لعبة المنقلة التراثية تستعيد حضورها في سوريا
الحسكة (سوريا) ـ لعبة المنقلة لعبة قديمة تعود جذورها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد كانت سائدة في المنطقة وانتشر لعبها في مختلف الطبقات ولا تزال تحظى حتى الوقت الراهن بهواة يلعبونها.
وبهدف الحفاظ على الموروث الشعبي أقيمت بطولة لهذه اللعبة في مدينة الحسكة شارك فيها 24 لاعبا من مختلف أحياء المدينة.
وشاركت في هذه البطولة فئتان عمريتان هما جيل الشباب وكبار السن تنافسوا في ما بينهم على مدى يومين في هذه اللعبة التي لها دور كبير في تنمية الذكاء والحساب الذهني.
وبيّن رئيس مجلس إدارة الجمعية الباحث أحمد الحسين لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن البطولة جزء من أنشطة لصون مفردات تراثية من الاندثار تمهيدا لإنشاء مقهى ثقافي يحمل بعدا ثقافيا واجتماعيا.
وأوضح أن بطولة العام الحالي تميزت بزيادة عدد المشاركين من مختلف الأعمار للحفاظ على التراث الشعبي للعبة التي لعبها الآباء والأجداد، والعمل على أن تكون هذه البطولة ذات بعد جماهيري يساعد في انتشارها على مستوى المحافظة والوطن.
وأوضح المدير التنفيذي في جمعية البر والإحسان حسين علكش أن بطولة المنقلة إحياء لتراث شعبي بهدف الحفاظ عليه، فضلا عن نشر المحبة والتلاقي وتمتين التماسك المجتمعي بين المشاركين الذين يمثلون مختلف مكونات المحافظة الاجتماعية.
وقال اللاعب جاسم العلي إن لعبة المنقلة وبحسب المصادر التاريخية تعود لأكثر من 3000 عام تنتشر في عموم أرجاء المنطقة ولا يزال الأهالي يلعبونها حتى وقتنا الحاضر، مشيرا إلى أن اللعبة ذات فائدة كبيرة للذهن والعقل وأن ما يميز البطولة هذا العام هو وجود عدد كبير من اللاعبين الذين تنافسوا للحصول على المركز الأول فيها.
وبيّن اللاعب الشاب معد صالح العلي أن لعبة المنقلة تتميز بأنها تنمي الذكاء وتزيد من معدله لأنها قائمة على معادلات رياضية وحسابية للفوز بها، داعيا جيل الشباب لتعلمها في ظل انتشار الألعاب الإلكترونية الحديثة التي لا تمت لقيمنا وعاداتنا بصلة وغالبا ما تكون ذات محتوى مضر للأطفال واليافعين.
ولعبة المنقلة تلعب على لوح خشبي فيه تجويفات صغيرة عددها 14 تجويفا يتم وضع عدد من الأحجار الصغيرة في كل تجويف ويتم تحريك الأحجار بين التجويفات من قبل المتنافسين وفق حساب دقيق وتركيز عال ولعب دوري ليفوز اللاعب الذي يمتلك عددا أكبر من الحصى في نهاية اللعبة.
