لقاء غير معلن بين مدير المخابرات الأميركية والملا برادر في كابول

إدارة بايدن تتعرض لضغوط من حلفائها الدوليين للإبقاء على قواتها في أفغانستان.
الثلاثاء 2021/08/24
دبلوماسية ما بعد الحرب

واشنطن - عقد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز اجتماعا سريا مع نائب زعيم طالبان الملا عبدالغني برادر في كابول، وفق ما أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء، في أرفع لقاء مباشر بين طالبان وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية كابول الأسبوع الماضي.

ويدل قرار بايدن إيفاد بيرنز المعروف بأنه الأكثر حنكة بين دبلوماسييه إلى كابول على توجهه لاعتماد دبلوماسية ما بعد الحرب، في ظل خطورة الأزمة التي تشهدها إدارته في مواجهة عمليات الإجلاء الفوضوية للآلاف من الأميركيين والأفغان من كابول.

وسبق أن تولى بيرنز منصب مساعد لوزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو الذي يقف خلف التقارب مع إيران الذي حصل في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق، بإجرائه مفاوضات سرية مع هذا البلد الخصم في 2011 و2012 في عمان، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

ولم تكشف صحيفة "واشنطن بوست" مضمون المحادثات بين برادر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لكن من المرجح أن تكون تناولت مهلة عمليات الإجلاء من مطار العاصمة الأفغانية، حيث لا يزال الآلاف يحتشدون على أمل الرحيل خوفا من حكم الإسلاميين.

وتتعرض إدارة بايدن لضغوط من حلفائها الدوليين للإبقاء على قواتها في البلاد إلى ما بعد نهاية الشهر، للمساعدة في إجلاء عشرات الآلاف من مواطني الولايات المتحدة والدول الغربية والأفغان المتعاونين معهم.

وحذر بايدن، الذي ذكر أن القوات الأميركية قد تظل في البلاد بعد انقضاء المهلة، من أن الإجلاء سيكون "صعبا ومؤلما"، مضيفا أن أخطاء كثيرة قد تقع.

وكثف الأميركيون جهودهم الثلاثاء لإجلاء الآلاف من الأفغان والأجانب من كابول في أسرع وقت ممكن، بعدما حذرت طالبان من أنها لن تسمح بهذه العمليات بعد مهلة أسبوع.

وفي ما يتعلق ببرادر، فإن قيامه بلعب دور "النظير" لمدير الاستخبارات الأميركية يعد من المفارقات، حيث يأتي بعد 11 عاما من قيام وكالة الاستخبارات باعتقاله في عملية مشتركة مع باكستان وسجنه بعد ذلك لمدة ثماني سنوات.

لكن القيادي في طالبان ليس غريبا عن الغربيين، فبعد إطلاق سراحه من السجن في عام 2018، تولى منصب كبير مفاوضي طالبان في محادثات السلام مع الولايات المتحدة بالدوحة، والتي أسفرت عن الاتفاق مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

ويجتمع قادة دول مجموعة السبع الكبرى، وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، عبر الإنترنت الثلاثاء لمناقشة الأزمة.

ويبحث القادة اتخاذ موقف موحد إزاء الاعتراف بحركة طالبان أو فرض عقوبات للضغط عليها، لكي تفي بتعهداتها بخصوص احترام حقوق المرأة والعلاقات الدولية.

ويخشى الكثير من الأفغان التعرض لأعمال انتقامية والعودة إلى التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية الذي طبقته طالبان عندما سيطرت على السلطة من عام 1996 إلى 2001، لاسيما في ما يتعلق بحرية التعبير.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إنها تلقت تقارير موثوقا بها عن انتهاكات خطيرة على يد حركة طالبان، تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء وقيودا على النساء.