للفن والعلوم.. الذكاء الاصطناعي هو المنبع

لندن – العلم يبحث عن الحقيقة والفن يبحث عن الجمال، وهما وجهان لعملة واحدة، حسب لي تسونغ داو، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، فهما ينبعان من الجزء الأكثر نبلا من الأنشطة البشرية ويسعى كلاهما إلى التعمق والشمول والخلود.
ما هي الآفاق الجديدة التي يفتحها الذكاء الاصطناعي أمام الإبداع الفني والابتكار التكنولوجي؟ ما تأثير تكامل الفن والعلوم على حياتنا؟ وكيف يعوض عن أوجه القصور ويعظم فوائد الإنجازات المبتكرة؟
أغنت تقنية الذكاء الاصطناعي، إلى حد كبير، أدوات الإبداع الفني؛ طال ذلك الكتابة والرسم والموسيقى والهندسة. تماما مثلما فتحت المجال أمام تطبيق تكنولوجيا الواقع الافتراضي، في الصناعات الطبية وصناعة المعدات، وأتاحت فرصا متعددة لإنجاز أعمال فنية تفاعلية، ووفرت طرقا مبتكرة وفعالة لحل المشاكل الاجتماعية.
ومع التمسك بالتناغم القائم بين الفن والعلوم، سعى مصممون لإثراء التعبير، وعرض العلوم والتكنولوجيا من خلال العناصر الفنية، ودمج المفاهيم العلمية والتكنولوجية المعقدة في الأعمال الثقافية، وأثرى اعتماد الفن على الذكاء الاصطناعي، دلالات المواضيع الثقافية بجماليات فنية غير مسبوقة.
الأعمال الفنية، والإنجازات العملية المبتكرة آخذة في التنامي في مجال الفن ومجال العلوم والتكنولوجيا، وعلى الرغم من أن المفهوم يتم تحسينه باستمرار ويتوسع التطبيق تدريجياً، ما زال يواجه مشكلات وتحديات.
ورغم التطور المتسارع للعلوم والتكنولوجيا، وتواصل ظهور أفكار جديدة، يبدو الفن في وضع فقد فيه الهدف الأصلي؛ السعي وراء الجمال والإصرار على القوة الداخلية.
لا بد من التوقف أيضا عند مشكلات أخلاقية نجمت عن تطبيق الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الصدد قال جيروين فان دن هوفن، أستاذ الأخلاقيات والتكنولوجيا ورئيس تحرير مجموعة سبرينغر نيتشر للنشر “يوفر الذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من الخيارات، وهو أداة للإلهام البشري، رغم ذلك يجب أن نحمله المسؤولية الأخلاقية في مجال الفن، تماما مثلما حملناه المسؤولية الأخلاقية في مجال الابتكار العلمي”.
أمر طبيعي أن ينتظر الناس بروز أشكال جديدة من وسائل التعبير الفني؛ لن يكون تطور التكنولوجيا سببا في إلغاء الفنون، بل دافعا ليصبح الفن أكثر قوة وتنوعا مستقبلا، ويمكن أن نلاحظ تلك التأثيرات حاليا في المشهد الثقافي، الذي بدأ بالتغير ليواكب التطورات الحاصلة في مجال العلوم والتكنولوجيا، في الوقت الذي تستمر فيه حماية الموروثات التقليدية.