"للذكر مثل حظ الأنثى".. القانون في تونس والجدل في مصر

تثير مسألة المساواة في الميراث بتونس جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية، لكن ليس في تونس فقط بل في مصر أيضا حيث بلغ حدّ اعتبار تونس “دولة غير إسلامية” ونظامها “غير مسلم”.
تونس - أطلق المصريون هاشتاغات مختلفة تحض التونسيين على “نصرة الشريعة”، وفق تعبيرهم، على خلفية الذهاب قدما في تشريع المساواة في الميراث بين الذكر والأنثى.
وانتشر في هذا السياق هاشتاغ #يا_تونس_انصروا_شريعة_ربكم.
وكتب مغرد:
MosMah70@
الكل على فيسبوك وتويتر يكتب رسالته للشعب التونسي ويقول له: #يا_تونس_انصروا_شريعة_ربكم.
وكان مجلس الوزراء التونسي قد صادق على مشروع قانون تعديل أحكام المواريث لإقرار المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، والقانون ليس ساري المفعول بعد، إذ سيقدمه مجلس الوزراء إلى مجلس النواب من أجل المصادقة عليه، وتلك المحطة أعقد بكثير مما تبدو عليه.
وخلق القرار التونسي حالة جدل في مصر، ولا سيما بعد أن أطلق سعدالدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، رأيا فقهيا يبيح ما قامت به تونس واعتبر أن قرارها بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة “صحيح فقها ولا يتعارض مع كلام الله”.
وأضاف الهلالي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية”، الذي يبث على قناة “أم.بي.سي مصر”، أن “الميراث مسألة حقوق، وليست واجبات مثل الصلاة والصوم، مؤكدا أن مسألة الحقوق يكون فيها للناس الحق في التعامل بها”.
وأشار الهلالي إلى أن “الفقيه تتغير فتاواه بتطور ثقافته بمرور الوقت”، متابعا “سنصل إلى ما وصلت إليه تونس بعد ثلاثين عاما من الآن”.
وبدا واضحا تشنج عمرو أديب الذي شن هجوما حادا على تونس ذهب إلى القول بأن التونسيات يطالبن بـ“تعدد الأزواج”. وسخر الهلالي من كلام أديب وعدّه من باب المزايدات التي يلجأ إليها المناوئون للقرار التونسي.
يذكر أن قانون المساواة في الميراث بين المرأة والرجل يثير جدلا في تونس أيضا.
وأعلنت حركة النهضة الإسلامية أنها ستصوت ضد القانون في البرلمان وهو ما عده تونسيون “حقيقة الحركة المناوئة لحقوق المرأة”.
وقالت الناشطة التونسية نائلة السليني:
Naila Silini
كلامي أوجّهه إلى السيد عمر أديب لأقول له: ألا لا يجهلنّ أحد علينا، فنجهل فوق جهل الجاهلين.. تستطيع أن تكون صحافيا وفي نفس الوقت صادقا وأمينا في مواقفك.. نحن في تونس نساء ورجالا تجاوزنا عقدة “التعدد”.. وأقمنا مجتمعا على أسس التعاون والحب والاشتراك، وها نحن نعزّزه بالمساواة.. وعلى هذا الأساس نحن مجتمع سليم في جسمه لا يعاني من الأمراض المزمنة التي تكبّل تفكيرك وعينيك ولسانك.. فسعادة الرجل بتونس مع امرأة واحدة، وسعادة المرأة مع رجل واحد.. نحن شعب لا يعاني من انفصام في الشخصية حتى يبحث الرجل عن أكثر من زوجة، أو تبحث المرأة عن أكثر من زوج.. نحن ندعو إلى جيل ” طيب الأعراق” مكتمل، ومطمئنّ إلى مستقبله.. لأنّ المستقبل بيديه.. بئس المواقف وبئس المخارج التي تبحث عنها لمهاجمتنا…
وأضافت
Naila Silini
المرأة التونسية رأس قاطرة وترى المستقبل في آفاق رحبة.. أمّا أنت ومن تمثّل فقد بقيت سجين “ما بين السرّة والركبتين”.. ابحث عن مصدر الداء الذي ينخر عقلك في داخلك، و اعرض نفسك على دكتور في علم النفس عسى أن يأتيك الفرج.. في الأخير لا فرق بينك وبين جماعة الإخوان في تونس، تتفقان في عداوتكما للمرأة التونسية.. ولست سوى ذلك الإخواني المتستّر الذي يقتنص فرصة الكشف عن هويته.
يذكر أن حديث أستاذ الأزهر تسبب في تخوف الأزهر نفسه من أن يعتبر البعض كلامه هو رأي الأزهر، لذلك خرجت المؤسسة الدينية بعد حديث الهلالي بوقت قصير لتتبرأ منه. وبلغ الغضب من مشروع القانون التونسي حدّ اعتبار مفتي مصر السابق علي جمعة، تونس بلدا غير إسلامي، وقال في برنامج تلفزي “تونس بلد لا تنصّ في دستورها أنها دولة إسلامية أصلا”، مضيفا أن “النظام أصلا مش (غير) مسلم.. النظام لا يعترف بأن الدين الرسمي هو الإسلام”.
غير أن كلام جمعة “ينمّ عن جهل”، وفق معلقين، إذ يتعارض مع المادة الأولى من الدستور التونسي، الذي ينصّ على أن “تونس دولة حرّة، مستقلة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها”. وقال مغرد مصري:
aborawdaa@
يا_تونس_انصروا_شريعة_ربكم.. هاشتاغ من أجل حماية تونس من التغريب، ومن أجل الحفاظ على الأمة العربية والشعوب الإسلامية من محاولات طمس هويتها، وتحريف دينها.
وسخر المفكر خالد منتصر:
khaledmontaser@
هل الإخواني بعد أن يقبل حذاء العثمانلية حتى يقبض راتبه، يستطيع أن يهاجم مساواة تركيا في الميراث بين الذكر والأنثى مثلما هاجم تونس؟
وتهكمت معلقة:
bunnyhoney86@
وقت (حين) الدول الشقيقة تتدخل في قوانين لا تهم إلا التونسيين فقط، تحتل تونس المرتبة الثانية عربيا و53 عالميا من حيث مؤشر قياس “أكثر الشعوب تعلما حول العالم” لعام 2018. بينما الدول التي تتكلم في الحلال والحرام لم تدخل التصنيف أصلا.. #تونس #المساواة_في_الميراث.
وكتبت مغردة أردنية:
hadeel__migdady@
إقرار قانون المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث في تونس.. عشق كبير لتونس وشعبها الحر.. تونس في مقدمة الدول العربية بكونها أقرب ما يكون إلى الدولة المدنية وبتبنيها أسس الديمقراطية والمساواة.. “عقبال الأردن وباقي الشعوب”.
وقال حساب سوري:
SyrianOfficial@
تونس قدوة في مجال حقوق المرأة؛ من حق المرأة تطليق زوجها، منع زواج القاصرات، منع تعدد الزوجات، من حق المرأة المسلمة الزواج من غير مسلم، المساواة في الميراث، لا يحق للزوج تطليق زوجته إلّا في المحكمة، يحق للمرأة العمل في المجالات العسكرية والمدنية كافة، منع إكراهها على الزواج.
وسخر ناشط مصري:
nasry@
“نفسي (أملي) الشماليل في مصر اللي مزعلهم (الذي أغضبهم) موضوع الميراث في تونس يضيعوا وقتهم وجهدهم في حصول المرأة المصرية (الشقيقة وزوجة الأخ المتوفي) على ميراثها الشرعي… وعلى فكرة، هذا شرع ربنا أيضا وبيتاكل وأنتم مطنشين”.