لقاء كلوب وناجلسمان عنوان قمة ليفربول ولايبزيغ في دوري الأبطال

سان جرمان يتمسك بخبرة بوكيتينو لفك عقدة برشلونة.
الثلاثاء 2021/02/16
مصير مجهول

تعود مسابقة دوري أبطال أوروبا للنشاط، هذا الأسبوع، بإقامة أربع مباريات ضمن ذهاب دور الـ16 من البطولة القارية. ويلعب الثلاثاء لايبزيغ مع ليفربول على ملعب "بوشكاش أرينا" بالمجر، وذلك بعد أن تم اختيار أرض محايدة لاستضافة المواجهة، فيما يلاقي برشلونة خصمه باريس سان جرمان على ملعب "كامب نو".

برلين - يحتاج ليفربول الإنجليزي إلى نتيجة جيّدة في دوري الأبطال الذي أحرزه قبل موسمين للمرة السادسة في تاريخه، لتشكل رافعة لرجال المدرب الألماني يورغن كلوب الباحثين عن الثقة وسط كمّ رهيب من الإصابات في صفوفهم. وذلك عندما يواجه فريق لايبزغ الألماني في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الثلاثاء.

لكن المباراة لن تقام على أرض أي من الفريقين، بعد منع السلطات الألمانية حضور أبناء ليفربول بسبب بروتوكول فايروس كورونا، فاضطر الاتحاد القاري لنقلها إلى العاصمة المجرية بودابست. وقد تصبّ إقامة المباراة خارج عقر دار لايبزغ في مصلحة ليفربول الذي يمرّ بفترة غير اعتيادية، إذ لم يفز سوى 3 مرات في آخر 12 مباراة ضمن مختلف المسابقات.

ويملك مدرب لايبزغ الشاب يوليان ناجلسمان (33 عاما) فرصة تعميق جراح مواطنه يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي.

ويتمتع كلوب بهالة الأسطورة على ضفاف ميرسيسايد بعد أن أنهى صياما دام 30 عاما لم يحرز فيه فريق ليفربول اللقب المحلي، قبل أن يقوده إلى التتويج الموسم الماضي وذلك بعد موسم واحد من قيادته الفريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا. بيد أن ليفربول يمر بأزمة حقيقية، حيث لم يحقق الفوز سوى في 3 من آخر 11 مباراة خاضها في مختلف المسابقات.

في المقابل، يعتبر ناجلسمان نجما صاعدا في معترك التدريب، فقد فرض لايبزغ بإشرافه رقما صعبا في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ببلوغه دور نصف النهائي قبل السقوط أمام باريس سان جرمان الفرنسي، لكنه نجح في انتزاع بطاقة التأهل للأدوار الإقصائية هذا الموسم على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، مع العلم بأن الأخير ألحق به خسارة قاسية ذهابا بخماسية نظيفة.

وفي عودة إلى تاريخ الرجلين، نجد أن كليهما شغل مركز قلب الدفاع، وفي الوقت الذي اعتزل كلوب في سن الثالثة والثلاثين بعد أن دافع عن ألوان ماينتس في 325 مباراة، اضطر ناجلسمان إلى إيقاف مسيرته مبكرا جدا بعمر العشرين بسبب إصابة في الركبة.

مستقبل غامض

Thumbnail

يرتبط كلوب بعقد مع ليفربول حتى يونيو عام 2024 وقعه الموسم الماضي. على الرغم من الأزمة التي يمرّ بها فريقه خلال الموسم الحالي، فإنه لا يزال يحظى بالاحترام ولاسيما بعد قيادة فريقه إلى إحراز اللقب المحلي بعد غياب دام ثلاثة عقود بالإضافة إلى التتويج الأوروبي للمرة السادسة في تاريخ النادي الشمالي.

انهيار كامل لليفربول وحده يمكن أن يعيد النظر في مصير كلوب. في المقابل، يبدو مستقبل ناجلسمان محصورا بين بايرن ميونخ لخلافة هانزي فليك في حال ترك الأخير منصبه واستلم تدريب منتخب ألمانيا خلفا ليواكيم لوف بعد نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، أو أحد الفرق الإنجليزية لاسيما في حال عدم نجاح توتنهام في التأهل لإحدى المسابقات الأوروبية بإشراف مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو.

وكان ناجلسمان قد تخطى توتنهام ومانشستر يونايتد في الموسمين الماضي والحالي في دوري الأبطال.

حنكة أوروبية

يعوّل باريس سان جرمان الفرنسي الذي يفتقد نجمه البرازيلي نيمار المصاب، على مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لفك عقدته أمام برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا. وبعد بداية موسم متقلبة، أقال الفريق الألماني توماس توخل الذي قاده إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، وعيّن بوكيتينو الذي بنى سمعته التدريبية قاريا مع توتنهام الإنجليزي وأوصله أيضا إلى نهائي دوري الأبطال.

وستكون مواجهة ذهاب ثمن النهائي الحالية، التاسعة بين الطرفين في آخر ثماني سنوات ضمن المسابقة القارية الأولى. ويقف التاريخ مع النادي الكتالوني، وفي حال توديع أي من الطرفين لدور الـ16، سيُعدّ خيبة كبيرة لفريق من الصفّ الأول. وكانت أفظع مواجهات سان جرمان أمام برشلونة في دور الـ16 من نسخة 2017، عندما تقدّم ذهابا برباعية نظيفة على ملعب “بارك دي برانس”، لكن مباراة الإياب شهدت أشهر “ريمونتادا” في السنوات الأخيرة، عندما قلب الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه النتيجة في الثواني القاتلة إلى فوز تاريخي 6-1.

هذا الفوز أدى إلى انتقال نجم المباراة البرازيلي نيمار إلى صفوف سان جرمان، بصفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم، بلغت 222 مليون يورو. لكن آمال سان جرمان، المهيمن في السنوات الأخيرة على الدوري الفرنسي، في الثأر من برشلونة، تعرّضت لضربة قاسية مع إصابة لنيمار، أصبحت اعتيادية في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال.

باريس سان جرمان الفرنسي يعوّل على مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لفك عقدته أمام برشلونة الإسباني
باريس سان جرمان الفرنسي يعوّل على مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لفك عقدته أمام برشلونة الإسباني

وبالرغم من كل ذلك، يدرك بوكيتينو أن الإقصاء على يد ميسي ورفاقه يشكّل صفعة كبيرة في بداية مشوار الفريق اللاهث وراء اللقب الأول في المسابقة القارية. في عشر مباريات حتى الآن، فاز 8 مرات وتعادل مرة، لكن خصومه لا يمكن مقارنتهم ببرشلونة الذي استعاد مستوياته بعد بداية موسم مخيبة.

وإلى جانب غياب نيمار، يحوم الشك حول مشاركة الجناح الأرجنتيني أنخل دي ماريا ولاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي. كما أن نجم الهجوم الشاب كيليان مبابي، صاحب 4 أهداف في مباريات بوكيتينو العشر مع سان جرمان، ليس في أفضل أيامه، خصوصا في ظل الحديث المستمر عن إمكانية رحيله.

وقال بوكيتينو بعد الفوز الأخير على نيس 2-1 في الدوري المحلي، حيث يتخلف بفارق نقطة عن المتصدر ليل “نريد أن يكون الفريق واثقا من اللعب بعدة خطط، لكن ليس سهلا أن تقوم بعمل كبير في غضون أربعين يوما فقط”. وتابع “يجب أن نكون جاهزين.. الفريق سيكون جاهزا”.

في المقابل، أسهمت الانتصارات السبعة المتتالية لبرشلونة بالدوري في الإبقاء على آماله بمنافسة أتلتيكو مدريد المحلّق في الترتيب، إذ يبتعد عنه بفارق 8 نقاط لكن مع مباراة زائدة.

وحقق الفريق آخر انتصاراته على ضيفه آلافيس السبت الماضي 5-1، في مباراة تألق فيها ميسي، أفضل لاعب في العام ست مرات، ودفع فيها المدرب الهولندي رونالد كومان بالموهبة الصاعدة في خط الوسط إيلايش موريبا (18 عاما).

ويسعى ميسي لقيادة برشلونة إلى اللقب السادس في المسابقة والأول منذ 2015، في ظل التكهنات المتزايدة حول انتقاله في الصيف المقبل عندما يصبح لاعبا حرا إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، أو سان جرمان ليلعب مجددا مع صديقه نيمار!

23