مؤتمر في برلين يبحث عن حل لأزمة الغذاء بالشعارات السياسية

المشاورات تركّز على زيادة المساعدات للبلدان الأكثر تضرّراً.
السبت 2022/06/25
وزيرة الخارجية الألمانية: الشعارات لا تخيف روسيا

برلين – يسعى قادة 40 دولة إلى إيجاد “حلول” ملموسة لأزمة الغذاء التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا، في مؤتمر عقد في برلين الجمعة، في وقت يقول فيه مراقبون إن حل أزمة الغذاء لا يتم برفع شعارات سياسية تزيد من تعقيد الوضع.

ويُعقد المؤتمر تحت عنوان “الاجتماع لأمن الغذاء العالمي” قبل قمّة قادة مجموعة الدول السبع التي تبدأ الأحد في بافاريا، ويشارك فيه خصوصاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك قبل افتتاح المحادثات، إنّ المؤتمر يسعى إلى “تقديم حلول” مثل تسريع الصادرات الغذائية من أوكرانيا عبر طرق بديلة من البحر الأسود.

وتركّز المشاورات أيضاً على زيادة المساعدات للبلدان الأكثر تضرّراً، من دون تقديم الحدث على أنه مؤتمر للمانحين.

أنطونيو غوتيريش: أزمة جوع عالمية غير مسبوقة والحرب فاقمت المشكلات

وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك الحصار المفروض على موانئ البحر الأسود، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية كما ساهم في ازدياد التضخم عالميا.

وقالت بربوك إنّ موسكو تستخدم المجاعة “عمداً كما لو كانت سلاح حرب”، محذّرة من “تسونامي” مجاعة حقيقي من المحتمل أن يطول بعض الدول.

وتنفي روسيا محاصرة ممر سفن الشحن معتبرة أن العقوبات الغربية تساهم في الأزمة الغذائية.

إلّا أنّ بربوك ردّت الجمعة موضحة أنّ “روسيا صدّرت تقريباً الكمية نفسها من القمح مثل العام السابق، لذا فإنّ الرواية الروسية أنّ عقوبات مجموعة السبع هي سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية لا أساس لها من الصحة”.

وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية أن وزارة البيئة أشارت إلى أنّه يمكن لروسيا أن “تسمح بخروج  الحبوب عبر أوديسا أو أن توقف هذه الحرب بكل بساطة، ولكننا نسعى بإلحاح الى إيجاد طرق بديلة”.

ويمكن لهذه الطرق البديلة أن تمرّ عبر بولندا، لكن بربوك قالت “نواجه مشكلة تغيير المسارات (عبر القطارات) الأمر الذي يتطلّب مزيدا من الوقت”. وتابعت “لهذا السبب اخترنا الطريق عبر رومانيا لأننا نستطيع تكثيف الملاحة النهرية هناك”.

بدورها، تحاول تركيا السماح باستئناف إيصال الحبوب عبر البحر الأسود. وذكرت وزارة الدفاع أنّ محادثات رباعية بهذا الشأن يمكن أن تُعقد في تركيا بمشاركة روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة “في الأسابيع المقبلة”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إن هناك “خطرا حقيقيا” فيما يتعلق بحدوث مجاعات هذا العام، ودعا اجتماعا على مستوى الوزراء حول الأمن الغذائي إلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء وتقليل التقلبات في أسعار السلع.

وقال غوتيريش عبر الفيديو للاجتماع المنعقد في برلين “نواجه أزمة جوع عالمية غير مسبوقة… أدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم المشكلات التي تراكمت على مدى سنوات مثل اضطرابات المناخ وجائحة كوفيد – 19 والخلل الكبير في (وتيرة) التعافي”.

وبحسب مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وهو مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة والأجهزة الإقليمية وجماعات الإغاثة لتحديد مستوى انعدام الأمن الغذائي، يتعرض أكثر من 460 ألف شخص في الصومال واليمن وجنوب السودان لظروف المجاعة. وهذه هي مرحلة ما قبل الإعلان عن حدوث مجاعة في منطقة ما.

ووفقا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي، يقف الملايين من الأشخاص في 34 دولة أخرى على شفا المجاعة.

وقال غوتيريش “هناك خطر حقيقي يتعلق بالإعلان عن حدوث عدة مجاعات في 2022. وربما تكون 2023 أكثر سوءا”. وذكر أن تعرض جموع من البشر إلى الجوع في القرن الحادي والعشرين غير مقبول.

وأضاف أنه ربما يصعب التوصل إلى حل فعال لهذه الأزمة ما لم تجد أوكرانيا وروسيا، اللتان تسهمان
بنحو 29 في المئة من صادرات القمح العالمية، سبيلا لاستئناف التجارة بشكل سليم.

5