مؤسس اليسار المصري المقاوم: 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون مع الإخوان

الثلاثاء 2014/04/08
لم يعد مجال للمصالحة مع الاخوان بعد تجاوزاتهم في حق المصريين ووضوح برنامجهم التخريبي

القاهرة – اتهم إبراهيم البدراوي، مؤسس اليسار المصري المقاوم، جماعة الإخوان المسلمين وحركتي الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل، بالتآمر على مصر لخدمة مخططات أجنبية، مؤكدا على أن فرص زعيم التيار الشعبي والمرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي ضعيفة للغاية أمام المشير السيسي.

تواجه دول “الربيع العربي”، ومن بينها مصر تحديات وصعوبات تحد من تطبيق العدالة الانتقالية ومكافحة الفساد والخروج بالبلاد من فوضى فترة ما بعد الثورة إلى عهد جديد. وتساهم في خلق هذه الصعوبات عدّة عوامل وجهات وذلك تنفيذا لمصالح خاصة، تهدف وفق السياسي اليساري المصري، إبراهيم البدراوي، إلى القضاء على الدولة المصرية تحقيقا لأجندات أجنبية.

ما تمر به مصر في المرحلة الحالية، صعوبات مرحليّة وطبيعية كنتيجة لأية ثورة، وقد عرفت مصر على مدار تاريخها وثوراتها أوضاعا متقلّبة وصعبة؛ لكن الخطير في الأمر وفق الخبراء أن تطول هذه المرحلة الانتقالية أكثر من اللازم نتيجة سعي بعض الجهات التآمر ضدّ مصر.

من بين هذه الجهات، يذكر إبراهيم البدراوي جماعة الإخوان المسلمين وحركتي الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل، في الداخل، ودعم الإخوان دوليا من قبل أميركا وعربيا من قبل قطر. وقال البدراوي في هذا السياق، إن حركتي 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين في مصر تحالفتا مع جماعة الإخوان قبل ثورة 25 يناير 2011، وخلال حكم المعزول محمد مرسي وحتى الآن. وأكّد أنه لا يتحالف مع المتآمر إلا متآمر مثله لافتا إلى أن ما يوحّدهم هو الرغبة في القضاء على الدولة المصرية تحقيقا لأجندات أجنبية.

سرعة صعود وهبوط جماعات الإسلام السياسي للسلطة في مصر بعد ثورات الربيع العربي، دفع بها إلى إعادة تنظيم صفوفها في مواجهة الحكومة الانتقالية، فالأحداث التي تشهدها مصر هذه الأيام لم تعد تهدد أمنها فقط بل امتدت آثارها إلى دول المنطقة. الأمر الذي أدخل المنطقة في مرحلة صراع لا بدّ أن يخاض وفق وصف ابراهيم البدراوي، مؤكّدا أن مصر لم تعد وحدها في هذا المرحلة، في إشارة إلى الدعم الخليجي للثورة المصرية، خصوصا منذ ثورة 30 يونيو 2013.

وتحدّث البدراوي عن التقارب المصري الخليجي قائلا إن “دول الخليج تشعر الآن أن أمنها القومي يبدأ من القاهرة، وأن عودة مصر إلى دورها وقوتها هو طوق النجاة لهذه الأمة العربية بعد أن أصبحت مسألة تدميرها واضحة وصريحة وخرائط تقسيم المنطقة معلنة للجميع″. واعتبر أن “قطر والإخوان توظفهما الدول الكبرى لخدمة مصالحها، وحينما أدركت دول الخليج خطورة الدور القطري، وأن الدوحة تمارس دورا وظيفيا تحركه أميركا وأوروبا وإسرائيل هبت لحماية أمنها القومي”؛ أما نهوض الدور المصري فيتعلق بالاستجابة الإقليمية لمواجهة الأجندات المهدّدة للأمن القومي.


مواجهة الإسلاميين

اعتبر البدراوي أن صعود تيار الإسلام السياسي في مصر، الذي أدى إلى ما تعانيه البلاد اليوم من ترويع وإرهاب، حدث بوجه عام قبل ثورة 25 يناير بسنوات، وله أساس موضوعي، لافتا إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس السابق حسني مبارك هما من وضعا الرئيس الإخواني محمد مرسي على كرسيه عبر كنس مشروع جمال عبد الناصر الوطني -بصرف النظر عن أي ملاحظات عليه- بما حققه من تحرر للقرار الوطني وبجوانبه الاجتماعية والاقتصادية.

إبراهيم البدراوي: فرص حمدين صباحي ضعيفة، والمسألة محسومة لصالح السيسي

وقال إن القضاء على المشروع الناصري، أدى إلى تفشى الفقر، واتساع الفجوة بين طبقات المجتمع إلى حد مرعب لدرجة أن الدراسات تؤكد أن 20 بالمئة من المصريين يمتلكون 80 بالمئة من الثروة، وهو ما أدى إلى تآكل الطبقة الوسطى وتفشي الأمية والجهل نتيجة للتحولات الاجتماعية، مع صعود خطاب ديني مؤثر في هذه الطبقة الحاضنة لهذه الفئة.

وأشار مؤسس اليسار المصري المقاوم، وهي منظمة اشتراكية ظهرت عام 2007، وتستمد أفكارها العامة من الفكر الماركسي، إلى أن تيارات الإسلام السياسي يمكن أن تنحسر إذا طبقنا سياسات تختلف عما قام به مبارك والسادات، وتقوم على التحرر الوطني وصون كرامة المصري وخلق فرص عمل والسعي لتحقيق حياة كريمة للمصريين.

وطالب البدراوي الشعب بمساعدة المشير السيسي في تنفيذ برامجه، ووجه رسالة إلى أنصار المشير قائلا: “على الناس أن تعي أن هناك لعبة تجري الآن لإفشال المشير، وتقوم على الترويج لأن فوز السيسي محتوم، وأنه ناجح ناجح في انتخابات الرئاسة، حتى يتراخى المؤيدون له عن المشاركة في التصويت بالانتخابات الرئاسية”.

وحول رؤيته للسباق الرئاسي في مصر وحظوظ كل من السيسي وحمدين للفوز، أكد البدراوي، وهو أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المصري، أن فرص حمدين صباحي ضعيفة للغاية، والمسألة محسومة سلفا لصالح المشير السيسي، لأن الناس تثق فيه وهذا ما يزيد سعار الهجوم عليه وقال إن المصريين يريدون هذا الرجل، ويرون فيه المنقذ والمخلص من الإرهاب والفقر، مشددا على أن السيسي قبل أن يصبح رئيسا بدأ بتنفيذ البرنامج الوطني بجوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمل على استقلال القرار الوطني.

وعندما أدرك أن الأميركان يحاولون إذلالنا بالسلاح توجه إلى دول أخرى حتى يتخلّص القرار المصري من أنياب ومخالب الامبريالية العالمية. وتطرق مؤسس التيار المقاوم، وهو من مواليد عام 1940، وتم اعتقاله أكثر من مرة في عهدي مبارك والسادات، إلى تاريخ الإخوان منذ نشأتهم 28 بعدما تخلص العرب من نير الحكم العثماني الذي نخطئ بتسميته الخلافة لأن العرب لم يقاسوا ويعانوا مثلما عانوا تحت حكم العثمانيين، مشيرا إلى أن الجماعة تعاونت منذ سنواتها الأولى مع الاستعمار الإنكليزي وكانت معادية للوفد حزب الأغلبية الشعبية آنذاك ومتحالفة دائما مع أحزاب القصر التي تعمل في كنف الاحتلال والملك. وحينما ثبت عجزها عن الاستحواذ على الناس والسلطة لجأت إلى العمليات الإرهابية مثل قتل النقراشي والخازندار ومحاولة اغتيال النحاس وعبد الناصر، مشددا على أنه ليس هناك حزب أو جماعة سياسية تلجأ إلى الاغتيال والإرهاب إلا إذا كانت متآمرة.

وأكد أن جماعات الجهاد والسلفيين والقاعدة منتج إخواني وفي النهاية هم أبناء الأسرة الواحدة، وقال إن الإخوان حينما وضعوا دستور 2013 أعطوا لمرسي سلطة تحديد عاصمة الدولة وحدودها، والتراب الوطني ليس ملكا لأحد، ثم بدأوا في التنازل عن حلايب وشلاتين وسيناء، لافتا إلى أن الإخوان لا يؤمنون بالوطن، وتأييدهم المطلق لمشروع ضرب المنطقة وتقسيمها ككل، هو تآمر على تدمير مصر والعالم العربي.


دعوات المصالحة

ردا على ما يثار من دعوات لدمج الإخوان في الحياة السياسية والمصالحة معهم، قال مؤسس التيار المقاوم في مصر: “لن تتم المصالحة مع الإخوان أبدا فهؤلاء لهم نهج فكري لن نتفق معه على الإطلاق، ويجب أن نحذر أيضا ممن يقول إنه انشق عن الإخوان ،لأن معظمهم يقولون نريد العودة إلى فكر الأمام الشهيد حسن البنا عن الإسلام الوسطــي والبنا هو مــن وضع أسس الإرهاب.

7