لندن تستضيف معرضا غير مسبوق عن أسرار المخابرات البريطانية

زوار المعرض سيعاينون اعترافات لعملاء مزدوجين أو أدوات تجسسية متنوّعة.
السبت 2025/04/05
صندوق الأسرار

لندن - تكشف أجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية "أم 15" التي تأسست قبل 115 عاما، بعض أسرارها التاريخية ضمن معرض في لندن هو الأول لها، إذ سيعاين الزوار مثلا اعترافات لعملاء مزدوجين أو أدوات تجسسية متنوّعة. وكان كارل مولر أحد أهم الجواسيس الأوائل الذين قبض عليهم جهاز المخابرات البريطاني "أم 15" في عام 1915.

وقد كُشف أمر الجاسوس الألماني من جانب عملاء بريطانيين، لكن سبب سقوطه كان ببساطة حبة ليمون، معروضة في المعرض الذي يحمل عنوان "الاستخبارات الداخلية: الأسرار الرسمية."

وادعى مولر أنه كان يستخدم هذه الليمونة التي عُثر عليها في معطفه عند القبض عليه، لتنظيف أسنانه. وفي الواقع، كان الليمون بمثابة حبر غير مرئي، ففي رسالة كانت تبدو عادية وقعت عليها المخابرات البريطانية "أم 15"، أبلغ رؤساءه بتحركات القوات البريطانية أثناء الحرب. وقد أُعدم بعد ذلك بفترة قصيرة في برج لندن.

وكان جهاز المخابرات البريطاني "أم 15" قد أُسس قبل بضع سنوات وسط مخاوف من الغزو الألماني. وكان الضابط في الجيش فيرنون كيل أول زعيم لها. واليوم، يضم جهاز المخابرات الداخلية "أم 15"، القريب من "أم 16"، جهاز الاستخبارات الخارجية الذي اشتُهر بفضل أفلام جيمس بوند، أكثر من 5000 موظف.

وقال مدير جهاز المخابرات الداخلية البريطاني كين ماكالوم في حدث خاص لمناسبة إطلاق المعرض الذي يقام بالتعاون مع هيئة الأرشيف الوطني في كيو بغرب لندن "بعد أن عملتُ في جهاز المخابرات البريطاني (إم آي 5) لمدة 30 عاما تقريبا، أستطيع أن أخبركم أن حقيقة عملنا غالبا ما تكون مختلفة عن الخيال."

◙ جهاز المخابرات الداخلية "أم 15"، القريب من "أم 16"، جهاز الاستخبارات الخارجية، يضم أكثر من 5000 موظف

وأضاف "حياة الـ'إم آي 5' هي قصة أناس عاديين يقومون معا بأشياء غير عادية للحفاظ على أمن بلادنا”. ولا يخفي المعرض الذي ينطلق السبت بعض الأحداث غير المجيدة في تاريخ الجهاز الاستخباراتي.

ويتضمن قسم الحرب الباردة في المعرض حقيبة تركها الدبلوماسي البريطاني والعميل المزدوج الروسي خلال الحرب العالمية الثانية غاي بورغيس في أحد نوادي لندن، عندما فر إلى موسكو عام 1951 خوفا من اكتشافه. ويحمل هذا القسم الأحرف الأولى من اسمه. كما يُعرض جواز سفره للمرة الأولى.

ويضمّ المعرض أيضا مذكرة تؤكد أن السكرتير الخاص للملكة إليزابيث الثانية تحدث معها في أوائل سبعينات القرن العشرين عن أن مستشارها الفني أنتوني بلانت كان عميلا سوفياتيا. وتشير التدوينة إلى أن الملكة تلقت النبأ “بهدوء شديد ومن دون أيّ علامة استغراب”.

ومن بين أحدث المعروضات قذيفة هاون أطلقها الجيش الجمهوري الأيرلندي على حديقة مقر رئاسة الوزراء البريطانية في عام 1991. ويتخلل المعرض تعليقات من عملاء من جهاز “أم 15” جرى التكتّم على أسمائهم.

وكتب أحد هؤلاء في عام 2024 "لا يزال العملاء أحد أهم المصادر الاستخباراتية لجهاز المخابرات البريطاني 'أم 15'". لكن إدارة العملاء لا تزال "معقدة"، معددا جملة تساؤلات بينها "ما هو دافعهم؟"، و"هل يقولون الحقيقة؟"، و”كيف تعرف ما إذا كانوا يعملون لصالح الطرف الآخر؟"

في حين كان جهاز الاستخبارات يهيمن عليه الذكور بشكل ساحق في أيامه الأولى، فإن ما يقرب من 48 في المئة من موظفي "أم 15" كانوا من النساء عام 2022.

وفي ثلاثينات القرن العشرين، كان العميل الشهير ماكسويل نايت من أوائل من قالوا إن النساء يمكن أن يصبحن جاسوسات جيدات. ولفت إلى أن "حدس المرأة يكون في بعض الأحيان مفيدا وصحيحا بشكل مذهل." وينتهي المعرض الذي يمكن الدخول إليه مجانا في 28  سبتمبر القادم.

16