ماكغورك وهوكشتاين في المنطقة لتهدئة التوترات وإتمام هدنة غزة

واشنطن تستعد لتقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قمة الدوحة كمحاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق.
الأربعاء 2024/08/14
هوكشتاين يعتقد أن بمقدور إسرائيل وحزب الله تجنب الحرب

واشنطن – تسابق واشنطن الزمن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تضمن عودة المختطفين لدى حركة حماس، قبل أن تنفذ طهران تهديدها بتوجيه ضربة لإسرائيل، قد تعقد هذا الملف وربما تفشله، وينتظر أن تقدم مقترحا جديدا بشأن صفقة الهدنة، وفق وسائل إعلام عبرية.

وتعلق واشنطن الآمال على مفاوضات تستأنف الخميس، لذلك أوفدت مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى القاهرة والدوحة، فيما توجه المبعوث الخاص آموس هوكشتاين إلى لبنان لمحاولة تهدئة التوترات مع حزب الله، الذي هدد بالرد على اغتيال إسرائيل قائده العسكري الأعلى في بيروت فؤاد شكر.

شدّد هوكشتاين من بيروت الأربعاء على أنه "لم يبق وقت لإضاعته" للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، معتبراً أنه سيتيح كذلك التوصل إلى حلّ دبلوماسي يوقف التصعيد بين حزب الله واسرائيل، عشية جولة محادثات عبر الوسطاء.

وقال هوكشتاين بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي يتزعم حركة أمل حليفة حزب الله، "تحدثتُ مع الرئيس بري حول الاتفاق الإطار المطروح لوقف إطلاق النار في غزة، وقد اتفقنا على أنه لم يبقَ وقت لإضاعته ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي".

واعتبر أن "الاتفاق سيساعد أيضا على التوصل إلى حلّ دبلوماسي هنا في لبنان، مما سيمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا"، حيث يتبادل حزب الله واسرائيل إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في اليوم التالي لهجوم حماس في 7 أكتوبر.

وأضاف "ينبغي علينا أن نغتنم هذه النافذة للعمل الدبلوماسي والحلول الدبلوماسية. الوقت المناسب هو الآن".

وتأتي زيارة هوكستين إلى لبنان في وقت تشهد منطقة الشرق الأوسط توترا ومخاوف من التصعيد جراء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، مع تعثر الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وترقب رد إيران وحزب الله اللبناني على مقتل القيادي في حماس اسماعيل هنية في طهران وقيادي في الحزب في بيروت.

ودعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، مع ترقّب جولة محادثات صعبة دعت الدول الوسيطة (واشنطن والدوحة والقاهرة) الى عقدها الخميس أملا في التوصل إلى هدنة.

وحذّر هوكشتاين من أنه "كلما مرّ وقت على التصعيد...كلما ازدادت احتمالات وقوع حوادث وأخطاء، واستهدافات تطال أهدافا غير مقصودة قد تتسبب بسهولة في تصعيد لا يمكن السيطرة عليه".

وقال هوكشتاين "هنا في لبنان، نعتقد أنه يمكننا الوصول إلى نهاية النزاع الآن، اليوم. ندرك أن هناك من يريد ربطه بنزاعات أخرى وهذا ليس موقفنا".

وأضاف المبعوث الأميركي "ما زلنا نعتقد أن الحل الدبلوماسي أمر ممكن لأننا نؤمن بأنّ لا احد يرغب حقا بحرب شاملة بين لبنان واسرائيل".

ولطالما كرر حزب الله أن وقف التصعيد في لبنان مرهون بوقف إطلاق النار في غزة.

التقى هوكشتاين كذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اعتبر خلال جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء أن لبنان "أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الاسرائيلي".

وأضاف ميقاتي أن "الجولات الخارجية مع رؤساء وقادة أجانب وأخوة عرب تكثفت نظراً لخطورة الوضع اللبناني والاقليمي وخطورته على امن المنطقة".

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال الأسبوع الماضي إن حزبه وإيران "ملزمان بالرد" على اسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وقائد عمليات الحزب في جنوب لبنان فؤاد شكر، مؤكداً المضي في هذا الخيار "أياً تكن العواقب". وشدّد نصرالله على أن "ردنا آت، قويا مؤثراً فاعلاً ".

وأسفر التصعيد عبر الحدود عن مقتل ما لا يقلّ عن 568 شخصًا في لبنان، بينهم 118 مدنيًّا على الأقلّ، حسب تعداد لفرانس برس، استنادًا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات حزب الله.

وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 22 عسكريًّا و26 مدنيًّا على الأقلّ منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتلّ.

وحسمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) موقفها بعدم المشاركة في أي لقاءات تفاوضية غداً الخميس، في الدوحة، مما يبدد آمال التوصل إلى هدنة تقول مصادر إيرانية إنها قد تمنع هجوما إيرانيا متوقعا على إسرائيل.

وقالت الولايات المتحدة إنها تتوقع أن تمضي المحادثات غير المباشرة قدما كما هو مخطط لها في العاصمة القطرية الدوحة غدا الخميس، وإن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لا يزال ممكنا.

ومع ذلك، ذكر موقع أكسيوس أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أرجأ زيارة إلى الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تبدأ الثلاثاء.

وذكر ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة فقط هو الذي سيمنع رد إيران المباشر على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها الشهر الماضي.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها سترسل وفدا إلى محادثات غدا الخميس، لكن حماس طلبت خطة قابلة للتطبيق لتنفيذ مقترح قبلته بالفعل بدلا من المزيد من المحادثات.

وقال القيادي الكبير في حركة حماس سامي أبوزهري لرويترز "حركة حماس متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب (الرئيس الأميركي) بايدن والحركة جاهزة للبدء فورا في البحث في آليات تنفيذها".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، "من المقرر أن تكشف الولايات المتحدة عن اقتراح جديد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قمة ستعقد بالدوحة الخميس، وهو ما يُعَد محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق".

وأضافت "من المتوقع أن تمارس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف للموافقة فورًا على الإطار المقترح، على الرغم من أن البيت الأبيض والوسطاء يستعدون لاحتمال فشله".

ولفتت الصحيفة، إلى أن "تفاصيل الاقتراح الجديد لا تزال غير واضحة، كما أنه من غير الواضح كيف يختلف عن الاقتراحات السابقة".

واستدركت "من المتوقع أن يتناول الاقتراح القضايا الرئيسية التي أثارها الجانبان، ولكن لا يُتوقع أن ينحرف بشكل كبير عن العروض السابقة".

والأسبوع الماضي، دعا الرئيس بايدن، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في بيان مشترك، إلى استئناف مفاوضات الهدنة الأسبوع المقبل (غدا الخميس).

وقال قادة الدول، إنه "كوسطاء، إذا لزم الأمر، نحن مستعدون لتقديم اقتراح نهائي لحل قضايا التنفيذ المتبقية بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف".

وبحسب الصحيفة "من المقرر أن يسافر بريت ماكغورك، إلى مصر لإجراء محادثات حول الوضع الحدودي (بين مصر وغزة التي تسيطر عليه إسرائيل) قبل الانضمام إلى مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، في الدوحة لحضور القمة".

وقالت "من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء نتنياهو، الأربعاء، بأعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، فيما يتابع المراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان سيتم منح مدير الموساد، ديفيد برنياع، حرية أكبر في المفاوضات".

وأعلنت الولايات المتحدة أن لقاء الخميس، في الدوحة هو "بداية للمفاوضات وليس من أجل التوقيع على اتفاق".

وتسعى الولايات المتحدة ومصر وقطر الى جسر الخلافات التي ما زالت قائمة بين إسرائيل و"حماس" بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

والأحد، طالبت حركة حماس، الوسطاء، بتقديم خطة لتنفيذ ما عرضوه على الحركة في 2 يوليو الماضي، استنادا إلى رؤية تقدم بها الرئيس الأميركي، لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات.

وبداية يونيو الماضي، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل "لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)"، وقبلتها حماس وقتها، وفق إعلام عبري.

لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وتضمنت هذه الشروط منع عودة من أسماهم بـ"المسلحين الفلسطينيين" من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو الماضي.

ثم أضاف نتنياهو لاحقا شروطا أخرى، بينها نفي أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية إلى دول أخرى.