ماذا يحدث في مصر

الأربعاء 2016/12/14

استشهاد ستة من رجال الشرطة في تفجير شارع الهرم في القاهرة قبل موعد صلاة الجمعة الماضية، يأتي ضمن سلسلة هجمات في العاصمة المصرية استهدفت قوات الأمن وكنائس وإعلاميين. وبينما تناثرت جثث رجال الشرطة مخضبة بالدماء، أعلنت عصابة “حسم” المسلحة، والمرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، مسؤوليتها عن الهجوم. المعروف أن جماعة الإخوان مصنفة تنظيما إرهابيا في كل من مصر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى.

السعودية وقفت بجانب شقيقتها مصر، وأدانت العمليات الإرهابية وقدّمت خالص التعازي لأسر الضحايا ولمصر الشقيقة حكومة وشعبا. وزير الخارجية المصري سامح شكري أيضا أشاد السبت الماضي في المنامة بالعلاقات المميزة بين مصر والسعودية، نافيا ما يشاع عن خلاف بين البلدين. القنوات الفضائية الإخوانية أدلت بدلوها وأذاعت بيانات “أسطورية” عن الأعمال الإرهابية التي تنال أبطال قوات الشرطة المصرية، وما تشهده الساحة المصرية من أحداث إجرامية.

للأسف، القاهرة لا تزال اليوم في مرمى هجمات جماعات العنف والإرهاب والتطرف، على الرغم من الضربات المتلاحقة التي وجهتها أجهزة الأمن إلى هذه الجماعات مؤخرا. ماذا يحدث في مصر؟ تم مؤخرا تداول “قانون العدالة الانتقالية” للتصالح مع الإخوان، ولكن الكثير من السياسيين والمثقفين يشككون في فعالية هذا القانون، لأن لا أحد يثق بالإخوان.

عقلاء القوم يسعون إلى تسوية وتهدئة شاملة بين النظام والإخوان المسلمين. من الخطوات المشجعة التي بادرت بها الحكومة إلغاء أحكام الإعدام على معظم قيادات الإخوان، والعفو الرئاسي والإفراج عن العشرات من الشباب المنتمين للإخوان. إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تتبع أسلوبا يجعل أي أحد يتصالح معها وإنما تسعى للمزيد من القتل والتدمير والإرهاب. على العموم، فكرة المصالحة ليست وليدة اليوم، وإنما مطروحة على الساحة السياسية منذ أحداث 30 يونيو 2013.

لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أكدت أن أمر المصالحة مع جماعة الإخوان “يشوبه التباس كبير ويتعارض مع الصالح العام”. السبب واضح؛ فهذه المجموعات الإرهابية غير مهيأة، إطلاقا، للمصالحة. عدد كبير من أعضاء مجلس النواب أكدوا على ضرورة قطع منابع تمويل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، لمنع وقوع المزيد من العمليات الإرهابية.

الأمور واضحة للعيان، الحوادث الإرهابية التي تستهدف رجال الشرطة والقوات المسلحة والمدنيين على يد الجماعة الإرهابية، تؤكد أن الإخوان مصممون على الخصومة مع الحكومة والشعب على حد سواء. الإخوان والجماعات المشابهة الأخرى، يسعون إلى نشر الأكاذيب وإثارة الفتنة وترويع الشارع المصري. هناك تشابه كبير بين تفجيرات هذا الأسبوع وهجمات تنظيم “أجناد مصر” خلال ذروة نشاطه في العام 2014 قبل مقتل قائده همام عطية.

جماعة الإخوان تكفّر المجتمع وتسعى إلى قتل رجال الجيش والشرطة، بهدف تقويض النظام العام. جماعة الإخوان تستغل الأوضاع الاقتصادية الحالية وغلاء الأسعار، وتستهدف الانتقام من أجهزة الأمن وإنهاكها، وإظهار الدولة في وضع مرتبك. رسالة الإخوان للعالم واضحة، وهي أن مصر غير آمنة ولا تصلح للسياحة أو التنمية أو الاستثمار. التعامل مع الإرهابيين يجب أن يكون من خلال محورين؛ تجفيف منابع الفتنة ومناقشة فكر الشباب المتطرف. لعل مصر الشقيقة تتخطى المرحلة الحالية الصعبة ليعيش الشعب المصري بأمن وطمأنينة وسلام.

عضو جمعية الاقتصاد السعودية

9