لبنان ينفي وقف قبرص التأشيرات بعد تهديدات حزب الله

الرئيس القبرصي يرد على تهديدات حسن نصرالله بأن بلاده جزء من الحل ولا تشارك بأي شكل من الأشكال في نزاعات الحرب.
الخميس 2024/06/20
تهديدات نصرالله تزامنت مع إغلاق السفارة القبرصية في بيروت

بيروت – سادت حالة من البلبلة بين اللبنانيين خلال الساعات الماضية، بعد انتشار أنباء عن وقف قبرص إعطاء تأشيرات للبنانيين عبر سفارتها في لبنان، على ضوء التهديدات التي أطلقها زعيم حزب الله حسن نصرالله في خطابه المتلفز مساء الأربعاء.

ونفى نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب اليوم الخميس وقف السفارة القبرصيّة في لبنان منح التأشيرات.

وقال في تصريح لتلفزيون "أم تي في" لا صحة لما قيل عن تعليق سفارة قبرص منح التأشيرات، وما جرى هو وقف استقبال التأشيرات ليوم واحد فقط لأسباب إدارية تتعلق بمراجعة تعريفة منح التأشيرات والسفارة ستعاود استقبال الطلبات ابتداءً من الغد".

ونقل موقع "صوت بيروت إنترناشونال" عن مصادر ديبلوماسية لبنانية قولها إن الخارجية اللبنانية لم تتبلغ أي شيء من السفارة القبرصية".

في حين اكتفت الخارجية اللبنانية ببيان رسمي مقتضب أوردته "الوكالة الوطنية للإعلام" أشادت فيه بـ"العلاقات اللبنانية- القبرصية التي تستند إلى تاريخ حافل من التعاون الدبلوماسي".

وأكدت أن "التواصل والتشاور الثنائي قائم بين البلدين وبوتيرة مستمرة ودائمة على أعلى المستويات بهدف التباحث في القضايا ذات المصالح المشتركة".

وأعلنت سفارة جمهورية قبرص في بيان مساء الاربعاء، أن القنصلية لن تستقبل أي طلبات تأشيرة أو تصديقات في 20 يونيو 2024. ولفتت السفارة القبرصية، إلى انه يمكن استلام جوازات السفر والتصديقات من خلال إظهار الإيصال الصادر عن القنصلية عند تقديم طلب التأشيرة.

وكان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس قد ردّ على تهديدات نصرالله قائلا إن بلاده لا تشارك بأي شكل من الأشكال في نزاعات الحرب، مشيرا إلى أن "جمهورية قبرص جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء القبرصية مساء الأربعاء/الخميس.

 وأكد خريستودوليدس، في حديثه للصحفيين خلال حفل تخرج جامعة قبرص، على دور قبرص كميسّر إنساني يعترف به عالميًا خصوصا في العالم العربي".

وفيما يتعلق بقنوات الاتصال المحتملة مع "حزب الله" أو الحكومة اللبنانية، لفت خريستودوليدس إلى أن قبرص لديها قنوات دبلوماسية مفتوحة مع كل من حكومة لبنان وحكومة إيران. واعتبر الرئيس القبرصي تصريحات نصرالله "غير لطيفة، لكنها لا تعكس الواقع".

وأكد أن قبرص لا تشارك في أي اشتباكات عسكرية. وأشار خريستودوليدس أن الحكومة ستعالج القضية عبر القنوات الديبلوماسية، وأضاف "تصرفات قبرص شفافة وتظهر التزامنا بأن نكون جزءا من الحل".

وأكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية بأنه لن يتم منح أي دولة الإذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص. وأوضح بأن علاقات جمهورية قبرص مع لبنان ممتازة، وكل مفاوضات ستتم على المستوى الدبلوماسي. مؤكدا بأن قبرص ليست منخرطة ولن تشارك في أي صراعات حربية. 

ومن جهة أخرى، أشار السفير القبرصي لدى إسرائيل، كورنيليوس كورنيليو، الأربعاء، إلى أنه "عندما يهدد مثل هذا الشخص (الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله) سنرد بالطبع"، لافتاً الى أننا "نحن نعمل بتنسيق وثيق مع إسرائيل".

وشدد كورنيليو، لموقع "واينت" على أننا "ننتظر رد الفعل الرسمي من نيقوسيا تجاه تهديدات نصرالله".

وسئل كورنيليو عما إذا كان متفاجئا من تهديدات نصرالله فقال "نعم ولا. العلاقات بين إسرائيل وقبرص لم تكن أبداً بهذه القوة وهذا كل شيء على السطح".

وأضاف "نحاول أن نلعب دورًا متواضعًا فيما يتعلق بنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة بالتنسيق الوثيق مع إسرائيل. وأنا متأكد من أن كل هذا غير مرحب به من قبل حزب الله".

ولفت إلى أنه "إذا تحققنا من عدد الرحلات الجوية بين البلدين سنفاجأ. غدًا ستكون هناك 19 رحلة جوية إلى قبرص. إنه أمر قوي جدًا على أجندة السياحة ورجال الأعمال والسياسة في إسرائيل".

وكان نصرالله حذّر مساء الأربعاء خلال كلمة ألقاها في تأبين طالب عبدالله، وهو قيادي بارز في صفوف حزبه قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، قبرص من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام إسرائيل لاستهداف لبنان.

كما كشف عن معلومات تلقاها حزب الله تفيد بأن إسرائيل التي تجري سنويا مناورات في قبرص، قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة الأراضي اللبنانية في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية.

وقال زعيم الحزب المدعوم إيرانيا "يجب أن تحذر الحكومة القبرصية من أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للإسرائيلي من أجل استهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءا من الحرب وسنتعامل معها على أنها جزء من الصراع".

وكانت حدة المواجهات والاشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية تصاعدت بشكل كبير على جانبي الحدود بين البلدين منذ الأسبوع الماضي، كما ارتفعت حدة التهديدات بين الطرفين أيضاً لاسيما بعد اغتيال إسرائيل لطالب عبد الله.

إذ أعلن الجيش الإسرائيلي قبل يومين أنه أقر خطة لتوسيع الحرب داخل الجنوب اللبناني، فيما توعد حزب الله بضرب كافة المناطق داخل إسرائيل.