لوحات السيارات عنوان الوجاهة في مصر

يتنافس المصريون من النجوم والأغنياء على المكانة الاجتماعية بالمنازل الفخمة والسيارات الفارهة، وانتشر مؤخرا الإقبال على اللوحات المعدنية للسيارات كعنوان للنفوذ والمكانة المرموقة حتى بات سعر هذه اللوحات خياليا ويصل إلى الملايين من الجنيهات.
القاهرة - زاد الإقبال على شراء اللوحات المعدنية المميزة للسيارات الخاصة في مصر، حتى وصلت أسعارها إلى أرقام خيالية، ويتعامل معها المشترون على أنها تعكس نوعا من المكانة الاجتماعية التي يتسم بها أصحابها، وتوحي أيضا في الذاكرة الشعبية بالسطوة والنفوذ والعلاقة القوية مع أجهزة الدولة.
وأتاحت بوابة مرور مصر الإلكترونية مزايدة جديدة انتهت الأربعاء على لوحات مميزة، حيث تقوم بفتح الباب بصفة مستمرة مع تخصيص أيام محددة للقيام بغلقه وإعلان الفائز بكل لوحة معدنية.
وتعددت مظاهر التميز، حيث يرغب البعض في تضمين لوحات سياراتهم حروفا تحمل اسما أو معنى مميزا يحمل دلالة اجتماعية خاصة، ورقما موحدا يعزز هذه الدلالة، بعد أن كان البعض يضع ملصقات على زجاج سياراتهم تشير إلى طبيعة الجهة التي يعملون بها.
ودرج البعض من ضباط الشرطة على وضع شعار النسر الشهير لتأكيد أهميتهم في الدولة، ويضع أعضاء النيابة الميزان كرمز للعدالة، بينما يضع النواب في البرلمان ملصقا بالقبة التي تميزه، ويضع أعضاء نقابة الصحافيين شعار نقابتهم.
وجاء وقت كثرت فيه الملصقات واتسع النطاق لتشمل شعارات دينية تميز بين المسلمين والأقباط بكتابة عبارات توحي بالديانة التي ينتمي إليها صاحب السيارة، ما دفع وزارة الداخلية إلى اتخاذ قرار صارم بإلغاء كافة الشعارات التي تلصق على زجاج السيارات وأدا للفتنة.
وتقدم وزارة الداخلية خدمة الحصول على لوحات معدنية مميزة بالدخول في مزاد علني على موقعها الإلكتروني، وجزء من عائد هذه اللوحات يقدم لدعم صندوق تحيا مصر ويقوم بتوجيه حصيلة موارده إلى مساعدات ومجالات إنسانية.
تعددت مظاهر التميز حيث يرغب البعض في تضمين لوحات سياراتهم حروفا تحمل اسما أو معنى مميزا يحمل دلالة اجتماعية خاصة
وأوضح اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق لـ"العرب" أن الفكرة جاءت بعد ارتفاع الطلب من بعض الفئات على لوحات سيارات متميزة كجزء ترفيهي من حياتهم، فتم البدء في عقد مزادات علنية خاصة بهذه اللوحات للوصول إلى أعلى عائد مادي والاستفادة منه في مشروعات أغلبها يوجه إلى البسطاء.
واعتبر أن اللوحة المميزة كالمنزل المميز والسيارة المميزة، شيء ترفيهي ليس أكثر، والبيع في مزادات يُحسب لوزارة الداخلية بأنها تتعامل بشفافية ونزاهة بعدما كان تمييز اللوحات في الماضي يتم من خلال العلاقات والوساطات.
ويطلب الموقع من المشاركين في المزاد سداد مبلغ تأمين الدخول الذي يختلف حسب حروف وأرقام كل لوحة، وفي حال استقرار المزاد على شخص مع عدم استكمال عملية الشراء لا يجوز للمتقدم استرجاع مبلغ التأمين مرة أخرى.
ويختلف سعر كل لوحة عن الأخرى، فالسعر الابتدائي للوحات المميزة جدا يبدأ بـ425.000 جنيه مصري (نحو 25 ألف دولار)، خاصة إذا كانت اللوحة تحتوي على رقم 1، ويتحدد السعر النهائي حسب طلبات المتزايدين والمنافسين على اللوحة.
وأغلى لوحة معدنية تم بيعها هي "أ ه م 1" بقيمة تصل إلى مليوني جنيه (نحو 110 آلاف دولار) وتوحي بأن صاحب السيارة "أهم واحد في مصر"، حيث يكتب أعلى اللوحة كلمة مصر.
ويحرص البعض من نجوم الفن والطرب في مصر على امتلاك أرقام وحروف مميزة لسياراتهم، حيث يمتلك الفنان محمد رمضان سيارة رولز رويس تحمل لوحة معدنية بأرقام "1111" تعكس شعاره "نمبر 1" الذي عبر عنه بأغنية تؤكد على ذلك.
ويملك المطرب مصطفى قمر سيارة مرسيدس تحمل لوحة كتب عليها "ق م ر 525” مستخدما كلمة قمر كإسم ودلالة على التميز والنجومية الكبيرة.
ولدى مطرب المهرجانات عمر كمال سيارة مرسيدس تحمل لوحة تتضمن اسمه الأول، وهي بأرقام وحروف "ع م ر 1111".
ونشر الفنان مصطفى درويش على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة مجمعة لسياراته وعلق عليها "أغير الماركة، أغير اللون، لكن ما استغناش عن الستات أبدا"، في إشارة إلى احتفاظه بالرقم 6666 الذي يحرص على وجوده في كل منها.
ومنذ سنوات قليلة تم استبدال اللوحات المرورية لتصبح مكونة من حروف وأرقام بعد أن كانت تتكون من أرقام فقط، ولا تخضع الأرقام المميزة لحسابات التقسيم الجغرافي.