لوح طيني يوثق أقدم شكوى لعميل مخدوع في العراق

العلماء يُقدرون بأن هذه الشكوى التي عثروا عليها في العراق تعود إلى العام 1750 قبل الميلاد.
الخميس 2025/04/10
أول شكوى في التاريخ

بغداد - قبل نحو 4000 عام، شعر رجل من بلاد ما بين النهرين يُدعى ناني بخيبة أمل شديدة من النحاس الذي اشتراه من تاجر يُدعى إيا ناصر، فقرر كتابة شكوى رسمية، وثقها لوح طيني من العصر البرونزي سجل أقدم شكوى لعميل في العالم، تم العثور عليها مؤخرا.

واكتشف العلماء الشكوى الأقدم في تاريخ البشرية وتمكنوا أخيراً من تفكيك رموزها ومعرفة مضمونها. وبحسب تقرير نشره موقع “ساينس أليرت”، المتخصص بأخبار العلوم والتكنولوجيا، فإن الشكوى أعرب فيها أحد الزبائن عن خيبة أمله الشديدة من تعامله مع أحد التجار لأنه لم يحصل على الخدمة التي كان يرغب بها، حيث اشترى من ذلك التاجر كمية من النحاس ويبدو أن تعامل التاجر لم يرق له فكتب تلك الشكوى التي خلدها التاريخ ووصلت إلى البشرية بعد أكثر من 4 آلاف عام.

ونشر الموقع صورة للشكوى المحفورة على لوح طيني، وهي طويلة جداً وتعود إلى العصر البرونزي، ويقول العلماء إن للكتابة والتجارة تاريخا لا ينفصل، ومن أقدم الأمثلة الباقية على اللغة المكتوبة جرد المخزونات ودفاتر الحسابات المسجلة بالخط المسماري القديم لبلاد ما بين النهرين.

وبما أن النحاس كان عنصرا أساسيا في البرونز الذي سُمي العصر باسمه، فليس من المستغرب أن تشتعل الخلافات التجارية المتعلقة بهذا المورد أحياناً، بحسب تحليل العلماء.

ولم يكن من السهل في تلك الأيام إخبار أيّ شركة بعدم رضاك عن طلبك، فاضطر العميل الغاضب ناني إلى نقش شكواه في التراب، ثم إرسالها إلى إياناصر عبر رسول. ولم يُهدر ناني شبراً واحداً من طينه، حيث غطت شكواه وجهي وظهر لوح صغير أبعاده 11.6 × 5 سنتيمترات.

وكتب ناني “وضعتَ سبائك من النحاس غير صالحة أمام رسولي، وقلتَ: إن أردتَ أخذها، فخذها، وإن لم تُرد أخذها، فاذهب بعيداً.” ولم تكن شكوى ناني الوحيدة بين هذه السجلات، حيث يبدو أن “إيانصر” قد أغضب الكثيرين، لكن هذه الشكوى هي الأقدم والأكثر انتقاداً له.

ويقول العلماء إنه على الرغم من كون “إيانصر” يبدو تاجر نحاس فاشلا بكل المقاييس، إلا أنه كان دقيقاً في حفظ السجلات، وخلال حفريات القرن العشرين في مدينة أور في العراق، عُثر على هذا اللوح الطيني إلى جانب العديد من الألواح الأخرى الموجهة إلى التاجر نفسه، فيما يُفترض أنه مسكنه. وتابع ناني “لقد أرسلتُ رسلاً، من السادة مثلنا، لاستلام الحقيبة التي تحتوي على نقودي، لكنك عاملتني بازدراء بإعادتها إليّ خالية الوفاض عدة مرات.”

ويُقدر العلماء بأن هذه الشكوى التي عثروا عليها في العراق تعود إلى العام 1750 قبل الميلاد.

18