للسياح آراء: كوبا تحظى بالمزيد من السياح

هافانا – تعج العاصمة الكوبية هافانا بالسائحين الذين يحتسون مشروبات الموهيتو والدايكيري المعروفة، في أشهر الحانات مثل فلوريديتا ولو بوديجيتا، ويقومون برحلات في سيارات كلاسيكية بألوان جذابة أو يتجولون في أزقة البلدة القديمة، مرورا بالمباني العتيقة التي تعود لعهد الاستعمار الإسباني السابق.
وتزدهر السياحة في كوبا التي سجلت العام الماضي رقما قياسيا، باستقبال أربعة ملايين زائر.
يشار إلى أن أيّ شخص يأمل في زيارة كوبا في الأيام التي تسبق مرحلة ازدهار السياحة بأعداد ضخمة، سوف يصاب -للأسف- بخيبة أمل.
وقد أصبحت السياحة شريان حياة بالنسبة إلى الجزيرة الشيوعية الواقعة في البحر الكاريبي، حيث تسجل عائداتها من السياحة حاليا ما يصل إلى 10 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
ومن المقرر الانتهاء من بناء 108 آلاف غرفة فندقية جديدة بحلول عام 2030، كما أنه من المقرر تحديث المطار الدولي في هافانا.
وعلى الرغم من أن الدولة مازالت تسيطر على السياحة إلى حد كبير، إلا أن التنشيط السياحي أدى إلى استفادة القطاع الخاص على وجه الخصوص.
ومنذ أن سمحت الحكومة الشيوعية بتشغيل المطاعم التي يديرها القطاع الخاص، والمعروفة باسم بالاداريس، والسكن الخاص، أو كاسا بارتيكيولارس، صار أصحاب الأعمال الحرة من بين أكبر المستفيدين.
يشار إلى أن الأوروبيين ليسوا هم فقط من يشاركون في ازدهار السياحة في كوبا، حيث أنه بعد فترة طويلة من تجمد العلاقات مع واشنطن، جددت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع عدوها السابق، في ظل رئاسة باراك أوباما في يوليو من العام 2015.
وبفضل ذوبان الجليد السياسي، زار 284 ألفا و937 من الأميركيين كوبا في العام الماضي، وفقا لجوزفينا فيدال، كبيرة المفاوضين الكوبيين.
ومع ذلك، مازال الحظر التجاري المفروض منذ عقود، ساريا، ولا يسمح لمواطني الولايات المتحدة بزيارة كوبا إلا في إطار سبب من بين 12 سببا للسفر، من بينها التعليم أو لأسباب دينية.
*فيكتور ليوناردو (مرشد سياحي): “لقد تغيرت كوبا سريعا خلال العقد الأخير.. نحصل على حصص غذائية ولدينا نظام رعاية صحية وتعليم مجاني من الدولة، إلا أن كل شهر بالنسبة إليّ كان بمثابة معركة صغيرة من أجل البقاء لذا قررت الانتقال إلى بلدة فاراديرو الساحلية -حيث تنتشر مجمعات الفنادق واحدا تلو الآخر- لأصبح مرشدا سياحيا”.
*نيكول تامر (سائحة ألمانية): “هناك عدد كبير جدا من السائحين أكثر مما كنت أتوقع.. يود الكثير من الناس أن يأتوا إلى كوبا قبل فوات الأوان، ولكن قد يبدو ذلك إهانة بالنسبة إلى السكان المحليين، كما لو كانت الدولة من بقايا الزمن الماضي.. كوبا ليست معزولة عن باقي العالم، ولا سيما نتيجة للثورة الرقمية، والسكان على وعي بالتقدم”.
*ريكاردو توريس (أستاذ الاقتصاد كوبي): “إن السياحة أصبحت صناعة رئيسية بالنسبة إلى كوبا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.. السياحة تخلق العديد من فرص العمل، كما يستفيد العمال المحليون من الإكراميات”.