"ليلة الأفكار" تعيد العراق مركزا للثقافات

بغداد - داخل إحدى قاعات “المحطة”، البناء الزجاجي المكعب المغطى بألواح صفراء والمخصص لرواد الأعمال الناشئين في بغداد، أحيا الفيلسوف الفرنسي والمدير التاريخي لمجلة “إسبري” أوليفيه مونجان الخميس، أمسية نقاشات تمحورت على تاريخ العاصمة العراقية الحضري والثقافي والعمراني قبل الحرب وبعدها.
وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها العاصمة بغداد ورشة “ليلة الأفكار” النقاشية بالتعاون مع المعهد الفرنسي في العراق، بعنوان “في ظل الحاضر”، بحضور نخبة من المثقفين والشباب.
وافتتح السفير الفرنسي لدى العراق برونو أوبير، الأمسية بكلمة اعتبر فيها هذا النشاط مهما جدا، خصوصا وأن “هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي ننظم فيها نشاطا خارج أسوار السفارة الفرنسية في بغداد. والمرة الأولى التي نستقبل فيها في بغداد محاضرا فرنسيا مرموقا خارج الأسوار أيضا”.
وأضاف أن حلقات النقاش هذه تهدف إلى “إعطاء صورة مختلفة عن العراق، وتغيير الفكرة النمطية بأنه بلد مرادف للتوتر. العراق هو الذي أغنى التاريخين القديم والحديث”.
ويأتي هذا الحدث في إطار نشاط عالمي بعنوان “ليلة الأفكار”، وينظم للمرة الأولى في العراق، وهي مبادرة أطلقتها وزارة أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا في خمس قارات وفي أكثر من 120 مدينة.
وتوالت النقاشات على المنبر بين مونجان وعدد من الباحثين العراقيين، بينهم المعمارية والأستاذة في جامعة بغداد غادة رزوقي.
واللافت كان الحضور الملحوظ في القاعة التي غصّت بالشباب الساعي منهم للعودة إلى ساحة النشاط الثقافي في العراق.
وشددت الطالبة الجامعية مروة على أنها شاركت “لإعجابها أولا بالفلسفة الفرنسية وعراقة مفكريها وتاريخهم”. واعتبرت أن “لقاء بين حضارتين مختلفتين قد يؤثر إيجابا على العقليات، بعد حرمان كبير في ظل الحرب”.
وأشار مهندس الديكور الداخلي ياسر جاسم إلى أن “العراق يحتاج إلى نشاطات مماثلة، وبشكل دوري ومكثف، لإعادة بلد الثقافات والحضارات إلى موقعه الطبيعي”.