هل يجب أن يسمع الجميع كل مرة أوركسترا مديح مملة، لماذا لا يجرّب الاستمتاع بحرية الصمت ويفهم أن المديح الذي يكال للأشخاص المنبهرين بأنفسهم لا يطربهم أصلا.

الحقيقة أن النظرة العنصرية تجاه المرأة عابرة للقارات والثقافات وإن كانت بدرجات مختلفة، فهذا الاهتمام الزائد عن حده بعمر بريجيت لم يكن ذاته بالنسبة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا.

إن عثر شخص ما في مكان ما من العالم أطلق هاشتاغا لتوثيق اللحظة والسخرية منه. وإن هُجّر شعب وحُطّم وطنه فوق رأسه أطلقنا هاشتاغا للمواساة أو الشماتة لا فرق.

بات الخوف يتملكنا ويقتلنا ببطء، نعم ولدنا بمخاوف غريزية طبيعية، لكن المخاوف التي اكتسبناها بإرادتنا أكبر وأسوأ حتى أن الخوف من المجهول جعلنا جبناء لا نجرأ على فتح رسائل الفرح.

آن الأوان تونسيا وقد اقترب رمضان، لإنتاج الجزء الأول من السلسلة الهزلية "وادي الكلاب" بطولة الوجه الفني الجديد يوسف علم طار، في إشارة إلى واقعة العلم الشهيرة.

بقي أن نبحث بين قطعاننا العربية عن الفأر الذي أوقع الجميع وأن نقسّم الأدوار بين البقية فمن يكون الخروف الذي سيذبح بعد الدجاجة السمينة وقبل البقرة الضخمة؟

ما نفع الأعياد والكرامة إذا كانت بلادي لا تزال مستعمرة وفقط أعطيت اسم استقلال للكذب على شعبها. نريد علاقة ندية لا نريد ثكنة فرنسية في شارعنا.

عرّاف البرّاد يليق بنا بل أكثر من هذا نحن نستحق ما قاله عنّا المرزوقي، كفانا نفاقا وترديدا لمقولة "تونس 3 آلاف سنة حضارة" ونحن لازلنا سنة أولى شعوذة.

الأيديولوجيا حولت بعض النساء إلى كتل صماء عمياء تعمل بجهد، قل مثيله، ضد حقوقهن الطبيعية والإنسانية، بل لا يتوانين لحظة عن التعبير عن حقدهن إزاء من يمثلهن.

الحقيقة أن التونسيين لا يعرفون من يكونون، هم يعانون أزمة هوية، ففي جملة قد يقولون ثلاث كلمات فرنسية من أصل أربعة. لكن رغم ذلك فأغلبيتهم لا يجيدون اللغة الفرنسية تماما مثلما لا يجيدون اللغة الأمازيغية.

لقد أصبحنا دون أن ندري "مجانين الهاتف"، حتى أن بعضهم يؤكد أن "الإقلاع عن فيسبوك أصعب من الإقلاع عن التدخين".

من عجائب ما يسمى العالم العربي أن شعوبه طردت المستعمر الأجنبي ثم تهافتت على سفارات نفس المستعمر لطلب الهجرة إليه والبعض يموت وهو يحاول الوصول.

نصيحتها اليوم لابنتها "اقرئي لترتقي، اقرئي لتهزمي الجهل، اقرئي لتتغلبي على مجتمع اعتبركِ عورة، اقرئي لتكوني حرة".

في هذه الرقعة من الأرض يجمع “سيدي عربي” من المتناقضات الشيء الرهيب... لم يتوان لحظة عن قول إن جسد حبيبة الغريبي، العاري لم يجلب الذهب لتونس.

لو قدر لسقراط أن يعيش بعضا من أيامنا، لأعاد التفكير في عبارته التي كانت حكمة، وأدرك أنها أصبحت لعنة، مع طوفان الكلام الصارخ من كل مكان من الفضائيات والصحف.