لقب دوري الأمم الأوروبية بداية عصر ذهبي جديد لإسبانيا

رودري يسرق أنظار المتابعين في نهاية مسابقة دوري أبطال أوروبا.
الثلاثاء 2023/06/20
العودة إلى منصات التتويج

روتردام (هولندا) - تريد إسبانيا بقيادة أفضل لاعبيها رودري أن ترى فوزها بلقب النسخة الثالثة لمسابقة دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم كمقدمة لعصر ذهبي جديد على الخصوص مع الفتى غافي وحارس المرمى أوناي سيمون وقطبي الدفاع فرنسيي الأصل أيمريك لابورت وروبان لو نورمان.

“هذا الجيل يعد بالكثير”، هذا ما قاله القائد الجديد رودري الذي فاز بكل شيء هذا الموسم مع مانشستر سيتي الإنجليزي وبدوري الأمم مع منتخب بلاده. ويعتبر رودري البالغ من العمر 28 عاما وصاحب هدف الفوز الوحيد في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان الإيطالي (1 - 0)، نجم هذا المنتخب الإسباني.

رودري سرق أنظار المتابعين في نهاية هذا الموسم، محققا ثلاثية مع السيتي وقاد إسبانيا إلى الفوز على كرواتيا

وسرق أنظار المتابعين في نهاية هذا الموسم الشاق حيث خاض 66 مباراة، محققا ثلاثية تاريخية مع الـ”سكاي بلوز” (الدوري وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا) وقاد إسبانيا إلى الفوز على كرواتيا لوكا مودريتش 5 - 4 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 0 – 0) أحد منافسيه على لقب أفضل لاعب خط وسط في العالم.

غرس القائد الجديد قبل كل شيء عقلية الفوز في المجموعة. وقال بعد المباراة النهائية في روتردام “كنا أقوياء من الناحية الذهنية”، متمنيا “خلق ثقافة الفوز” مثلما حدث بين عامي 2008 و2012 عندما فازت إسبانيا بلقبين في بطولة كأس أوروبا ولقبها التاريخي ببطولة كأس العالم 2010.

وعندما تم التحدث معه عن الكرة الذهبية، أجاب قائلا “بالطبع ستكون ضخمة، لكني لا أفكر كثيرا في الجوائز الفردية، أفكر بشكل جماعي، الفوز كفريق. وبدأ ذلك يأتي مع إسبانيا”.

وخلف رودري تبرز المعجزة الحقيقية لـ”لا روخا”، لاعب وسط برشلونة غافي البالغ من العمر 18 عاما و1.73 مترا فقط بموهبته الكروية ولعبه القتالي. والمدرب لويس دي لا فوينتي “يفضّله كصانع ألعاب، لكن من الصعب العثور على غافي يلعب بشكل سيء أينما كان.

إنه يمثل الحاضر والمستقبل”. قناص دؤوب للكرات، لم يتوقف غافي عن لفت الانتباه والإعجاب منذ أن استدعاه المدرب السابق لويس إنريكي لأول مرة لخوض النسخة الثانية من دوري الأمم في سن 17 عاما فقط، في وقت كان سجله مع النادي الكتالوني ست مباريات فقط. والمدرّب الذي يبدي باريس سان جرمان الفرنسي اهتمامه لاستلام إدارته الفنية خلفا لكريستوف غالتيه، وضع ثقته في غافي وكان عنصرا أساسيا في تشكيلته حيث لعب 21 مباراة دولية سجل خلالها ثلاثة أهداف.

ولا شيء أفضل من التألق في سلسلة ركلات الترجيح بالنسبة إلى حارس مرمى عرف كيف يفرض أحقيته بمركزه. وبعد سلسلة الدوحة الكارثية ضد المغرب في ثمن النهائي (0 - 3 بركلات الترجيح، الوقتان الأصلي والإضافي 0 - 0)، وبعد الفشل في نصف نهائي بطولة كأس أوروبا 2020 (أقيمت عام 2021 بسبب فايروس كوفيد - 19) أمام إيطاليا (2 - 4، الوقتان الأصلي والإضافي 1 - 1)، خرج أوناي سيمون أخيرا منتصرا من خلال سلسلة الركلات الترجيحية حيث تصدى لمحاولتي لوفرو ماير وبرونو بيتكوفيتش.

قناص دؤوب للألقاب
قناص دؤوب للألقاب

وأقنع حارس مرمى أتلتيك بلباو الجميع بأحقيته بالدفاع عن عرين المنتخب الإسباني بعدما أجبرته الإصابة على التخلي عنه في مارس الماضي لصالح حارس مرمى تشيلسي الإنجليزي كيبا أريسابالاغا.

هنا أيضا يتعلّق الأمر باختيار المدرب السابق إنريكي الذي كان يرغب بالتأكيد في اللاعب الـ11 في أرضية الملعب، حارس مرمى قادر على اللعب بقدميه. وأشاد به دي لا فوينتي، قائلا “والآن هو أيضا ينقذ ركلات الترجيح، إنه حارس مرمى رائع”.

نجحت ثنائية قطبي الدفاع فرنسيي الأصل لابورت ولو نورمان بشكل جيد. إذا كان الأول جزءا من الركائز الأساسية (22 مباراة دولية، هدف واحد)، في بطولته الثالثة كأساسي مع “لا روخا”، فإن الوافد الجديد لو نورمان توج بلقب في ثاني مباراة دولية فقط مع المنتخب الإسباني.

صحيح أن لابورت أهدر ركلته الترجيحية عندما سدّدها في العارضة، لكنه قاد دفاعه بسلطة، فيما أظهر لو نورمان الكثير من الجرأة بالنسبة إلى لاعب مبتدئ في صفوف “لا روخا”. وقال في المنطقة المختلطة “لقد كانت عشرة أيام رائعة” في إشارة إلى الأيام التي أمضاها مع إسبانيا في معسكرها الهولندي لخوض مباراتي نصف النهائي والنهائي.

وأضاف “في الأيام القليلة المقبلة سأفكر في ما تم إنجازه للتو، والمباريات التي عشتها، وما فعلته مع هذا المنتخب (…) إنه جميل، الآن سأستمتع به”. وعلى الرغم من تسببه في ركلة جزاء بلمسة يد بعد أول عشر دقائق له مع إسبانيا (ضد إيطاليا في نصف النهائي)، فإن لو نورمان “سعيد إلى حد ما. لقد كنت في مستوى الموعد. لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، لكنها إيجابية للمستقبل”. هذا المستقبل الذي يبتسم للجيل الإسباني الجديد.

17