"لو كينيماب" العلاج الأول في العالم لإبطاء تدهور الدماغ

العقار ينقي الدماغ من بروتين الأميلويد السام ويؤخر ظهور أعراض الزهايمر.
السبت 2022/11/26
إقامة علاقات اجتماعية أمر ضروري لصحة الدماغ

اعتبر الخبراء والباحثون أن اكتشاف عقار ”لو كينيماب” الذي يبطئ مرض الزهايمر يعد نجاحا نادرا في مجال كثرت فيه العقاقير التي لم تسفر عن أيّ نتيجة. وقال الخبراء إن العقار ينقي الدماغ من بروتين الأميلويد السام ويؤخر ظهور أعراض الزهايمر. وتعد رواسب “أميلويد بيتا” في الدماغ واحدة من السمات المرضية للإصابة بالزهايمر وقد ارتبطت بظهور التنكس العصبي لدى تجارب على البشر والحيوانات.

لندن - توقع البروفيسور السير جون هاردي أن يتلقى مرضى الزهايمر علاجا من شأنه أن يبطئ أعراض المرض في وقت مبكر من العام المقبل، حيث من المقرر تقديم البيانات الكاملة حول عقار “لو كينيماب” في مؤتمر رئيسي حول مرض الزهايمر في 29 نوفمبر الجاري.

وثبت أن عقار “لو كينيماب” ينقي الدماغ من بروتين الأميلويد السام ويؤخر ظهور الأعراض أثناء التجارب، ما يجعله العلاج الأول في العالم لإبطاء تدهور الدماغ.

وقال البروفيسور جون هاردي، كبير علماء الوراثة، إنه واثق من أن حقبة جديدة من العلاجات التي تستهدف الأميلويد تلوح في الأفق.

وفي حديثه خلال حدث استضافه “ساينس ميديا سنتر” في لندن، قال جون “أنا متحمس حقا للعمل الذي سيتم تقديمه لأننا رأينا بيانات صحفية وهذا أمر يثير حرصنا أكثر. أعتقد في الواقع أن هذه لحظة تاريخية. لقد استغرق الأمر وقتا طويلا للوصول إلى هنا واقترحنا علاجات الأميلويد لأول مرة في عام 1992”.

وأظهر العلاج بالأجسام المضادة الوحيدة النسيلة نتائج واعدة في تجربة المرحلة الثالثة التي نُشرت نتائجها في سبتمبر.

وتم اختبار عقار العلاج المناعي في دراسة أجريت على 1795 مريضا يعانون من مرض الزهايمر في مراحله المبكرة في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا والصين.

وأظهرت النتائج أنه قلل من معدل التراجع المعرفي بنسبة 27 في المئة بعد 18 شهرا من العلاج المناعي، مقارنة بالعلاج الوهمي، وفقا للمصنّع “إيزا” ومقره طوكيو، وشركة “بيوجن” الأميركية.

وتم قياس هذه التأثيرات باستخدام مقياس قيَم العديد من المجالات المعرفية: الذاكرة والتوجّه والحكم وحل المشكلات وشؤون المجتمع والمنزل والهوايات والعناية الشخصية.

وكان أحد الآثار الجانبية التي لوحظت أثناء الدراسة هو تورم الدماغ بمعدل 12.5 في المئة لدى المرضى الذين عولجوا بـ”لو كينيماب” مقارنة بـ 1.7 في المئة في مجموعة الدواء الوهمي.

وأشاد العلماء بالاكتشاف باعتباره علامة فارقة في المعركة المستمرة للتغلب على الخرف.

وقالت شركتا إيساي وبيوجن إن عقارهما التجريبي لمرض الزهايمر أبطأ من التدهور الإدراكي والوظيفي في تجربة شملت عددا كبيرا من المرضى في مراحل مبكرة من الإصابة، فيما قد يعتبر نجاحا نادرا في مجال كثرت فيه العقاقير التي لم تسفر عن نتيجة.

ولم تنجح العديد من شركات الأدوية حتى الآن في التوصل إلى علاج ناجع للمرض الذي يضر بوظائف المخ ووصل عدد مرضاه حول العالم إلى نحو 55 مليونا.

النتائج أظهرت أن "لوكينيماب" قلل من معدل التراجع المعرفي بنسبة 27 في المئة بعد 18 شهرا من العلاج

وقال رونالد بيترسن مدير مركز أبحاث الزهايمر في مايو كلينك بمدينة روتشستر بولاية مينيسوتا تعليقا على نتائج دراسة على العقار الجديد “إنه ليس تأثيرا كبيرا، لكنه تأثير إيجابي”.

يُعد داء الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف التدريجي لدى كبار السن، إلا أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي تسبب الإصابة بالخَرَف. وهناك بعض أعراض الخَرَف التي يمكن علاجها، وذلك يعتمد على سبب الإصابة به.

ويحدث الخَرَف بسبب تلف الخلايا العصبية وروابطها في الدماغ أو فقدانها. ويمكن أن تكون للخَرَف آثار وأعراض تختلف من شخص إلى آخر بحسب المنطقة التي تلفت من الدماغ.

وغالبًا ما تُصنَّف أنواع الخَرَف وفقًا لما هو مشترك بينها، مثل ترسبات البروتين أو البروتينات في الدماغ أو جزء الدماغ المصاب. وتشبه بعضُ الأمراض الخَرَف، مثل الأمراض الناجمة عن رد الفعل على الأدوية أو نقص الفيتامينات، وقد تتحسن مع العلاج.

ومن بين أنواع الخَرَف التي تتطور ولا يمكن الشفاء منها داء الزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف.

ومن خلال دراسة حديثة بجامعة كيرتن في بنتلي بأستراليا، وجد باحثون أن بروتين الأميلويد الذي يصنعه الكبد طبيعيا، يلعب دورا مهما في ظهور مرض الزهايمر وتطوره.

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية “بلاس بيولوجي”، ونشر تفاصيلها موقع “هيل براكسيس” الألماني أن تراكم الأميلويد، وهو نوع من البروتين يصنعه الكبد في الدماغ، يؤدي إلى الفقدان التدريجي للخلايا العصبية أو وظيفتها، والذي قد يؤدي بدوره إلى موت الخلايا أو ما يعرف بـ”التنكس العصبي” وزيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.

وتعتبر رواسب “أميلويد بيتا” في الدماغ واحدة من السمات المرضية للإصابة بمرض الزهايمر وقد ارتبطت بظهور التنكس العصبي لدى تجارب على البشر والحيوانات. ويوجد البروتين أيضا في ما يسمى بـ”الأعضاء المحيطية” وترتبط مستويات الدم بحمل الأميلويد على الدماغ والتدهور المعرفي، مما يزيد من احتمالية أن يساهم إنتاج بيتا المحيطي في حدوث المرض، وفق الدراسة.

كان اختبار هذه الفرضية صعبا حتى الآن لأن الدماغ ينتج أيضا هذا النوع من البروتين والتمييز بين البروتينات من المصدرين كان يمثل تحديا كبيرا للباحثين. لكن في الدراسة الحالية تم التغلب على هذا التحدي من خلال تطوير فأر ينتج فقط أميلويد بيتا البشري في خلايا الكبد. وتوصل فريق الباحثين إلى أن هذا النوع من البروتين ينتقل في الدم عن طريق البروتينات الدهنية الغنية بالدهون الثلاثية، تماما كما هو الحال عند البشر، وفي نهاية المطاف يصل البروتين إلى الدماغ عبر الأطراف.

وفي نهاية الدراسة خلص الباحثون إلى أن أميلويد بيتا المتكون من الأعضاء المحيطية قادر على التسبب في تنكس عصبي، في حين أن أميلويد بيتا الذي يتكون في الكبد له أيضا دور محتمل في تطور المرض لدى البشر.

وقد تحدث نتائج هذه الدراسة تقدما مهما نحو فهم مرض الزهايمر وكذلك البحث عن علاجات له. وأوضح الباحثون أن معظم نماذج المرض حتى الآن تركز على فرط إنتاج أميلويد بيتا في الدماغ. غير أن الباحثين لا يعتقدون أن الغالبية العظمى من مرض الزهايمر أصيبوا بالمرض نتيجة عامل ترسب بروتين أميلويد بيت في الدماغ. بدلاً من ذلك، قد تلعب عوامل نمط الحياة دورا أكثر أهمية، بما في ذلك اتباع نظام غذائي عالي الدهون، والذي يمكن أن يسرع من إنتاج بروتين أميلويد بيتا في الكبد.

وقد تكون تأثيرات الأميلويد بيتا المحيطية على الشعيرات الدموية في الدماغ حاسمة في تطور المرض. “على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسة، فإن هذه النتيجة تشير إلى أن وفرة رواسب البروتين السامة في الدم يمكن معالجتها عن طريق النظام الغذائي للشخص وبعض الأدوية التي تستهدف على وجه الخصوص بروتين أميلويد بيتا، البروتين الدهني، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر”، كما أشار القائم على الدراسة، جون مامو من جامعة كيرتن في بنتلي.

قالت مؤسسة الدماغ الألمانية إن أسلوب الحياة الصحي يعد بمثابة درع الوقاية من الزهايمر الذي يعتبر من أكثر أنواع الخرف شيوعا.

وأوضحت المؤسسة أن أسلوب الحياة الصحي يرتكز على التغذية الصحية، أي تناول الخضروات والفواكه الطازجة ومنتجات الحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات وزيت الزيتون، وهو ما يعرف بمطبخ البحر الأبيض المتوسط.

وتعد ممارسة الرياضة أيضا من ركائز أسلوب الحياة الصحي؛ حيث ينبغي ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا.

17