ماسك يستعد لإطلاق روبوت المحادثة "غروك 3"

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - أشاد إيلون ماسك قريبا بروبوت المحادثة “غروك 3” الذي سيُطلقه قريبا، مؤكدا أنه سيتفوق في أدائه على جميع النماذج السابقة من الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن العالم سيتمكن من تقييم ذلك في غضون أسابيع قليلة، وفقا لوكالة بلومبيرغ. وقال ماسك خلال محادثة عبر الفيديو يوم الخميس على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي “أرى أن ذكاء ‘غروك 3‘ مرعب في بعض الأحيان”.

تأتي هذه الخطوة من ماسك بعد أن أصبح مستشارا مقربا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تناولت المحادثة عدة مواضيع تشمل عمله في مجال الذكاء الاصطناعي، وخلافاته المتصاعدة مع شريكه السابق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، بالإضافة إلى خططه لإلغاء العديد من الهيئات الحكومية في الحكومة الفيدرالية الأميركية. كما تطرّق إلى توقعاته المستقبلية بشأن حالة الذكاء الاصطناعي، وذكر مازحا أنه يأمل في أن “يتعامل الذكاء الاصطناعي بلطف مع البشر في المستقبل”.

وأشار ماسك إلى أن النموذج القادم الذي تطوره شركة “إكس أيه آي” التي أسسها ويديرها، تم تدريبه على بيانات اصطناعية، وأنه قادر على مراجعة أخطائه عبر فحص البيانات لتحقيق اتساق منطقي. وأضاف أنه في المراحل النهائية من تطوير “غروك 3”، وأنه سيتم إطلاقه قريبا، في غضون أسبوع أو أسبوعين، مشيرا إلى أنه لا يرغب في التعجل في إطلاق النموذج.

من المهم أن نذكر أن الحوار تم بإشراف وزير الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي في الإمارات عمر العلماء، حيث استعرض ماسك العديد من الموضوعات ذات الصلة بتطورات الذكاء الاصطناعي. فالإمارات تستثمر بشكل كبير لتصبح مركزا بارزا لهذا المجال في المنطقة، وقد قطعت علاقاتها مع الصين في هذا المجال في محاولة لتهدئة مخاوف الولايات المتحدة. كما أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات التقى بترامب خلال زيارته إلى الولايات المتحدة العام الماضي، وركزت المحادثات على الذكاء الاصطناعي.

ماسك أشار إلى أن النموذج القادم الذي تطوره شركة “إكس أيه آي” تم تدريبه على بيانات اصطناعية وقادر على مراجعة أخطائه 

كما انتقد ماسك منافسته “أوبن إيه آي”، التي قدمت عرضا للاستحواذ عليها بقيمة 97.4 مليار دولار. وقال ماسك للحاضرين “كان هدف ‘أوبن إيه آي‘ أن تكون شركة مفتوحة المصدر وغير هادفة للربح، لكنها تحولت الآن لتقتصر أهدافها على تحقيق أقصى قدر من الأرباح من الذكاء الاصطناعي، وهم يسعون وراء المال بشكل غير مسبوق”.

تجدر الإشارة إلى أن ماسك وألتمان كانا قد أسسا “أوبن إيه آي” في عام 2015 كمنظمة غير هادفة للربح، ثم نشب خلاف طويل بينهما حول توجه الشركة. ورفض ألتمان، الذي يضغط لتحويل الشركة إلى كيان ربحي، عرض ماسك واصفا إياه بـ”إستراتيجية لتعطيل مسيرتنا”. وفي حديثه أمام قادة الحكومات والشركات، ظهر ماسك وهو يرتدي قميصا أسود عليه كلمات “الدعم الفني” بالأحرف الكبيرة، مازحا وقائلا “وظيفتي الأساسية حاليا هي تقديم الدعم الفني للبيت الأبيض”.

ويشرف ماسك على “إدارة الكفاءة الحكومية” التي أنشأها ترامب بهدف تحديث تكنولوجيا الحكومة الفيدرالية وتقليص الإنفاق. وبفضل جهود ماسك تم إلغاء العديد من البرامج والعقود بالمليارات من الدولارات، كما تم إنشاء برنامج استقالة تطوعية للموظفين الفيدراليين. ورغم أن البرنامج لم يحقق الأهداف الكبيرة، إلا أنه نجح في إقناع حوالي 3 في المئة من الموظفين المدنيين في الحكومة بالاستقالة.

وخلال الأسابيع الأولى من فترة ترامب الرئاسية الثانية، تم تعليق أغلب المنح والمساعدات التي تقدمها “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، كما تم تعليق عمل “مكتب حماية المستهلك المالية”، مع توجهات نحو إغلاق وزارة التعليم. وتابع ماسك تصريحاته بالقول “يجب علينا خفض الإنفاق وتحقيق نتائج أفضل،” مشبها جهوده بـ”إعادة هيكلة شركة على نطاق أكبر بكثير”.