة بروائح الطعام المختلفة من الأكشاك مع عوادم السيارات. ويشاهد السياح في نفس الشارع الكنيسة الأنجليكانية سان جورج والمعبد الصيني “إلهة الرحمة” والمعبد الهندوسي “سري مها ماريامان” ومسجد “كابتان كيلينغ”.

وتتلألأ ناطحة السحاب كومتار في الظلام باللون الأخضر والأزرق والأحمر؛ بينما يصطحب فاتي السياح أمام الواجهات القديمة، حيث يعشق الماليزيون التأثيرات الضوئية، كما ينبعث الهواء المكيف من مركز تسوق في الشارع، وهنا انتهت الرحلة مع فاتي بدراجة الريكشا.

ماليزيا

ولا بد أن يتضمن البرنامج السياحي لمدينة جورج تاون زيارة بينانق هيل، وهو عبارة عن جبل يصل ارتفاعه إلى 800 متر.

ويتم الصعود إلى قمة بينانق هيل بواسطة قطار جبلي مائل وسط المناظر الطبيعية الخضراء. ويجلس أنس، على المقود، ويقوم بما يصل إلى 100 رحلة في اليوم، ويشاهد السياح في العمق معبد بوذا كيك لوك سي وجسر بينانق على البر الرئيسي، كما تظهر المنتجعات الشاطئية باتو فيرينجي على مسافة بعيدة.

وتشترك مدينة جورج تاون مع إيبوه من خلال الهواء الطلق، وتعتبر هذه المدينة بمثابة محطة بينية على الطريق إلى كوالالمبور، علاوة على أنها نقطة انطلاق إلى كاميرون هايلاندز، التي تشتهر بحقول الفراولة ومزارع الشاي، كما تظهر المظلات الملونة في السوق المركزي بمدينة إيبو.

ويدين أكثر من 60 بالمئة من السكان في ماليزيا بالإسلام، وهو ما يتجلى بوضوح في مدينة جورج تاون، ويلاحظ السياح تسامح المسلمين في ماليزيا.

وتشتهر العاصمة الماليزية بالكثير من المعابد والمآذن، إلى جانب الأيقونة المعمارية الحديثة والمتمثلة في برجي بتروناس التوأم بارتفاع 452 مترا، ويصعد السياح حتى “جسر السماء” للاستمتاع بإطلالة رائعة من الجسر الذي يربط بين البرجين في الطابق الـ86.

ماليزيا

وتشتهر كوالالمبور بالعديد من المناطق السياحية مثل “الهند الصغيرة” والحي الصيني والسوق المركزي والقصر الملكي وساحة ميرديكا ومبنى السلطان عبدالصمد.

 وتندرج مالكا أيضا على قائمة اليونسكو، وتكتمل بها الجولة السياحية في غرب ماليزيا، ومن بقايا الحقبة الاستعمارية البرتغالية بوابة بورتا دي سانتياغو، وهي عبارة عن بوابة الوصول إلى القلعة، ويشاهد السياح داخل قصر المدينة الصيني، والذي يعمل كمتحف اليوم، مزيجا من الأسلوب المعماري الأوروبي والصيني.

وتنتشر التأثيرات المتبادلة في جميع أرجاء ماليزيا، حيث تظهر الفوانيس الصينية على كنيسة المسيح الأنجليكانية. ويهيمن المطبخان الهندي والصيني على الأطعمة في ماليزيا.

16