لبنان ينأى بنفسه عن مؤتمر لجبهة بوليساريو في بيروت

وزير الخارجية اللبناني يؤكد موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب، بعد أن أحرجه تنظيم الجبهة الانفصالية مؤتمرا في بيروت ودون علمه.
الاثنين 2024/06/10
عبدالله بوحبيب يوجه رسالة قوية إلى بوليساريو

بيروت – سارع لبنان إلى النأي بنفسه عن مؤتمر نظمته جبهة بوليساريو الانفصالية كانت احتضته العاصمة بيروت الجمعة الماضي، حيث جدد تأكيده على موقفه الداعم لسيادة المغرب ووحدة أراضيه، معبرا عن إدانته الإساءة للملكة أو تهديد استقراره.

وقال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب في بيان، الأحد، " إن لبنان يؤكد على أواصر الأخوة التاريخية والمتجذرة التي تربطه بالمملكة المغربية الشقيقة وشعبها الكريم. وإذ يشدد على موقفه الدائم الداعم لسيادة المملكة ووحدة ترابها، يعبر عن حرصه على أمن المغرب ورفضه أي مساس به".

وجاء هذا البيان بعد أن تلقى الوزير اتصالا من سفير الرباط في بيروت تناولا فيه ندوة عقدت في العاصمة صدرت خلالها "مواقف أساءت للمملكة "، معبرا عن "إدانة لبنان لكافة المواقف والتصريحات التي تسيء للمملكة المغربية وتهدد استقرارها ووحدة أراضيها".

وشدد بوحبيب على أن لبنان "يثمن العلاقات الأخوية مع المغرب ويتطلع على الدوام إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات".

وبحسب البيان يبدو أن السلطات اللبنانية لم تكن على علم بما يجري على أراضيها من مؤامرات تحاك في الخفاء ضد المملكة المغربية، ما يشير إلى ضعف أجهزة المخابرات اللبنانية في ترصد هكذا تحركات تسيء لبيروت قبل أن تسيء إلى الرباط.  

ويرى مراقبون أن بوليساريو استغلت الفوضى الداخلية التي يعيشها لبنان سواء على المستوى السياسي أو الأمني للترويج لأطروحة الانفصال، لتتولى تنظيم ذاك المؤتمر عبر ما تسمى "ممثليتها في الشرق الأوسط" إلى جانب حزب قومي يدعى "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، شارك فيه لبنانيون وفلسطينيون داعمون للانفصال في الصحراء، مدعين وجود تشابه ما بين قضية الصحراء والقضية الفلسطينية.

وسعت الجبهة الانفصالية من وراء ذاك المؤتمر الذي حشدت إليه بعض الأحزاب والفصائل ذات التوجهات الانفصالية، إلى الترويج لأطروحة الانفصال التي خفت بريقها في الساحة الدولية أمام تزايد اقتناع المنتظم الدولي بعدم جدواها، كونها عاملا من عوامل اللاستقرار في المنطقة.

ونقل موقع "هيسبريس" المغربي عن محمد سالم عبدالفتاح الباحث في شؤون الصحراء قوله إن "اختيار لبنان من طرف الدعاية الانفصالية من أجل تنظيم هكذا ندوات يأتي في سياق محاولات استغلال الوضع الأمني والسياسي في الداخل اللبناني، وتصاعد أدوار بعض الأحزاب الهامشية التي تتقاطع أجنداتها الوظيفية مع أجندة البوليساريو، من أجل ضرب واختراق حالة الإجماع العربي حول دعم الوحدة الترابية للمملكة ورفض المشروع الانفصالي في الصحراء".

وأضاف أن "الطرح الانفصالي ظل مرفوضا في الساحة العربية، نظرا لتعارضه مع مبدأ الوحدة والتضامن العربيين، إذ عجز عن إيجاد موطئ قدم له في المشهد العربي منذ ظهوره، وخاصة بعد تصحيح ليبيا معمر القذافي موقفها، لتبقى بذلك الجزائر حالة معزولة في الساحة العربية".

وأكد أن "المشروع الانفصالي في الصحراء المغربية يراهن على دوائر سياسية ضيقة في الساحة اللبنانية، ترتبط بأجندات إقليمية ودولية غرضها ضرب الوحدة العربية ومعاكسة المصالح الإستراتيجية للدول العربية".

وشدد على أنه "لا يمكن مقارنة قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية، نظرا لغياب أوجه التشابه بين القضيتين، إذ ينطلق الفلسطينيون من منطلقات عقدية ومظلومية تاريخية واضحة، كما تشارك كل الفصائل الفلسطينية باختلاف توجهاتها الفكرية في النضال، بينما تفتقر البوليساريو للحجج التاريخية وتراهن على سياسة الحزب الواحد وقمع الأصوات المعارضة".